وسائل تعبير غريبة

(ولا تسبوا الذين كفروا فيسبوا الله عدوا بغير علم)       صدق الله العظيم

الغالبية منا تتخذ من الشتيمة والسباب وسيله للتعبير عن عدم توافق المقصود بها مع اراءنا او افكارنا او معتقداتنا ويكون رد الفعل اسوء من الفعل فحين يشتم هبل الصنم الذي كان يعبده الاجداد  يكون رد الفعل على  ذلك هو السباب لله جلا وعلا ومن يعبده بدون تروي او تفكر وهو شبيه لما يحصل في بلداننا التعبانه فمجرد الاختلاف في الانتساب الديني او القومي او الطائفي او المناطقي او الحزبي  وغير ذلك نتخذ من الشتيمة والسباب وسيله لرد الفعل المعاكس على الجهة الاخرى بشمولية لا نميز فيها بين من تضم تلك الفئة او الجماعة او العائلة ونأخذ زيد بجريرة عمر … فيما كنت اتصفح الشبكة العنكبوتية محاولا الحصول على بعض المعلومات عن اشخاص ظهروا على المسرح السياسي  بعد 2003 وقع امام عيني تعليق لاحدى الاخوات العراقيات وهي تنتقد وتعتب على البعض الذي يسب ويشهر ويطعن  في اعراض الاخرين وكرامتهم ..

قالت الاخت الكريمة انا شيوعية واخي فلان  الذي هو احد المسؤولين الكبارفي احد

الاحزاب الدينية النافذة وايدولوجيتنا الفكرية تختلف تماما من الاقصى الى الاقصى  وهي صادقة واضافة انا لم التقي بأخي  الا مصادفة منها قبل كم سنه على هامش احد المؤتمرات وتبادلنا التحية كأخوة تربطنا اواصر الدم والنسب واستهجنت تهجم البعض على العائلة والشرف .. الخ  من دون التمييز ، وقفت حائرا  امام ما مر ويمر في مجتمعنا وعوائلنا وطوائفنا فمجرد ان يسيء احد المتطرفين او الطائفيين الى الجهة الاخرى حتى ينبري من يدعي انه حريص على انتسابه ليحرض على القتل والسب والشتيمة  على الجهة الاخرى وهو يعلم او لا يعلم ان في الجهة الاخرى التي  شتمها من يتعاطف مع انتمائه ويدافع عن حقوقه وحقوق ابناء جلدته وفيهم العلماني والمتدين والمتطرف واللين تمنيت على امثال هؤلاء الذين يشتمون ويسبون ويحرضون الاخرين على الفعل السيء ان يدعو شبيهه من الجهة الاخرى الى المناظرة امام الجماهير  او يدعوه الى المبارزة على طريقة الاشراف النبلاء لا ان يدفع بالبسطاء والسذج الى محرقة الموت ويزرع بذور الاحتراب  والنزاع الذي لا يخدم الا العملاء والاغراب الذين يريدون خراب العراق ، كما حدث في الاعظمية بقيام شلة من الساقطين العملاء لايران والذين دفعت بهم السفارة الايرانية وسليماني الملطخة يداه بدم العراقيين سنة وشيعة من اجل خلق اوضاع تسمح لهم نشر قوات فيلق القدس في العراق كما حصل  في المشهد السوري والذي قابله توغل عناصر متطوعة للقتال من هنا وهناك  الى جانب المعارضة السورية والضحية هي سوريا الوطن وبنيته وحضارته والشعب السوري ان كان من هذا الطرف او ذاك  وقد صرح علنا بعض المسؤولين الايرانيين قبل فترة  استعداد ايران لارسال قوات لحفظ الامن في العراق والذين هم السبب الرئيس فيما حصل ويحصل في العراق والشاهد على ذلك السنوات الاولى من الاحتلال حيث لم يحصل اي سوء بين جميع المكونات العراقية ، وتوجه جميع البنادق الى صدور المحتلين لتدخل بعدها ايران وبتحالف مع سوريا لتحول العراق الى ساحة تصفية حسابات على حساب مصلحة العراق وطنا وشعبا ، نعود الى ما جرى في الاعظمية ليكون رد الفعل  متوترا من الجانب الاخر واعتبارا ذلك خطا احمر رغم ان الله ورسوله الكريم وال بيته الاطهار واصحابه الكرام يتعرضون  في كل وقت الى السباب والشتيمة من امثال هؤلاء الساقطين اخلاقيا والذين يمارسون كل رذيله  في حياتهم المنحرفة والذين لا يربطهم بالدين والوطن والشعب والمباديء والاخلاق اي رابط . فعلى من يدعي الاخلاق والمباديء السمو على هذا   والدعوة الى تسمية المواليد بعمر وعلي  لا عمر وحده  ليكون ذلك عرفا اجتماعيا فيكون عليا تارة ابو لعمر ويكون عمرا تارة ابو لعلي وبهذ تكسر انوف الساعين الى الخراب والفرقة وتخفيف  رد الفعل خاصة وان رجال الدين الاشراف والمرجعية الوطنية والشيعة الاخيار شركاء المصير اول من بدء رد الفعل على تلك  الشلة العميلة المنحرفة  وادانتهم  ذلك التصرف اما موقف الحكومة التي لم تبادر اجهزتها الامنية الى القاء القبض على تلك الزمرة  فورا وتقديمهم الى العدالة للاقتصاص منهم وعدم تكبير (الشك) كما يقال ولكن هذا جزءا مما يجري من تخبط في سبيل الكراسي  التي اعمت القلوب قبل الابصار ولكن ارادة الله وابناء العراق الشرفاء هي المنتصرة والموت لاعداء العراق  من الخونة والمارقين.

خالد العاني – القاهرة