هل نلعب دون جمهور؟- مجيد السامرائي

 

 

هل نلعب دون جمهور؟- مجيد السامرائي

لا اتوقع ان القى ترحابا كبيرا في بيتي بعد هبوطي من الطائرة قاصدا بغداد ، ذلك أني سوف اقضي جل نهاراتي وربع ليلي بين الناس ان لم يطبق الخناق على البيوت والانفاس ، فلايجرؤ احد على الاتفاق سلفا على الاتجاه صوب الجنائن المعلقة لحضور فعاليات بابل التي تلقيت دعوة من مدير مهرجانها لحضور فعاليات وعدنا انها ستكون ابهى من تلك التي اعدت للبابا فرنسيس .  قطعا سوف التقي عددا هائلا من الناس وسوف  لاتنفع  الكمامة  فالله وحده سيكتب لمن يشاء السلامة.

 انا( مسهور) احتاج الى ثلاث نقاط فوق السين لاكون بربع نجومية القيصر غريم كسرى . أخطط الا انشر اي شيء يدلل على موعد اقلاعي وهبوطي تضامنا مع قول جبران 🙁 سافر ولا تخبر أحداً )عش قصة حب صادقة ولا تخبر أحداً , عش سعيداً ولا تخبر أحداً , الناس يفسدون الأشياء الجميلة.  ثمة من يقول لي جادا غير مازح ( انت تتباهى ان يلتف الناس حولك  في كل رحلة)! وانسخ له مااحفظه من كتاب آفاق الفن لالكساندر اليوت :  انها القوة التي تؤدي الى المجد – الذي ينطوي على سحر خاص ، فالفنانون يتوقون الى الشهرة كما لايتوق – مثلا جباة الضرائب – وهنا ، كما في الروح القتالية ، يشبه الفنانون الرياضيين والعسكريين ،فالملاكم الجائع والملازم الثاني عشية المعركة والنحات الذي يهيء معرضه الاول ، كلهم سواء في تعلقهم بأحلام المجد ، كلهم ينشد الظهور بين الناس .  مارد قلوب خصومه الراحل مارادونا كان يقول : ان فريق الريال يلعب للكاميرا !  وانا اقول : اي وحشة تلك التي يشعر بها ميسي دون جمهور يهتف له ، وهو يلاعب الرياح ولاشيء غير الصدى والمدرجات خالية تتمنى . لن ينتابه ذلك التوق الى المجد والتباهي . منذعصر الكهوف – يقول لي استاذ علم نفس الشخصية  قاسم حسين صالح – والصياد يجري وراء الفريسة وان اصطادها جرى له احتفال واستقبل استقبال المنتصرين .والآلية نفسها تعمل في لاعب كرة القدم والجمهور ايضا وما بين ساحة الحرب وميدان الحرب حالة سايكلوجية واحدة . ثمة نصر يمكن ان يقابله جحود وبرود وصقيع ، بعد دفء يسري في العروق . لاأحد يعرف مدى سعادة الممثلة المسرحية وهي تتلقى ثمن ادائها بالتصفيق والضحك او التنهد مباشرة على الخشبة مباشرة .وما اضيع الممثل وهو يؤدي دون شهية فقد سلب مجده ، فالكورونا غلقت الابواب وقالت :هيئت لك .

مشاركة