هنا الإنكسار الجميل
الحياة الطبيعية مليئة بمواقف مختلفة فهناك السارة وهناك المؤلمة ضياع فرصة او خيبة أمل او كسر خاطر والذاكرة العقل تخزن كل الاحداث ولكن هناك في اعماقنا يوجد الم الكثيرين لايستطيع البوح به لاسباب تتبع العادات او طبيعة تفكيرهم اوالخجل او ربما يظنون انها سوف تجرحنا مرة اخرى ان عاودنا تذكرها ويعيشون ذلك الخوف وهي تكبر كلما مر بهم العمر فتكون طريقة لنسيانها هو الهروب منها محاولين تركها خلفهم وما أن وضعوا رأسهم على الوسادة يجدونها امامهم ويأخذهم الارق ويبدأ الليل الكئيب بمرافقتهم..
نسمع يجب المواجهة الجروح يجب الاعتراف بننا نكسرنا من اشخاص او من مواقف او ضروف
ولكن فقط نسمع النصائح ولاجرأة لدينا لتطبيقها
وبعد الارهاق من الجرح ولوعه نتحطم وكننا سفينا في عمق محيط تنصطم بجبل من الجليد وتبدأ بغرق
نعم نحنوا السفينه التي تحطمت وهروبنا يجعل جبل الجليد في كل مكان ويعاد المشهد تكرارا ومرارا لحظات التحطم وبدا الغرق وهنا تتوقف حياتنا لاننا لانملك الجراة بالعتراف بنصطامنا بالجليد الابيض الجميل الذي كنا نتأمله من بعيد وكنا ننتظر الوصول اليه بكل لهفة وتخيلنا كيف يكون حالنا حين نصل اليه وكم سفوحه رائعة كم من الوقت سنمضي ونحن نتجول فيه ونتسلق ونعيش التحديات للوصول الى قمة ذلك الجبل الجليد وجو البارد سيزيد من المتعة ولو خفضنا سقف توقعاتنا وماسرحنا في خيالنا الواسع المتفاؤل كثيرا ومتأنيين.. لو لم نسير بكل ثقة الى من سوف يحطم سفينه امالنا ..ولو ايقنا بانه الحياة لاتعطيني كل مانريد ..لو خططنا قبل انطلاقنا مسار الصحيح وسرعتنا وكيف نواجة المواقف المفاجئة وادركنا ان الرياح تجري بما لاتشتهي السفن ماكان تحطمنا بهذا القسوة ..ورغم ذلك وبعد الانصطام يجد الاستوعاب الموقف ونتدارك انفسنا بطوق النجات او محاولة السباحة وان اغرقنا فلابأس ولنبدأ من جديد وجعل ذلك المحيط مجرد قطرة قد اغرقتنا في وقت ما ومازال المحيط الحياة امامنا لنبدا في الخوض في اعماقه ومازالت هناك العديد من جبال الجليد تنتظر سفننا لتنصدم بها وتتحطم على سواحلها فهذه هي الحياة نمضي ويوجد في قلبنا جرح تحول لدرس جعل منا مدرسة ندرس فيها كيف ننجوا في وقت الانكسار
وانا ادرك في المدارس الادبية ندرس ونتعلم ثم نمتحن في مدرسة الحياة ندخل الامتحان ثم نتعلم
وكما نصاب بمرض الحصبة نصاب بالحمى ثم نضعف ونكون اسيرين الفراش لفترة من الوقت نصاب بخمول وعدم الشهية للطعام وتشوة ملامح وجهنا وماتمضي فترة حضانتها في اجسامنا حتى يكتفي منها اجسامنا وينتفض جهاز المناعة ويحاربها ويجعلنا قد اكتسبنا المناعة منها مدى الحياة وينتهي بالنسبة لنا مرض الحصبة ونبدا نفكر ان هناك امراض اخرى يجب مواجهتها فلقد اصبحة الحصبة داء ودواء لنا
فلماذا نتفاجئ كلما تتصدم ..فلا تبحث عن شخص او وقت يداوي جروحك فالجروح وخيبات الامل موجودة في داخلك وليس في حياتك حاول ان ترمم ماتستطيع وان كان الترميم يشوه من منظر روحك واهدمه من الاساس وعاود بنيانه من جديد على افاق حديثة ونفهة لتجعل من نفسك شخص ممكن ان تكسرا الحياة وتكون فرصة جميلة لتعاود الى الحياة بشكل اخر بروح اخرى بامل جديد قابل للتفاوض مع قوانين الحياة الصارم كي تقلب الصفحة لحداث اخرى من قصتك تبحث عن الاحداث الجميلة المشوقة تارك اوقات التعيسة وتمضي لنهاية سعيدة تكتبها في خاطرك وتبتسم وهنا يكون انكسارك جميل انه ولادة الحياة الجديدة ووضع الانضمة وفق الدراسة خيبات الامل التي مضى متيقن أنه الله يكتب كل شيء له خير لنا فلا تجهد نفسك وبتسم فجرح والالم والحزن سوف يمضي فكلما يخيب ظنك اجعله ولادة امل اخر تسعى له ويكون له قدسية في داخلك لااحد يمكنه ان ينول منه وتاريخ الذي تكتبه اليوم لن يعود مرة اخرى ..وصنع من انكسارك نجاح
عبير حامد صليبي