مصطفى عمارة
ازدادت فعاليات المعارضة الايرانية ضد طهران فى الداخل بفعل توسع الدور الايراني فى الدول المحيطة وعلى راسها سوريا واليمن والعراق، وتحدث سنابرق زاهدى رئيس لجنة القضاء فى المجلس الوطنى للمقاومة الايرانية بحوار خاص مع الزمان عن اوضاع ايرانية داخلية وعامة ،وفيما يلى هذا الحوار .
- هل ترى خروج سكان ليبرتى من العراق يعد نصرا للمقاومة الايرانية ام نصرا لطهران؟
طبعاً. إن خروج سكان ليبرتي وإعادة توطينهم في البلدان الاوروبية يعتبر إنتصاراً كبيراً للمقاومة الايرانية. قد اعترف النظام نفسه بهذا الانتصار.النظام كان لايريد أن يخرج حتى شخص واحد من ليبرتي بسلام وكان ينوي إبادتهم جماعيا وكما شاهدنا في تاريخ 29اكتوبر2015 إنهال النظام الايراني هذا المخيم الصغير والأعزل بـ 80 صاروخا مما أدى الى استشهاد 24 شخصا من السكان. وفي هذا المجال أجلب إنتباهكم الى لقطات من كلمات الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية السيدة مريم رجوي بعد انتهاء نقل السكان من العراق إلى البلدان الاوروبية عملية النقل هذه تشكل هزيمة ستراتيجية مني بها نظام الملالي حيث دق الأجراس ايذانا ببدء مرحلة للتغيير والهجوم والزحف.
- وما هى خطتكم القادمة في المعارضة ؟
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي أسسّ بمبادرة من السيد مسعود رجوي في 21 تموز 1981 في طهران، أي في ذكرى انتفاضة الشعب الإيراني ضد الشاه عام 1952، وتأكيداً على التأييد الدائم للزعيم الوطني الإيراني الدكتور محمد مصدق.
وبعد مرور 355 عامًا على هذا التأسيس يمكن القول إن هذا المجلس هو أقدم ائتلاف سياسي في تاريخ إيران المعاصر، وهو يضم أكثر من خمسمئة عضو نصفهم من النساء، وينتمي أعضاؤه إلى كافة فصائل المعارضة الديمقراطية وتوجهاتها، ومن ممثلي الاقليات القومية والدينية، وهو يعمل بمثابة برلمان للمقاومة وتعتبر لجانه الخمسة والعشرين مرتكزات الحكومة الائتلافية المؤقتة القادمة. وسيقوم المجلس بعد سقوط نظام الملالي بتشكيل حكومة ائتلافية تتولى السلطة لمدة أقصاها ستة أشهر، وستكون مهامه الأولية اجراء انتخابات عامة وتشكيل مجلس وطني تأسيسي.
وطبقًا لما أقرّه المجلس فإن الانتخابات والتصويت العام هما أساس شرعية كلّ من النظام والاحزاب والصحافة والجمعيات السياسية الحرّة … وغيرها. وسيتم ضمان المساواة والعدل أمام القضاء لجميع أبناء الشعب، وكذا الحقوق المنصوص عليها في الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، وستلغى جميع الامتيازات الجنسية والقومية والعقائدية، كما سيمنع أي تمييز بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة، ولن يُمنَح أي امتياز أو يُحرَم منه أي شخص بسبب اعتناقه لدين أو مذهب، وسيتم في إيران الغد ضمان التجارة الحرّة ورأس المال الوطني والملكية الشخصية والاستثمار بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية الوطنية، وتأمين حقوق مختلف القوميات الموجودة في إيران، لأن وحدة تراب الدولة والوحدة الوطنية لا تستقيمان إلّا على أساس تحقيق الحقوق المشروعة لجميع العناصر المكونة لها.أما في السياسة الخارجية فستكون إيران الغد مدافعة عن السلام والتعايش السلمي والتعاون الاقليمي والدولي.
إن هذه المشاريع والبرامج التي تشمل الحريات العامة، والفصل بين الدين والدولة، وتحقيق الحكم الذاتي لكردستان إيران، وما يتعلق بحرية النساء والتعايش السلمي مع الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها…الخ، قد تمت المصادقة عليها من قبل المجلس الوطني للمقاومة بعد نقاشات ومداولات مركزّة خلال العقد الأول من وجود هذا المجلس.
وفي العام 2005 ومن على منبر البرلمان الأوربي في مدينة استراسبورغ أعلنت السيدة مريم رجوي عن مشروع مكوّن من عشرة مواد لتلخيص المبادى الرئيسية المذكورة التي تعتمد عليها المقاومة وتراها رؤوس خطوطها العريضة لإيران المستقبل.
