وتم زرع هذا الشوك
نعم.. نحن نعلم من زرع هذا الشوك.. وايضاً بطريقة او اخرى قد ساهمنا في زراعته.. وان لم يكن بشكل فعلي ولكن بسكوتنا عليه.. وبقاءنا بأدوار المتفرجين.. لما يحدث ويجري.. ونحوه نرفض ما نرى بانفسنا وبقلوبنا دون ان نحرك ساكناً..
الا ادري كيف فرضت علينا.. ولا ادري كيف سرى مفعولها بيننا.. ولا ادري كيف سمحنا لها ان تتوغل في صفوفنا.. ونحن نعلم مدى خطورتها ومدى بلاءها على رؤوسنا..
وما ان كان الاحتلال حتى ظهرت معه بوادر الطائفية ومنذ اللحظات الاولى لاح في الافق ذلك الانشقاق الكبير في صفوف الشعب.. ولعبت الالقاب دوراً كبيراً في ذلك اضافة الى ان رجال الدولة في حينها قد ساهموا بشكل او آخر في تبني الطائفية التي فرقت بين الجانبين.. امثال الوقف الشيعي.. والوقف السني..
والكتلة الفلانية والكتلة الفلانية وغيرها من الامور المماثلة الكثيرة..
وعند حدوث الطائفية.. ومع الخسائر البشرية التي حدثت بين الجانبين.. وعملت الصبات الكونكريتية في عزل المناطق عن بعض.. واصبحت هذه المنطقة للجانب الفلاني وهذه المنطقة للجانب الاخر.. واخذ التهجير ايضاً حيزاً كبيراً في هذه المشكلة..
ظهرت هناك العديد من السلبيات الـــتي لابد لنا من الوقوف عندها.. وتدارسها ومعرفة كيفية الخروج منها والقضاء عليها.. الا وهي ما ترسخ في اذهان اطفالنا واولادنا من هذه التداعيات الطائفية والتي راح الاولاد يسألون عنها.. ويريدون جواباً مقنعاً عنها..
وقد يفاجئك احد الاولاد بالسؤال التالي:
– بابا لماذا ممنوع علينا السكن في المنطة الفلانية..؟.
او سؤال آخر:
– بابا جائنا الى المدرسة طالب جديد يقولون عنه مهجر..
شنو يعني مهجر.؟.
او يسألك مرة ثالثة:
– بابا احنه سنة لو شيعة.؟.
واحياناً كثيرة يتفوه الاولاد بكلمات طائفية تنم على البغضاء والعداوة.. دون ان يدركون معنى ذلك..
ومن هنا .. تتطلب منا المسؤولية العمل على محو هذه الافكار الهدامة من عقول اولادنا واعلامهم ان ذلك لا يعدو كونه عملاً يراد به بث التفرقة بين الاخوة ليسهل القضاء على اخوتهم وتآزرهم وتلاحمهم المصيري.. في البناء والتقدم وتحقيق امانيهم واحلامهم..
وعلى المدارس والهيئات التدريسية العمل بهذا الاتجاه.. وعلى الدولة ايضاً ان تتدارك الامر وتسعى من جانبها الى رفع مثل تلك الحواجز بين هذه الفئة وتلك وايضاً على الدولة ان تضع حلولاً ودروساً من شأنها القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة..
وعلى الاباء اجابة اولادهم بحكمة وبشكل مقنع بحيث يستوعب الاولاد المسألة بشكلها الصحيح والبسيط..
ومن المؤكد ان ذلك يحتاج الى وقت ليس بالقصير للخلاص من هذه المخلفات التي تركتها الطائفية وولت دون رجعة بأذن الله..
وبارك الله بكل جهد خير يعمل على القضاء على الطائفية وعلى دعاتها..
آمين رب العالمين
محمد عباس اللامي – بغداد
/9/2012 Issue 4294 – Date 3 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4294 التاريخ 3»9»2012
AZPPPL