هيومن رايتس القوات النظامية أعدمت 248 شخصاً في البيضا وبانياس
الأمم المتحدة الحكومة السورية تستهدف المستشفيات الميدانية للمعارضة
جنيف ــ رويترز
بيروت ــ ا ف ب
قال محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة امس ان قوات الحكومة السورية تعمدت قصف مستشفيات وهاجمت مقاتلاتها مستشفيات ميدانية وحرمت المرضى والمصابين من تلقي الرعاية الصحية. وأضاف المحققون في تقرير خاص أن قوات الرئيس السوري بشار الأسد لجأت الى أسلوب الحرمان من الرعاية الصحية كسلاح حرب خاصة مع من يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وذكر التحقيق المستقل الذي قاده الخبير البرازيلي باولو بينهيرو هناك دليل أيضا على أن بعض الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة هاجمت مستشفيات في مناطق معينة .
من جانبها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش امس ان القوات النظامية السورية اعدمت ميدانيا 248 شخصا على الاقل في بلدتي البيضا وبانياس في غرب البلاد، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم . وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان في تقرير ان القوات النظامية السورية وقوات موالية لها قامت باعدام ما لا يقل عن 248 شخصا في بلدتي البيضا وبانياس يومي 2 و3 ايار»مايو، في واحدة من عمليات الاعدام الجماعي الميداني الاكثر دموية منذ بداية النزاع في سوريا .
ورجحت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا ان يكون عدد الوفيات الفعلي اعلى، وخاصة في بانياس، بالنظر الى صعوبة الوصول الى المنطقة لاحصاء الموتى .
ويأتي التقرير في وقت يناقش المجتمع الدولي اقتراحا روسيا وافقت عليه دمشق، لفرض رقابة دولية على أسلحتها الكيميائية، وذلك اثر هجوم كيميائي مفترض قرب العاصمة في 21 آب»اغسطس.
وذكرت هيومن رايتس ووتش بأن العديد من السوريين يلقون مصرعهم بالاسلحة التقليدية المستخدمة في النزاع الذي اودى باكثر من 110 آلاف شخص. ونقل التقرير عن القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا جو ستورك قوله بينما ينصب تركيز العالم على ضمان عدم تمكن الحكومة السورية من الآن فصاعداً من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها، يجب ألا ننسى أن القوات النظامية السورية استخدمت الوسائل التقليدية في قتل المدنيين .
اضاف لقد حكى لنا الناجون قصصاً مريعة عن اعدام أقاربهم العزل أمام أعينهم من قبل القوات النظامية وتلك الموالية لها .
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد في ايار»مايو ان الحصيلة النهائية للضحايا وصلت الى 162 في البيضا و145 في بانياس. وتقطن البلدتان غالبية سنية، وتقعان في محافظة طرطوس الساحلية ذات الغالبية العلوية، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد. واعتبرت المعارضة السورية في حينه ان ما جرى في بانياس والبيضا مجزرة طائفية . وكانت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة اعلنت الخميس ان قوات موالية للرئيس بشار الاسد واصلت شن الهجمات الواسعة ضد المدنيين وارتكاب عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب والاختفاء القسري كجرائم ضد الانسانية .
واشارت هيومن رايتس الى ان غالبية الضحايا قتلوا بعد انتهاء الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.
واوضحت انه في البيضا اقتحمت القوات المنازل، وفصلت السيدات عن الرجال، وجمعت رجال كل حي في مكان واحد، وأعدمتهم رمياً بالرصاص من مدى قريب ، مشيرة الى انها وثقت اعدام ما لا يقل عن 23 سيدة و14 طفلاً، بينهم رضّع .
ونقلت المنظمة الحقوقية عن شهود قولهم ان القوات النظامية والمسلحين الموالين لها احرقوا عشرات الجثث، اضافة الى قيامهم بنهب المنازل واحراقها بعد الاعدامات. اضافت في بعض الحالات قامت القوات الحكومية والموالية لها باعدام، أو محاولة اعدام، عائلات بأكملها في البلدتين . ونقلت عن شهود في البيضا قولهم ان القوات النظامية اعدمت جميع أفراد احد افرع عائلة بياسي الذين كانوا في بيوتهم يوم 2 أيار»مايو، ما لا يقل عن تسعة رجال وثلاث سيدات و14 طفلا .
واشارت الى ان طفلة في الثالثة كانت الناجية الوحيدة بعدما اصيبت بجراح جراء ثلاث رصاصات، لكنها نجت .
ودعت المنظمة مجلس الأمن الدولي الى ضمان المحاسبة على هذه الجرائم باحالة الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية … والاصرار على تعاون سوريا التام مع لجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان . ونقل التقرير عن ستورك قوله امام مجلس الامن فرصة ردع وقوع المزيد من القتل ليس فقط بالاسلحة الكيماوية، بل بأي وسيلة ومن قبل اي طرف من الاطراف، من خلال احالة الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية .
AZP02