وزير الخارجية الألماني إقامة الدولة الكردية يزعزع إستقرار المنطقة
داود أوغلو الأوفر حظاً وأوجلان يعلن نهاية الحرب مع تركيا
أنقرة ــ توركان اسماعيل برلين ــ الزمان حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من إقامة دولة كردي مستقلة قائلا إن هذا سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
وكان الأكراد استغلوا الفوضى الطائفية في العراق لتوسيع أراضيهم شبه المستقلة لتضم كركوك الغنية بالنفط الأمر الذي قد يجعل الدولة المستقلة التي يحلم بها كثيرون في شمال العراق إلى جانب أراض أخرى أمرا قابلا للتحق بشكل أكبر.
وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة فيلت ام زونتاج نشرت في عدد اليوم الأحد إقامة دولة كردية مستقلة سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويسبب توترات جديدة ربما أيضا مع الدول المجاورة للعراق… ولهذا أتمنى أن يجري الحفاظ على وحدة العراق. وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن الخلافة الإسلامية في أجزاء من العراق وسوريا وسيطر على أراض في شمال العراق وهزم القوات الكردية في إقليم كردستان وطرد عشرات الآلاف من المسيحيين واليزيديين من منازلهم.
وقال شتاينماير إنه مقتنع بأن العراق سيتمكن من وقف تقدم المتشددين إذا قام السياسيون في بغداد واربيل عاصمة كردستان العراق بتعبئة كل قواتهم وحصلوا على دعم المجتمع الدولي. والتقى شتاينماير برئيس الوزراء العراقي المكلف الجديد حيدر العبادي في بغداد السبت وقال إن تشكيل حكومة جديدة ربما هو الفرصة الأخيرة لتماسك العراق.
وسمح الاتحاد الأوروبي لحكومات الدول الأعضاء بالاتحاد بشكل فردي بتزويد أكراد العراق بالأسلحة والذخيرة بشرط موافقة الحكومة المركزية في بغداد. وتقدم واشنطن بالفعل السلاح.
وأجاب شتاينماير ردا على سؤال عن شحنات ألمانية محتملة قائلا لا نستبعد أي شيء.. نبحث ما يمكن أن يكون محتملا ونقدم ما هو ضروري بأسرع وقت ممكن.
وكرر مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق في مقابلة مع صحيفة فيلت ام زونتاج دعوته لألمانيا ودول أخرى بتزويدهم بالسلاح. من جانبها نقلت وكالة فرات للأنباء عن الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان قوله إن الحرب التي استمرت 30 عاما بين حزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه والحكومة التركية تقارب نهايتها عبر المفاوضات الديمقراطية.
على صعيد آخر قال مسؤول بارز في الحزب الحاكم في تركيا الاحد انه لا يجري التفكير حاليا في الرئيس المنتهية ولايته عبد الله غول كمرشح لشغل رئاسة الوزراء في تركيا خلفا لرجب طيب اردوغان.
ومن المقرر ان يتولى اردوغان مهامه رئيسا لتركيا في 28 اب»اغسطس عقب فوزه في الانتخابات، وتوقع عدد من المراقبين ان يخلفه حليفه غول في ذلك المنصب.
ولكن وسط التكهنات بتزايد الخلاف بين غول واردوغان، قال محمد علي شاهين نائب رئيس مجلس حزب العدالة والتنمية الحاكم انه لا توجد فرصة امام غول لتولي رئاسة الوزراء. وقال بعد انتهاء ولايته، لن يتمكن عبدالله غول ان يصبح رئيسا للوزراء .. لانه ليس نائبا في البرلمان . وذكرت تقارير السبت ان حزب العدالة والتنمية يؤيد ترشيح وزير الخارجية احمد داود اوغلو لذلك المنصب. الا ان شاهين قال في تصريحات متلفزة ان الحزب لا يشعر بالاستياء لاستبعاد غول لان اسباب عدم تاهله للمنصب واضحة.
وبدأت أنقرة محادثات السلام مع الزعيم الكردي عام 2012 في محاولة لانهاء حركة التمرد الكردية التي بدأت قبل 30 عاما وأدت إلى مقتل 40 الف شخص وتمزيق البلاد وتضرر اقتصادها.
ولا يزال وقف إطلاق النار الذي دعا إليه أوجلان عام 2013 صامدا إلى حد كبير. وقالت الوكالة إن أعضاء في البرلمان التركي مؤيدين للأكراد نقلوا عن أوجلان قوله بعد زيارتهم له في السجن في 15 الشهر الحالي وهو اليوم الذي صادف الذكرى الثلاثين لإطلاق حزب العمال الكردستاني ثورته الحرب التي بدأت قبل 30 عاما تقارب نهايتها عبر مفاوضات ديمقراطية .
ونقلت وفقا لبيان أصدره أعضاء البرلمان المنتمين لحزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد عن أوجلان قوله هذه العملية ذات أهمية تاريخية واجتماعية عميقة وهي مؤهلة لتكون نموذجا لحل مشاكل خطيرة في المنطقة بأسرها بطريقة سلمية وليس فقط في تركيا.
ويأتي تصريح أوجلان بعد أسبوع من فوز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان برئاسة الجمهورية.
وجازف اردوغان باستثمار كثير من رصيده السياسي في عملية السلام مع الأكراد وزاد من حقوقهم الثقافية واللغوية مخاطرا بإثارة غضب قطاعات من قاعدة مؤيديه الأساسية.
وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح في وجه الدولة التركية عام 1984 بهدف إقامة دولة في جنوب شرق البلاد للأكراد الذين يمثلون نحو 20 في المئة من السكان لكنهم حرموا طويلا من حقوقهم الأساسية السياسية والثقافية.
Azzaman Arabic Daily Newspaper Vo1/17. UK. Issue 4883 Monday 18/8/2014
الزمان السنة السابعة عشرة العدد 4883 الاثنين 22 من شوال 35 هـ 18 من آب اغسطس 2014م
AZP01