الأمم المتحدة تسابق الزمن لتمديد اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا
واشنطن- مرسي أبو طوق – جنيف -الزمان
ندّدت الولايات المتحدة الجمعة بدعوة الصين إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، معتبرة أنها تهدف إلى تعزيز التقدّم الروسي وإعطاء الكرملين فرصة للتحضير لهجوم جديد، بحسب متحدث باسم البيت الأبيض. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي قبل زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو الأسبوع المقبل «نحن لا نؤيد الدعوات إلى وقف إطلاق النار في هذا الوقت». وكان قبل يوم واحد قد اعلن المتحدث جون كيربي أن محادثة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الصيني شي جينبينغ ستكون «أمرا جيدا جدا». وأكد ان الولايات المتحدة كانت «تشجع» منذ فترة طويلة مثل هذا الاتصال قائلا «نعتقد انه من المهم جدا ان يستمع الصينيون الى وجهة نظر الاوكرانيين وليس فقط وجهة نظر (فلاديمير) بوتين». ويبدو ان روسيا استفزت أمريكا ، حين أعلن الكرملين الجمعة أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ سيبحثان «ترسيخ التعاون الإستراتيجي» بين البلدين خلال زيارة الرئيس الصيني الأسبوع المقبل إلى روسيا، وذلك في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا. وافاد الكرملين في بيان أنه خلال الزيارة التي تجري بين 20 و22 آذار/مارس سيبحث الرئيسان «ترسيخ الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي بين روسيا والصين» ولا سيما «على الساحة الدولية»، مشيرا إلى أنه سيتم «توقيع وثائق ثنائية هامة». وكان الرئيس الأوكراني أعلن في نهاية شباط/فبراير انه يتوقع لقاء مع الرئيس الصيني فيما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» في مطلع الاسبوع ان شي جينبينغ يعتزم التحدث قريبا الى نظيره الاوكراني ما سيشكل أول محادثة بينهما منذ الغزو الروسي لاوكرانيا قبل اكثر من سنة. بحسب الصحيفة فان المكالمة يمكن ان تتم بعد زيارة الرئيس الصيني المرتقبة الاسبوع المقبل الى موسكو. لم تعلن الصين ادانتها او دعمها الغزو الروسي لاوكرانيا بشكل واضح لكنها تقدم دعما دبلوماسيا لموسكو. فيما قالت الأمم المتحدة الجمعة إنها تواصل مساعيها بشأن الاتفاقية الدولية لتصدير الحبوب من أوكرانيا التي يبدو استمرارها بعد يوم السبت غير مؤكد بسبب الخلاف بين موسكو وكييف بشأن مدتها. وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة في جنيف اليساندرا فيلوتشي خلال مؤتمر صحافي إن «الاتفاق ينص على التجديد مدة 120 يوما. المناقشات جارية ولن نطلق تكهنات». في وقت سابق من الأسبوع، أوصت الأمم المتحدة بتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود هذه لما بعد 18 آذار/مارس، حتى وإن خفضت روسيا المدة إلى 60 يومًا. تشكو موسكو من أن الاتفاق الموازي لتسهيل صادراتها من الأسمدة لم ينجح وتتهم حلفاء كييف الغربيين بعرقلة تطبيقه. استنكرت كييف موقف روسيا وطالبت أنقرة والأمم المتحدة التدخل بصفتهما ضامنتين للاتفاقية. وقالت فيلوتشي إن الأمم المتحدة «ليست من بين الموقعين الثلاثة على الاتفاقية … الأطراف الثلاثة في الاتفاقية هي الدول الأعضاء (روسيا وأوكرانيا وتركيا) والأمم المتحدة شاهدة على هذا الاتفاق». هذه المبادرة التي وُقعت بالأحرف الأولى في تموز/يوليو تنص في أحكامها على أن «يتم تمديدها تلقائيًا لفترة مماثلة (120 يومًا) ما لم يخطر أحد الطرفين الآخر بنيته إنهاءها أو تعديلها». منذ الاثنين، تؤكد الأمم المتحدة أنها تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الآلية التي ساعدت على تهدئة الأسعار التي ارتفعت إثر غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. وأشارت فيلوتشي إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يشارك في هذه المباحثات. وقالت «نحن منخرطون على جميع المستويات، نعم. تعلمون أنها مبادرة للأمين العام، لكن مسؤولين كبارًا آخرين في الأمم المتحدة يشاركون أيضًا. الجميع يتحرك بشأن هذه القضية المهمة». وأضافت «جميعًا منخرطون في هذه المناقشات ونريد ضمان سلامة واستمرارية هذا الاتفاق». خففت اتفاقية الحبوب من أزمة الغذاء العالمية التي أثارتها الحرب في أوكرانيا، أحد أكبر منتجي الحبوب في العالم والتي صدرت أكثر من 29،1 مليون طن من الحبوب من موانئها منذ تموز/يوليو 2022. بقية الخبر الى الموقع
في المقابل، صُدرت كمية بسيطة تقدر بنحو 260 ألف طن من الأسمدة الروسية المخزنة في الموانئ الأوروبية. في السوق الأوروبية، عادت أسعار القمح والذرة إلى مستويات ما قبل الحرب في السوق الأوروبية، كما انخفضت أسعار البذور الزيتية مثل الكولزا وعباد الشمس وغيرها.
صرح الوسيط إدوار دو سان ديني، لدى شركة بلانتوريه إي أسوسييه لوكالة فرانس برس، «في الوقت الحالي، يراهن السوق على أنه سيكون لدينا تمديد لمدة 120 يومًا. إذا لم يحدث ذلك، سيتم خلال الستين يومًا مواصلة المفاوضات لتمديد أطول».
لكن سيباستيان بونسوليه، المحلل في شركة أغريتل قال «إذا وصلنا إلى نهاية الاتفاقية دون إحراز تقدم، وبقينا على الاقتراح الروسي لمدة 60 يومًا ، … فسيكون ذلك عاملاً من عوامل المخاطرة».
وقال مايكل زوزولو من غلوبال كوموديتي أناليتيكس أند كانسالتنغ إن 60 يومًا «ليست كافية» لاستئجار سفينة والتأمين على الشحنة.