تحذيرات من موجة سيول جديدة وخلية الأزمة تبقي إجتماعها مفتوحاً
واسط وميسان تتأهبان بعد مأساة الشرقاط والموصل
بغداد – قصي منذر
شكلت السيول التي شهدها عدد من المدن خلال الايام القليلة الماضية أول التحديات التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التي لم تكتمل حقائبها حتى الآن، فيما حذرت هيئة الانواء الجوية من سيول جديدة داعية الاجهزة البلدية الى الحيطة والحذر. ورجحت هيئة الانواء في تقرير تصدر موقعها الالكتروني امس من حدوث سيول في الاقسام الشرقية من محافظتي واسط وميسان .وجاء في التقرير الذي اطلعت عليه(الزمان) امس ان (من المرجح ان تستمر الامطار في المنطقة الشمالية والمنطقة الوسطى والجنوبية ، حيث ستكون متوسطة الشدة في بعض الاماكن وغزيرة في الاقسام الشرقية من المنطقتين الوسطى والجنوبية مع حدوث عواصف رعدية احيانا وفرصة لتساقط الحالوب في بعض الاماكن)، مضيفًا ان هذه الحالة ستستمر الى صباح اليوم الاحد ثم يتحسن الطقس تدريجيا بعد ظهر الغد).وبحسب التقرير فإن (من المحتمل حدوث سيول في الاقسام الشرقية من محافظتي واسط وميسان) ، واهاب التقرير بالدوائر الخدمية كافة (اخذ الحيطة والحذر والاستنفار). وبشأن حالة الطقس اليوم الاحد فقد رجحت الهيئة ان (يكون في المنطقة الوسطى غائمًا بشكل جزئي واحيانا غائمًا مع تساقط زخات مطر متفرقة ويتشكل الضباب صباحا ليزول تدريجيا ويتحسن الطقس خلال النهار، فيما يكون طقس المنطقة الشمالية غائمًا جزئياً ودرجات الحرارة مقاربة لليوم السابق في كلا المنطقتين)، مضيفة ان (طقس المنطقة الجنوبية غائمًا جزئيًا الى غائم احيانا مع تساقط امطار تكون رعدية . ودرجات الحرارة تنخفض قليلاً عن اليوم السابق ).
وعقدت خلية الازمة في محافظة واسط اجتماعاً طارئًا برئاسة المحافظ محمد جميل المياحي واصدرت توصيات عدة لمواجهة مخاطر السيول. وبحسب بيان لمكتب المحافظ فإن التوصيات تضمن(إبقاء اجتماع خلية الازمة منعقدا لحين انتهاء مخاطر السيول والامطار وتشكيل لجان عدة وهي لجنة الطوارئ برئاسة محافظ واسط ومقرها في قضاء بدرة ومهمتها متابعة كل التطورات والمستجدات الناتجة عن مخاطر الامطار والسيول في عموم المحافظة واتخاذ القرارات والاجراءات السريعة المناسبة لها ، ولجنة خدمات برئاسة نائب المحافظ الاول ، مهمتها تسيير الآليات والاستجابة السريعة لاحتياجات المواطنين واغاثتهم وتصريف مياه الامطار والسيول من المناطق والشوارع المتأثرة داخل الاحياء ومركز المدينة) كما قرر الاجتماع تشكيل لجنة إغاثة وأخرى لإزالة الالغام .وتضمنت التوصيات ايضاً (تخصيص مبلغ مالي عاجل من موازنة الطوارئ ، لإنشاء قناطر على الطرق التي تغمرها المياه وقنوات تصريف مياه بديلة لانجاز مالا يقل عن 75 بالمئة من حاجة المحافظة).ودعا الاجتماع وزارة الدفاع لـ(إرسال جهد هندسي مختص بازالة الالغام ، وإخلاء المناطق السكنية والقرى والمدن المتوقع ان تشملها السيول وتوفير متطلبات الاهالي من سكن وطعام لحين إنتهاء الازمة). الى ذلك حذر مدير زراعة محافظة ميسان حسين عبد الحسن الساعدي من وصول السيول الى مركز المحافظة. وقال الساعدي في تصريح إن (كمية الامطار الكبيرة ولّدت سيولًا في الجزيرة الشرقية لمحافظة ميسان وهناك توقعات بوصولها إلى مركز المحافظة) ، مؤكداً (اتخاذ إجراءات احترازية لإبعاد تلك السيول)، مستدركًا أن (تلك السيول قد تؤثر بشكل كبير على المساحات المرزوعة في الجزيرة الشرقية) .وفي ما يتعلق بمحافظة صلاح الدين فقد دعا عضو مجلس النواب قتيبة الجبوري الحكومة والجهات المعنية والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها لاستنفار الجهود لإغاثة أهالي محافظة صلاح الدين في المناطق المتضررة من الفيضانات .وقال في بيان امس ان (هناك كارثة إنسانية حصلت في صلاح الدين بعد أن غمرت مياه الفيضانات مناطق وقرى بالكامل، ما جعل العوائل تهرب بالزوارق)، مؤكدا ان (عدد الضحايا بلغ حتى الآن أكثر من عشرة أشخاص، بالإضافة الى وجود مفقودين، إلا أن الأخبار لاتصل الى وسائل الإعلام لصعوبة دخول الإعلاميين الى المناطق المنكوبة). وتابع ان (غرق أكثر من ثلاثة آلاف منزل يعني أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف عائلة باتت مشردة بحاجة الى إغاثة عاجلة) وكان رئيس بلدية الشرقاط علي الدودح قد اكد اول امس إن سبعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وإن نحو ثلاثة آلاف شخص قد تشردوا بعد أن تركوا منازلهم بسبب السيول. وأعلنت وزارة الصحة عن إرتفاع عدد ضحايا السيول في المحافظات الى 10 وفيات وإصابة 22 شخصاً. وقالت في بيان ان الضحايا توزعوا بواقع خمسة في صلاح الدين، وأثنين في ذي قار، وواحد في كل من ميسان والبصرة وواسط. وأعلن مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية امس السبت عن وفاة 12 شخصا في حوادث سير متفرقة في الساعات الـ 24 الماضية في اعقاب موجة المطر الغزيرة التي شهدتها المحافظة. وقال مدير المستشفى رافد التميمي في تصريح ان (المستشفى استقبل في يوم واحد 12 حالة وفاة ،بينهم امرأتان، سقطوا في حوادث سير متفرقة)واضاف ان (هذه الحوادث تسببت كذلك باصابة 32 اخرين بينهم سبع نساء وستة اطفال).