هل العراق معروض للإيجار؟


هل العراق معروض للإيجار؟
فاتح عبدالسلام
اشتركت طائرات حربية سورية وايرانية في قصف أهداف داخل العراق وظهرت صور القصف في شاشات القنوات ووسائل الاعلام المختلفة، ولم يعد الأمر خافياً على أحد ، بل أنه أصبح أمراً لا يثير حرج أي طرف اذا نسب اليه او اذا قام هو بالحديث الصريح عنه.
في مركز الحكم ببغداد تم اعلان استخدام كل الوسائل والأسلحة والموارد المتاحة في المعركة منذ البيان الحكومي الأول عقب خروج نينوى عن السيطرة الحكومية ثم تبعتها تكريت.وانطلقت الفتاوي والمليشيات ودعم ذوي الجوار أو ذوي القربى على نحو أدق.
الاستعانة بالطائرات الأجنبية تدخل ضمن الوسائل المتاحة. كل شيء يجري تحت مرصد من التكنولوجيا العسكرية الأمريكية التي قد يفوتها اكتشاف قوات الحرس الثوري الايراني بملابس مدنية يعبرون الحدود من ايران الى العراق في حافلات سياحية، لكن لن تخطيء وسائل رصدها النشاط الحربي الايراني المتحرك في ايران أو العراق.
لكن المدهش أن واشنطن لا تتحدث عن شيء مريب، كأن كل شيء يسير على وفق مساره الطبيعي في بلد مضطرب يعيش حالة الحرب الحقيقية التي أبرز معالمها قصف المدن الآهلة بالسكان بالطائرات الحربية التابعة لبلدان اخرى بموافقة عاصمة البلد المضروب نفسه.
حالة سوريالية من الحروب والعنف والتفريط بالسيادة ما ظهر منها وما بطن.
هذه الحالة تشير الى حالة تجعل البلد ينطبق عليه وصف البلد المستأجر. يدار بأدوات مستأجرة وبلدن الجوار تستأجر فيه ما تشاء لوقت ما تشاء .أو لعله معروض للإيجار بعدأن كان معروضاً للإحتلال ، ومن ثم محتلاً.
الآن ، ما الموقف لو قررت دولة معينة أو أكثر من دولة ارسال طائراتها لدعم طرف ما في العراق لاسيما اذا قامت حكومة مؤقتة على الاراضي الخارجة عن إدارة بغداد، وتحت مسميات وأعذار شتى، كيف سيكون الحال وأين ستتوجه بوصلة الحرب حينئذ؟
لا شيء بعيد عن الاحتمالات المرتبطة بالوضع الاستثنائي في العراق ، ومن يرى غير ذلك فإنه يقر أن الوضع طبيعي في العراق ولذلك حديث آخر.
FASL