هل ستهاجم روسيا أوكرانيا؟ – قتيبة آل غصيبة

هل ستهاجم روسيا أوكرانيا؟ – قتيبة آل غصيبة

رغم كل  الثروات والموارد المعدنية والزراعية والمكانة الجيوستراتيجية لأوكرانيا وأهميتها الكبيرة بالنسبة لروسيا؛ فمنذ انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1990 والسعي الامريكي للحيلولة دون التقارب الاوكراني الروسي وابقائها بعيدة عن روسيا لازال مستمرا؛ إذ وفقا لتوصيات المستشار الامريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي عندما وصف  أوكرانيا القوية  والمستقرة سنة 1994: (بأنها ثقل موازن حاسم لروسيا، وينبغي أن تكون محور اهتمام وتركيز الإستراتيجية الأميركية بعد انتهاء الحرب الباردة، وإذا سيطرت روسيا على أوكرانيا فيمكن لها أن تعيد بناء إمبراطوريتها من جديد)؛لذلك فالادارات  الامريكية المتعاقبة وشركائها في حلف الناتو  مستمرة في جهودها لزيادة النفوذ على أوكرانيا؛ وجعلها بؤرة للنزاع مع روسيا…  إلا ان الروس أذكى من ان يقعوا في هذه الورطة… وان امريكا تدفع اوكرنيا وحلف الناتو للدخول في هذه الحرب… ومن طبيعة الاسلحة التي يتم تجهيز اوكرانيا بها فمعظمها اسلحة خفيفة ومتوسطة؛ وانها ستكون حروب عصابات تتبناها الجماعات القومية الاوكرانية وخاصة في مناطق شرق اوكرانيا وشمالها (شبه جزيرة القرم) ؛ اما الروس فإنهم يمارسون بهذه التحشدات الضغط على اوكرانيا ومنعهم من السعي للإنضمام لحلف الناتو وعودتهم لاحضان روسيا؛وكذلك منعهم من التأثير على اقليم شبه جزيرة القرم الذي انفصل عن اوكرانيا قبل عدة سنوات وخصوصا مدينة  (سيفاستوبول) والتي هي إحدى مدن شبه جزيرة القرم المتنازع عليها بين روسيا وأوكرانيا وتطل على البحر الأسود؛ تشتهر دائما بأنها مدينة المجد العسكري الروسي ولها أهمية هائلة في تاريخ روسيا العسكري وهي حاليا مقر لأسطول البحر الأسود الروسي، والتي تم ضمها إلى روسيا عام 2014. .. امريكا تريدها حرب بالوكالة ضد روسيا لاستنزافها اولا وإضعافها اقتصاديا وسعيها للحد من إمدادات الغاز الروسي لأوربا وايجاد البدائل له .. واشاعة الذعر  لدى الدول الاوربية من الخطر الروسي وابقائها متماسكة تحت مظلة حلف الناتو… خاصة بعد المساعي الفرنسية والالمانية الاخيرة لإنشاء قوة اوربية مشتركة بعيدا عن حلف الناتو؛ بعد الانسحاب المخزي للقوات الامريكية من افغانستان.. دون التشاور والتنسيق مع دول حلف الناتو المشاركة معها في احتلال افغانستان… فالاعلام الامريكي والغربي رغم الضعف الذي انتابه وعدم الثقة به؛ خصوصا بعد انكشاف كذبه على العالم بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وعلاقة نظامه بتنظيم القاعدة؛ قبل احتلاله سنة 2003؛ إلا انهم لا زالوا يسعون لتحقيق إهدافهم في شرق اوربا من خلال وسائل الاعلام  بالضغط على روسيا وتحجيم دورها الدولي المتنامي؛ وإطلاق التصريحات المضللة والمستفزة للعالم ؛ وعلى لسان اكبر المسؤولين الامريكان والرئيس الاوكراني بأن الهجوم الروسي على أوكرانيا  سيكون يوم 2022/2/16. وهو امر مستبعد ولم يحن أوانه؛ وروسيا من خلال هذه المناورات العسكرية التي أجرتها مع حليفتها بيلا روسيا على حدود اوكرانيا؛ هي حقيقة ذات مغزى سياسي يهدف الى ردع الامريكان والغرب من اللعب على ورقة أوكرانيا التي تشكل جزءً اساسيا من المجال الحيوي لروسيا.

 والامر سينتهي الى تسوية بين روسيا وامريكا كتلك التي جرت بينهما بعد ازمة الصواريخ الروسية في كوبا عام 1962؛ ايام الحرب الباردة

مشاركة