وزير الخارجية البريطاني السابق يتهم زعماء العالم بتجاهل سوريا
لندن تتفق مع يونيسيف على مبادرات لحماية الأطفال السوريين في الشتاء
لندن يو بي اي الزمان
أعلنت بريطانيا أنها ستتفق مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف على مبادرات جديدة لحماية الأطفال السوريين من برد الشتاء ومعالجة الصدمات النفسية التي يُعانون منها جراء القتال الدائر في بلادهم.
وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية، جوستين غريننغ، أمس، إن حكومة بلادها ستطلق هذه المبادرات قبل الفترة التي تسبق عيد الميلاد، وستقابل كل جنيه استرليني تجمعه حملة يونيسيف للإغاثة بشأن سوريا بمبلغ مماثل، وفي اطار مبادرة تأتي من خلال برنامج الحكومة لمقابلة المساعدات بمثلها لمضاعفة قدرة المنظمة على مساعدة الأطفال المتضررين من الأزمة السورية .
واضافت أن الشعب السوري يعاني صعوبات معيشية لا يمكن تصورها ويواجه ملايين الأطفال بشكل خاص مستقبلاً كئيباً، وقد خصصت المملكة المتحدة حتى الآن أكبر استجابة على الإطلاق لكارثة إنسانية، وقررت الآن أن تضم جهودها إلى جهود يونيسيف لمضاعفة قوة التبرعات المقدمة من الشعب البريطاني .
واشارت الوزيرة غريننغ إلى أن الشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة تعني أن كل جنيه تجمعه يونيسيف من حملة إغاثة الأطفال السوريين ستقابله الحكومة البريطانية بمبلغ مقابل .
ويُعتبر الاتفاق أول شراكة مع هيئة خيرية في سياق مبادرة جديدة اطلقتها الحكومة البريطانية لتقديم مساعدات حيوية للهيئات الخيرية في جهودها الرامية إلى الوصول للأطفال السوريين الذين يعانون بسبب الحرب.
على صعيد متصل اتهم وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد ميليباند، زعماء العالم بتجاهل سوريا، والتصرف كما لو أن الأزمة الدائرة فيها تم حلها بعد التوصل إلى اتفاق لتدمير أسلحتها الكيميائية.
ونسبت صحيفة الغارديان أمس إلى ميليباند، الذي يشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي للمنظمة الخيرية الاميركية للمساعدات الانسانية لجنة الإنقاذ الدولية ، قوله إنه يدعم هدنة إنسانية في سوريا بعد تأكيد تفشي مرض شلل الأطفال بين الأطفال السوريين ، والذي اعتبره مؤشراً مرعباً لما يمكن أن يحدث تحت وطأة الحرب الدائرة هناك .
وأضاف ميليباند أن استهداف الأطباء وعمال الإغاثة في سوريا يُعد كارثة ذات أبعاد أسطورية، كما أن انتشار مرض شلل الأطفال يمثّل تذكيراً صادماً للمجتمع الدولي بأن الموت والبؤس وعدم الاستقرار لا يزال مهيمناً على سوريا والدول المجاورة جراء تهجير سبعة أو ثمانية ملايين سوري الآن، رغم التقدم بشأن الأسلحة الكيميائية .
وأشار إلى أن لجنة الإنقاذ الدولية لديها 300 ألف جرعة من لقاح شلل الأطفال للاستخدام في سوريا، لكنها لم تحصل على ضمانات بشأن سلامة وأمن موظفيها.
وقال وزير الخارجية البريطاني السابق إن تركيزنا تحوّل عما هو كارثة انسانية ذات أبعاد ملحمية في سوريا وبعيداً عن الخطر السياسي لبلد في قلب الشرق الأوسط ينحل أمام أعيننا، لينصب على التخلص من أسلحتها الكيميائية خلال الأسابيع الخمسة التي تلت الاتفاق الدولي حول ذلك .
وحذّر من أنه لن يبقى أي شيء من سوريا لمن سيخرج في نهاية الحرب الدائرة فيها، ومن تفاقم أجواء عدم الاستقرار في الدول المجاورة .
وأضاف ميليباند لا نستطيع تحمل نتائج تجاهل ما يدور في سوريا، كما أن الاعتقاد بأن تفشي شلل الأطفال فيها يمكن أن يقدّم الأمل هو أمر فظيع، غير أنه يمكن أن يشكل الصدمة التي تحتاج لها هذه الأزمة .
وتأتي تصريحات وزير الخارجية البريطاني السابق بعد اعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا دمّرت كل معدات انتاج ومزج الأسلحة الكيميائية المعلن عنها، والتزمت بالمهلة المحددة لتدمير هذه المعدات بحلول الأول من تشرين الثاني»نوفمبر .
وكان ميليباند، البالغ من العمر 47 عاماً والشقيق الأكبر لزعيم حزب العمال البريطاني المعارض إد ميليباند، شغل منصب وزير خارجية بريطانيا منذ 2007 إلى 2010، واستقال في آذار»مارس الماضي كنائب عن حزب العمال المعارض ،ليعمل في المنظمة الخيرية الاميركية للمساعدات الانسانية في نيويورك لجنة الإنقاذ الدولية .
AZP02