اجلاء 620 مقاتلا مع عائلاتهم من معضمية الشام
دمشق – بيروت – باريس – الزمان
خرج حوالى 620 مقاتلا مع عائلاتهم من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق بموجب اتفاق تسوية بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية، وفق ما افاد مسؤول لجنة المصالحة في المدينة حسن غندور وكالة فرانس برس. وقال غندور «الحافلات التي تقل المسلحين تحركت باتجاه ادلب (شمال غرب)»، مشيرا الى ان الـ620 مقاتلا يتضمنون 420 مقاتلا من معضمية الشام و200 آخرين نزحوا اليها من مناطق مجاورة هي داريا وكفرسوسة والمزة، بالاضافة الى عائلاتهم. وتدور منذ اكثر من شهر مفاوضات بين الفصائل المعارضة في معضمية الشام والحكومة السورية انتهت بالتوصل الى اتفاق منذ ايام يقضي باجلاء المقاتلين الذين لا يرغبون بالتسوية مع من يختارون من عائلاتهم.
وبحسب غندور، فان اكثر من «2500 مقاتل وفار من الخدمة الالزامية فضلوا البقاء (…) لتسوية اوضاعهم». فيما وعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء ببذل كل الجهود بالتعاون مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل «لتمديد» الهدنة في مدينة حلب السورية وذلك خلال لقاء مرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء في برلين. وقال الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه الى جانب رئيس منظمة «الخوذ البيضاء» في حلب رائد الصالح، «سابذل كل الجهود بالتعاون مع المستشارة ميركل لكي يمكن تمديد هذه الهدنة» وذلك قبل مغادرته الى برلين حيث سيلتقي المستشارة الالماني والرئيس الروسي في قمة مخصصة بشكل اساسي لاوكرانيا لكن ستتناول ايضا الازمة السورية .
واضاف هولاند ان «فرنسا ستمارس كل ما بوسعها من ضغوط وخصوصا على الجهات الداعمة للنظام، اي الروس، لكي يمكن تمديد الهدنة ونقل المساعدة الانسانية والوصول الى حل سياسي» للنزاع.
وتابع الى جانب رئيس منظمة «الخوذ البيضاء» السورية التي تضم متطوعين في صفوف الدفاع المدني في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، «ما يجري في حلب وبشكل اوسع في سوريا بسبب القصف المتواصل للنظام والجهات الداعمة له، غير مقبول ولا يمكن التغاضي عنه».
وقال هولاند ان الهدنة في حلب يجب ان تساهم «في ادخال المساعدة الانسانية» التي يجب ان تصل الى سكان «من غير الوارد ان يسلكوا طريق المنفى او مخيمات» اللاجئين.
وتحاصر قوات النظام السوري معضمية الشام منذ مطلع العام 2013 قبل ان يتم التوصل الى هدنة بعد نحو عام، ما ادى الى تحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها.
لكن الامم المتحدة اعادت تصنيفها بـ»المحاصرة» في كانون الثاني/يناير بعد تشديد الجيش السوري الحصار ورصدها وفاة ثمانية اشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
واوضح عضو في لجنة المصالحة فضل عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس ان عدد المقاتلين مع عائلاتهم «يصل الى حوالى 2100 شخص»، مشيرا الى ان الخطوة الثانية بعد الاجلاء «هي تسوية اوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية بعد تسليم الاسلحة الثقيلة».
وبعد ذلك، بحسب قوله، «سيدخل الجيش السوري الى البلدة مع عودة كل مؤسسات الدولة اليها».
واشار الى انه «سيعاد تأهيل البنى التحتية التابعة لمؤسسات المياه والكهرباء بدءا من يوم الاحد المقبل».
وغالبا ما يتم ارسال مقاتلي المعارضة ممن يرفضون التسوية مع النظام اثر اتفاقات في مناطق معينة، الى محافظة ادلب الواقعة تحت سيطرة فصائل اسلامية وجهادية.