وجوه غابت عن شاشاتنا

وجوه غابت عن شاشاتنا

 

 

أصوات ووجوه نفتقدها هذه الأيام، تلك الوجوه التي لم تنفك من الصراخ والعويل والتباكي، على عراقٍ تمزق وضاع، بعد أن فقد القائد الأوحد فرصته بالبـقاء، وتناوبوا على كيل التهم والســب لشركائهم .

 

فخلال الساعات الأولى لتكليف الدكتور العبادي، بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، كانوا يتزاحمون للظهور على الشاشات! ويهددون ويتوعدون بأن البـــــــلاد لن ترى النور! والاستقرار بعد اليوم، وعراق ما قبل تكليف العبادي ليس هو عراق ما بعد ذلك.

 

لكن فجأة وبدون سابق إنذار تبخرت صورهم وضاع صوتهم، وتحولوا إلى أرشيف في الفضائيات، لكن دورهــــم التشكـــــيكي والتأمري ما يزال متواصلاً، ما زالت أصواتهم خلف الأبواب الموصدة، تحاول وضع العصا في دولاب التقدم السياسي! وهم يمــــــــررون تصريحات وإشاعات مغرضة، تحشد الشــــارع وتربك المشهد، وتجــــــعل المواطن في حيرة، بين التوجس من المستقبل وضياع صورة الماضي!

 

المشكلة أن بعض يؤمن بأنها الراعية الأولى للعراق، والمنقذة الوحيدة لشعبه، وما دونه لا يمتلك مفاتيح الحل، الوضع العراقي بتداخل مكوناته وأعراقه لا يمكنه أن يتحمل الانفراد، ورؤية المرجعية الصائبة بأن الشراكة الوطنية هي الحل الناجح، للخروج من غابة الأزمات التي وجدنا أنفسنا فيها، بظل حكم يؤمن بالتهميش والتشكيك والاتهام، ولم ولن يقبل عاقل بالخروج عنها.

 

لذا نحتاج أن نؤمن، أن قدرنا التعايش سوية، ومصيرنا يرتبط مع الجميع، وجغرافيتنا لا تتحمل التجزء، وكل من ينادي ويصرخ بإشعال الفتن وتصدير الأزمات، سيكون أول المسافرين على طائرات الرحيل، لدول يحملون جنسياتها، ليتركوا أبناء جلدتهم يحترقون بنار صراعاتهم.

 

أيها المطبلون للفتن اتقوا الباري في عراقكم، وانظروا الى دنياكم! هل حفظة لأصحاب الملك عروشهم؟ كونوا منصفين لانفسكم أولاً ! وحاولوا أن تكتبوا أسماءكم في صفحات الخالدين من كتاب تأريخ بلدنا، قبل أن تجدون أسماءكم على صفحات المنبوذين بفعل تصرفاتكم، التي دائماً ما تكون غير محسوبة .

 

حيدر حسين الاسدي

 

مشاركة