القاهرة – مصطفى عمارة
سادت حالة من القلق بين الأوساط السياسية والشعبية مع إعلان أثيوبيا عن بدء الإعداد للملء الثالث لسد النهضة والذي من المنتظر أن يبدأ مع بدء موسم الأمطار الاثيوبي في شهر يوليو المقبل ، وفي ظل الآثار السلبية المترتبة على هذا الملء على كلا من مصر والسودان كان للزمان هذا الحوار مع د. محمد نصر علام وزير الري السابق :-
- هل ترى أن الأزمة الحالية بين مصر والسودان مع أثيوبيا هي نتاج إعلان المبادئ الذي وقعته مصر والسودان مع أثيوبيا ؟
إعلان المبادئ ليس إتفاقية إنما إعلان للمبادئ المشتركة للدول الثلاث بهدف استخدامها في صياغة الاتفاقية القانونية التي تتهرب منها أثيوبيا حتى الآن وسبق أن أعلنت رأيي في هذا الإعلان أنه لم يكن جيدا في صياغته وسبق أن نشرت عدة مقالات تنتقد ذلك ولكنه ليس اتفاقا يعول عليه قانونا ولا يصلح للتقاضي أو لإثبات أي شيء .
- وهل أخطأت مصر بالاتفاق الذي حدد حصة مصر ب55 مليار متر مكعب والتي كانت سببا في أزمة المياه التي تعاني منها حتى الآن ؟
مصر دولة صحراوية حياها الله بنهر النيل فأصبحت مهد الحضارة ونظرا لأهمية نهر النيل لمصر فلقد لجأت دول حوض النيل وخاصة أثيوبيا إلى تهديد مصر بمياه النيل وذلك في إطار رسمي ومنذ أكثر من ستين عاما تم تحديد وتقنين الحصة المصرية والدولة المصرية في حرب منذ عهد عبد الناصر منذ ذلك الوقت وحتى تاريخه جهد في الحصول على جزء من حصة مصر ورغم زيادة عدد السكان خمسة أمثال فإن هذه الحصة لم تزيد وقام السادات رحمه الله بالبدء في قناة جونجلي لزيادة حصتي مصر والسودان فقام العالم بتحرير جنوب السودان وتسليمه بل وانفصاله كي لا تزيد حصة مصر وعلى مدار السبعين عاما السابقة تقوم مصر بتبطين الترع وإعادة استخدام المياه خاصة أن نصيب الفرد في مصر حوالي 500 متر مكعب سنويا أو نصف حد الفقر المائي الذي حدده البنك الدولي لذا فإن الأمر يتطلب المحافظة على حصتنا بكل قطرة ماء تملكها مصر .
- ما هي البدائل أمام مصر في حالة قيام أثيوبيا بالملء الثالث لسد النهضة ؟
لا يوجد بدائل يمكن أن تعوض النقص في مياه النيل فالمشروعات المزمع إقامتها لتجلية مياه البحر أو إعادة تكرير مياه الصرف الزراعي ستتكلف مليارات الدولارات ولن تستطيع تعويض مياه النيل كما أن استخدامها يتوقف أيضا على وجود مياه النيل .
- وهل ترى أن تصريحات القيادة السياسية باستبعاد الخيار العسكري لحل الأزمة يعد رضوحا للأمر الواقع ؟
لا أعتقد أن مصر استبعدت الخيار العسكري لحل الأزمة ولكنها تفضل استمرار التفاوض واستخدام كافة الطرق الدبلوماسية ولكنها ستضطر في النهاية إلى كل الخيارات في حالة فشل الحلول الدبلوماسية .
- في ظل الأنباء التي ترددت عن وجود دور إسرائيلي في أزمة سد النهضة وطلب البعض اللجوء إليها بمنحها جزء من حصة النيل مقابل تدخلها في حل الأزمة ، فما هي احتمالات وقوع ذلك ؟
لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث لأنه لو حدث ذلك فإن النظام يكون قد قضى على نفسه .
- وكيف تقيم الدور العربي في مساندة مصر في تلك الأزمة ؟
للأسف لا يوجد موقف عربي واضح ومؤثر تجاه مساندة مصر في تلك الأزمة والإعلام ليس هو الفيصل في هذه القضية لكن ينبغي أن تكون هناك تحركات عربية مشتركة وتضامن وأرى أنه على الحكومة التحرك في هذا الاتجاه .
- وما تعليقك على التصريحات الإثيوبية بأن السد تم بسواعد اثيوبية دون مساعدات من أحد ؟
هذا التصريح مجافي للحقيقة فالسد لم يبنى إلا بالتمويل والمساعدات الصينية والدولية وجميع المساهمات الإثيوبية من الداخل والخارج لا تتعدى نصف مليار دولار أي أقل من 2% من تكاليف السد وتكاليف السد الحقيقية تفوق الميزانية السنوية الأثيوبية بالكامل .