هل ستشرق الشمس ؟ العراق الجديد
هل سيشهد العراق ظهور عملية سياسية جديدة تكنوقراط يقودون العراق الى بر الامان ام يبقى العراق على حاله واذا لم تكن الامور كما يرغب المعتصمون وتحقيق مطالبهم ماذا يحدث.؟
المتابعة للإحداث بعد إعلان الدكتور ألعبادي عزمه اجراء إصلاحات جذرية والتي ابتدأت بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ولم يحدث هذا التغيير فقط اعلان عنه مع ذلك هذه الخطوة كبيرة لم تكن متوقعة مع ذلك هذه الخطوة غير كافية من اجل اصلاح حال الوطن لانها لم تات بثمارها حتى الان اذا لم تكن خطوات ملموسة ولم يحاول رئيس الوزراء ان يتجرأ بخطوة مشابهة أخرى بل توقف على اعلان لم يتحقق منه اي شيء وانظار الشعب العراقي تترقب خطوات الاصلاح الجديد على ارض الواقع .
ان الإصلاح الحقيقي ليس في التعديل الوزاري او تغيير الوزراء الى وزراء تكنوقراط بل يكون الاصلاح من رأس الهرم يبدأ من برلمان مستقل غير محزب ، ماذا جلبت الاحزاب والكتل التي حكمت العراق منذ عام 2003 ليومنا هذا لم تجلب اي منفعة الى البلد فقط مصالحهم الشخصية .
ان الإصلاحات ما لم تكن واقعية لا جدوى منها وما لم تمنح المواطن حقوقه التي شرعها الدستور ستكون حبراً على ورق ونعود الى المربع الأول ويبقى الجدال قائماً بين الكتل والأحزاب على تقسيم المناصب والوزارات كل حسب رغبته ومصالحه وتختزل مطالب المواطنين بأكذوبة اسمها حكومة تكنوقراط مزيف لا يمت للحقيقة بأي صلة لتبدأ مرحلة اخرى من سرقة اموال الشعب وهذا ما يجب الانتباه اليه وعدم الرضوخ له ولا سيما بعد ان خرجت الاف الجماهير للتظاهر في ساحة التحرير وعلى ابواب المنطقة الخضراء مطالبين بالاصلاحات الحقيقة ومحاسبة المفسدين وسراق اموال الشعب ، وان تم التغيير هل سوف تسكت الاحزاب المهيمنة على البرلمان العراقي بعد ان يتم رفع السلطة التنفيذية عنهم ! .
كل الأمور تسير نحو التغيير هذا ما يتوقعه الجميع من خلال متابعة الاحداث في الساحة السياسية ولكن هل يصب التغيير في صالح الشعب ام سوف يكون نقمة على الشعب ؟
وهل يشمل رئيس الوزراء العبادي ايضا ؟ اذا ما سارت الامور عكس رغبة الكتل والاحزاب ولم يرضخ لأهوائهم وشروطهم واطلاعهم على ما سيجري من تغير وزاري مرتقب وعدم منحه الحرية المطلقة في اختيار الوزراء بعيدا عن المحاصصة والطائفية ان الاعتصام الذي دعا اليه السيد مقتدى الصدر امام بوابات المنطقة الخضراء ربما سيكون له تاثير كبير في عملية التغير والاصلاح اذا تهيأت كل الاسباب للاستمرار اذا لم تحقق الاصلاحات والتغير بالفترة المحددة، و ان الاعتصام احد الحلول للخلاص من وجوه كثيرة تربعت على منصة الحكومة والبرلمان منذ 2003 وحتى الان وكذلك كشف زيف كثير منهم وكشف المفسدين وسراق اموال الشعب واعتقد ان الاعتصام ضروري جدا وتجربة الشعب المصري هي افضل مثال على ذلك. ومن المفروض ان يكون قبل هذا الوقت بكثير بل قبل الانتخابات التي بصددها تشكلت الحكومة الحالية وبدلا من التظاهرات التي كانت تخرج اسبوعية و التي كان لها صدى كبير جدا ولكن لم تأت بحل او منفعة او ردع للمفسدين وان هذه التظاهرات هي احد الاسباب التي منحت حرية التعبير الحقيقية للشعب تحت نصب الحرية وكانت رمزا للتظاهرات السلمية والتي من خلالها كانت الاصوات تصدح مطالبة بالحقوق والمساواة ومحاسبة المفسدين والمقصرين .
ان الاصلاح او التغيير ما لم يكن جذريا يبدأ من البرلمان والمحاصصات الساسية وينتهي بالرئاسات الثلاث ومحاسبة المقصرين والمفسدين داخل قبة البرلمان ومجلس الوزراء ورئيس الجمهورية وان كان على مراحل سيكون له تاثير قوي على الساحة وهذا التغيير المترجى منه اصلاح حال الشعب لابد ان يكون شاملا ولا يقتصر على كتلة او حزب واذا ما تم الاصلاح الكامل في جميع مؤسسات الدولة ذلك سيكون الفشل واعتقد ان الفشل سيكون له ردود فعل سلبية تجاه حكومة الدكتور العبادي او غيره اذا شمله الاصلاح وهذا ما يجب على رئيس الوزراء الانتباه اليه وعدم الرضوخ لمطالب الكتل والاحزاب مهما حاولوا من التأثير والضغط والتهديد لغرض حماية مصالحهم والبقاء على وزرائهم في مناصبهم .
لابد من العمل على محاسبة المفسدين مهما كان انتماؤهم المذهبي والقومي والحزبي لانها احد اسباب نجاحه وبالتالي سوف ينال ثقة الشعب وهذا هو الانتصار الحقيقي .
حيدر جاسم حرفش الرحماني – ميسان