هل الكتاب وراء إعتقال وتغييب عزيز السيد جاسم؟

علي بن ابي طالب سلطة الحق في طبعة جديدة

هل الكتاب وراء إعتقال وتغييب عزيز السيد جاسم؟

بغداد – الزمان

صدرت ضمن سلسلة (علم واثر) التي تصدرها دار الشؤون الثقافية  العامة طبعة جديدة من كتاب  (علي بن ابي طالب سلطة الحق) تاليف الاديب والمفكر المغيب عزيز السيد جاسم، ويتوزع الكتاب  على احد عشر فصلا، تناول الاول ولادة الامام علي في الكعبة المشرفة، وكان بعنوان (مشيئة الرب) وتطرق الثاني الى العلاقة بين علي والنبي محمد (ص) وكان بعنوان (اصطفاء المصطفى لعلي ابن طالب وريث النبوي) وجاء الفصل الثالث بعنوان (شجاعة علي البدء المتطابق) وهذه الفصول  مكرسة لسيرة الامام علي في حياة الرسول محمد (ص) فيما كرست الفصول الاخرى لجوانب وحوداث سياسية تجسد مواقف  وفكر وسياسية وبلاغة الامام علي، اذ حملت هذه الفصول العناوين الاتية: دلائل الشجاعة في حرب صفين، السياسة العسكرية لعلي ابن ابي طالب، تاريخ لاوليات سياسته، سلطة الحق في رفض السلطة ، سلطة العقل، عدل علي بن ابي طالب، علي بن ابي طالب مدرسة التاريخ، سلطة النص في بلاغة علي ابن ابي طالب.

وكان  المؤلف كما يذكر في المقدمة  قد انجز الكتاب ليكون الكتاب الثاني في سلسلة تتناول شخصيات تاريخية عربية، اذ كان الكتاب الاول في هذا المشروع (محمد الحقيقة العظمى) والكتاب الثاني (علي بن ابي طالب سلطة الحق ) ويقول في المقدمة : (ان الكثيرين من الكتاب والباحثين كتبوا عن علي بن ابي طالب الاف المجلدات والكتب والاعمال الادبية، وارى ان الكتابة صعبة لان شخصية علي بالغة الثراء في جميع جوانبها، فالاحاطة –  بكل هذه الجوانب صعبة جدا، وكل الجهود الانسانية  تتضافر من اجل الوصول الى  كشف جوانب معينة من عظمة علي الانسانية الخالدة).

وكان الكتاب المذكور قد صدرت طبعته الاولى في بيروت، ولكن السلطة الصدامية قامت بسحب النسخ الموزعة من الاسواق، وقامت  بشراء كل النسخ المطبوعة من الدار الناشرة للكتاب واتلافها، ذلك ان الكتاب المذكور قد قدمت مخطوطته الى هيئة رقابة المطبوعات في بغداد، وقد عرض على العديد من الخبراء انذاك، وبقي يتنتقل من خبير لاخر لاكثر من سنة، الامر الذي دفع المؤلف الى طبعه خارج العراق، ولم تقتصر السلطة انذاك على سحب النسخ الموزعة والمتبقية لدى دار النشر واتلافها فقط، وانما تم القاء القبض على المؤلف واعتقاله لعدد من الاشهر، ثم افرج عنه وتم اعتقاله مرة اخرى  في اعقاب  حرب الكويت، حيث تم تغييبه، وعدم اعلان اي شيء عن مصيره، ولم يعثر  على اية معلومات ذات صلة به حتى الان.

ويرجع البعض سبب اعتقاله  وتغييبه الى هذا الكتاب لان المؤلف اراد بالعنوان (علي بن ابي طالب سلطة الحق) الاشارة الى السلطة على انها سلطة باطل، وانه اراد به ان يقول للسلطة هذا هو الحق فاين انتم من نموذجه  ومثاله: علي بن ابي طالب عليه السلام ، ولانه قام بطبعته ونشره رغم عدم موافقة الجهات الرقابية على ذلك. ومع ان الكتاب حرص على تقديم العلاقات  بين الامام  علي والخلفاء الاخرين الراشدين، بصورة بعيدة عن اي تأويل طائفي، وبشكل يتم فيه دحض كل اشكال هذا التاويل الا ان هناك من ينسب للكتاب مثل هذا التوجه.

وقد عمدت السلطة انذاك الى تقديم طبعة للكتاب ويقول الدكتور نوفل ابو رغيف مدير عام دار الشؤون الثقافية المتلقي  يزاول حصاده من جديد بطبعة مميزة متمكنة  بعد ان نشر الكتاب عام 1988 بطبعة مشوهة عبث بها قلم رقيب السلطة انذاك ونقل منها ما نقل، اذ ان يدا امينة حفظت المخطوطة الاولى  لتطل بها على القارئ، والطبعة الجديدة هي نفسها الطبعة الاولى  التي تعرضت انذاك للاتلاف.