وزير الداخلية الإسباني أمام مجلس النواب لكشف حقائق وفاة مهاجرين حاولوا الوصول إلى سبتة

وزير الداخلية الإسباني أمام مجلس النواب لكشف حقائق وفاة مهاجرين حاولوا الوصول إلى سبتة
بنيعيش سفيراً للمغرب في إسبانيا
الرباط ــ عبدالحق بن رحمون
وأخيرا أعلن بالرباط عن تعيين محمد فاضل بنيعيش، سفيرا للمغرب بمدريد، خلفا لاحمدو ولد سويلم، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، هذا الحدث الهام انتظرته الأوساط الدبلوماسية في الجارة الاسبانية، بشغف، وبتعليقات كثيرة، وكانت تقارير إعلامية قد كشفت هذا التعيين وتنبأت له قبل هذا الإعلان بشهور، وسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تخيم بظلالها في اسبانيا، وحالات من المد والجزر في العلاقات المغربية الاسبانية بسبب سوء الفهم، التي تظهر حسب الفصول والأحوال والتقلبات المناخية والسياسية، حيث جرى منذ فترة الحديث عن هذا التعيين، وخصوصا من خلال التقارير التي تناولتها الصحافة الاسبانية، وجدير بالذكر أن محمد فاضل بنيعيش الذي يحمل الجنسية الاسبانية من أم اسبانية، هو صديق العاهل المغربي في الدراسة، وأحد المقربين من العائلة الملكية، واختياره سفيرا للمغرب بمدريد جاء انطلاقا من اختصاصاته وانحداره من منطقة شمال المغرب وتحديدا بمدينة تطوان، فضلا عن ذلك، فقد سبق له أن شغل منصب المسؤول عن الشؤون الإسبانية في الديوان الملكي لسنوات، كما خاض العديد من المفاوضات الثنائية مع السلطات الإسبانية، حول قضية جزيرة ليلى، كما لعب صلة وصل بين الشركات الإسبانية والديوان الملكي، إلى جانب جهوده السياسية.
من جهته صرح عبد الحق المريني، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، والذي ذكر أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، ترأس أمس الثلاثاء بالقصر الملكي بالرباط مجلسا للوزراء، وباقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون تم تعيين محمد فاضل بنيعيش، سفيرا لجلالته لدى المملكة الإسبانية . وتجدر الإشارة أن السفير المغربي الجديد بمدريد هو شقيق كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب الحالية في البرتغال التي تنظم المهرجان السنوي أصوات نسائية .
وفي سياق متصل يذكر أن منصب سفير المغرب بمدريد يعد من المناصب الحساسة بالنسبة للدبلوماسية المغربية والاسبانية، حيث يتطلع عدد من الخبراء والمراقبين المختصين بشؤون العلاقات المغربية الاسبانية أن من شأن هذا التعيين أن ينفض الغبار ويقوي العلاقات الثنائية بين البلدين للارتقاء بها بشكل ناضج، وبتفكير يخدم مصلحة البلدين، هذا وقد كانت العلاقات الاسبانية المغربية قد اعتراها الركود خلال الفترة التي تحمل فيها هذا المنصب ولد سويلم. على صعيد آخر، يتوقع أن يمثل الخميس المقبل خورخي فرنانديز دياز، وزير الداخلية الاسباني، الخميس المقبل، أمام مجلس النواب لتقديم شروحات حول تدخل الحرس المدني ووفاة عدد من المهاجرين، و الذي وصل عددهم 14 مهاجرا إفريقيا حيث أن تسعة منهم اعترفت السلطات المغربية بإنتشالها وبإستقبالها لهم، بينما يرجح أن تكون 6 جثت لازالت منهم لم يعرف مصيرها بعد ومن المرجح أنه لازالت تتلاطمهم الأمواج بالمضيق. من جانب آخر قالت مصادر شبه رسمية أن السلطات الأمنية المغربية وعلى إثر إجرائها لتحقيق في هذا الحادث، وبناء على نتائج تقاريرها لوحت بتهديدها بنشر نتائج التشريح الطبي، الذي أجري على جثت الأفارقة الهالكين من أجل الضغط على السلطات الأمنية الإسبانية وعلى أعلى مستوى بالإعتراف بمسؤولتها في هاته الجريمة اللانسانية التي ارتكبتها سلطاتها الأمنية. وأمام أمر الواقع اضطرت السلطات الأمنية الاسبانية إعلان تحملها مسؤولية خرقها للإتفاقيات الدولية، بشأن مكافحة الهجرة السرية، هذا الاعتراف جاء على لسان ارسينيو فرنانديز دي ميسا، المدير العام للحرس المدني الإسباني السبت المنصرم، وأقر باستخدام معدات لمكافحة الشغب، وخصوصا الرصاص المطاطي، يوم الخميس المنصرم ، وذلك لمنع مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من الوصول إلى سبتة التي تخضع لسيطرة اسبانيا ، كما كشف المدير العام للحرس المدني الإسباني في تصريح له أن الحرس المدني، استعمل هذه المعدات لفرض القانون، ومنع دخول مهاجرين غير شرعيين إلى سبتة المحتلة، مضيفا أن عناصر الحرس المدني لجأت للرصاص المطاطي والرصاص الفارغ بهدف ردع هؤلاء المهاجرين الذين أبدوا، حسبه، موقفا عدوانيا خلال محاولتهم الوصول إلى سبتة.
وفي موضوع غير متصل، كشفت أخيرا منظمة هيومن رايتس ووتش إن المهاجرين القادمين من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء يتعرضون للضرب والمعاملة السيئة وأحيانا السرقة على أيدي قوات الأمن المغربية رغم الاصلاحات التي أقرت في الآونة الاخيرة وقد يواجهون أيضا القوة المفرطة من قبل الشرطة الاسبانية عند طردهم. وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان في تقرير إن الانتهاكات مستمرة رغم التحسن الذي طرأ على معاملة المهاجرين منذ أعلنت الحكومة المغربية في أيلول سبتمبر 2013 عن سياسة جديدة في مجال الهجرة واللجوء.
ويحاول مهاجرون أفارقة كل عام الوصول إلى اوروبا عن طريق دخول منطقتي سبتة ومليلية الواقعتين على امتداد الساحل الشمالي للمغرب وتخضعان لسيطرة اسبانيا. وتقع حوادث غرق وحالات انقاذ كل اسبوع تقريبا في البحر المتوسط.
AZP02

مشاركة