- وما هي القوى التي ستنسقون معها في المرحلة القادمة؟
تم تكوين المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من المجموعات والتيارات والشخصيات الوطنية والشعبية. إنّ كافة الشرائح والطوائف الايرانية ومختلف القوميات من العرب والكرد والبلوش والآذريين وجميع المذاهب من الشيعة وأهل السنة والمسيحيين واليهود والزرادشة وحتى المجموعات العلمانية لديهم من يمثلهم في المجلس الوطني للمقاومة ويتوحدون وينسجمون مع البرامج المستقبلية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية. بناء على ذلك رد ًاعلى سؤالكم أقول إن جميع مكونات الشعب الإيراني وكافة الطبقات والشرائح في المجتمع الايراني يدعمون المقاومة الإيرانية لإسقاط النظام . إن المقاومة الإيرانية تحظى بدعم وتأييد لممثلي مايقارب بمليارين من شعوب العالم. إن أغلبية البرلمانات لاكثر من 40 بلدا في العالم أيدت وتدعم المقاومة الإيرانية. يشارك في الإجتماعات السنوية للمقاومة الإيرانية ممثلون من مختلف فئات شعوب المنطقة من المسؤولين السابقين وإلى البرلمانيين والشخصيات السياسية والمحامين والحقوقيين وايدوا ويؤيدون الخطط والبرامج المستقبلية للمقاومة الإيرانية. نحن لدينا أصدقاء كثيرون في العراق والاردن ومصر ولبنان والكويت والبحرين و السعودية والبلدان الاخرى في المنطقة انهم يدعموننا ويؤيدون المقاومة الايرانية باستمرار. نحن لدينا ايضا تعاون وتنسيق مباشر وقريب ومكثف مع الأنظمة الدولية والأنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان .
– ما ابعد الادوار الايرانية فى المنطقة العربية سواء فى العراق او سوريا او اليمن ؟
إن النظام الايراني نظام يعيش في الأزمة ويخلق أزمات ونزعته هي التدخل في شؤون الاخرين و الهيمنة عليهم. وأكد قائد المقاومة الإيرانية قبل سنوات بقوله : لوتتركوا نظام الملالي على حاله سوف يتقدم حتى الاندلس.
إن تدخلات النظام الإيراني في المنطقة لم تعد خافية على أحد. ففي العراق وسوريا واليمن ولبنان واي مكان آخر يتدخل اذا تمكن من ذلك بغية التغطية على أزماته الداخلية المستعصية و لكي يقمع الشعب. . وأكد أحد مسؤولي النظام والقريب من خامنئي في كلام خارج عن المبادئ الدبلوماسية قائلا بصراحة :إن سوريا هي المحافظة الخامسة والثلاثين لإيران وإذا أراد العدو أن يحتل سوريا او خوزستان الاولى لنا ان نحتفظ بسوريا لاننا عندما نحتفظ بسوريا نتمكن من ان نعيد خوزستان امّا لو خسرنا سوريا لانتمكن من أن نحتفظ بطهران. كما أكد مؤخرا خامنئي حول أحداث في حلب قائلا : «الاشخاص الذين ليس لديهم بصيرة يسألون ما هي العلاقة بين ايران وسوريا وحلب؟ من الأجدر ان لاننتظر ان يأتي العدو داخل بيتنا علينا أن لانفكر في الدفاع عن منطقتنا فحسب وانما علينا قمع العدو في حدوده ». الموضوع هو موضوع الوجود واللاوجود له وللنظام باكمله واعلن عن خطته وبرامجه .
- هل يوجد تنسيق بين روسيا وايران في هذا المجال؟
قد يكون هناك تنسيقات بين روسيا والنظام الايراني لاسيما في المجال العسكري ولكن الشيء المهم هو أن الطرف الروسي له منافع خاصة في سوريا والنظام الايراني له مصالح أخرى. المصلحة الأولى والأخيرة للنظام الايراني هي حفظ وبقاء نظام بشار الأسد لأن بقاء الأسد هو الخط الأحمر بالنسبة له ولهذا السبب يتحمل نفقات باهظة من أجل ذلك. لذلك أي تقدم وأي صمود من قبل أبناء شعبنا والقوى المسلحة للمعارضة السورية يوسع هوة الخلاف بين الطرف الروسي والنظام الايراني. نعم كما قلنا ان بوصلة الأوضاع تتجه ضد مصالح النظام الايراني وأخذت الخلافات تتوسع بين روسيا ونظام الملالي.
-هل تتوقع أن تزيد الادارة الامريكية ضغوطها فى المرحلة القادمة على النظام الايرانى؟
كل الشواهد تشير إلى أن سياسة المساومة والاسترضاء مع النظام الايراني التي استمرت لمدة 8 سنوات في ولاية اوباما، قد ولى عهدها. نفس انتهاء «العهد الذهبي» لاوباما هو يشكل كابوسا لخامنئي ونظامه. وعندما انتخب السيد ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، آقام مسؤولو النظام الايراني سرادق العزاء والمأتم وأكدوا بصريح العبارة أن عهد اوباما الذهبي قد انتهى وحتى وصف البعض داخل النظام تغيير الحكومة الأمريكية بأنه كارثة بالنسبة لهم. الواقع هو أن خلال 16 عاما مضى أي 8 سنوات من ولاية بوش ثم 8 سنوات ولاية اوباما كانت هناك سياسة أمريكية خاطئة فيما يتعلق بايران وكان نظام الملالي الفائز الحقيقي لهذه التطورات والحروب الاقليمية. ويبدو الآن أن فترة المساومة مع النظام الايراني قد انتهت وأن نظام طهران يخاف خوفا شديدا ويساوره قلق من سياسة الحكومة الأمريكية الجديدة. هذه هو كلام جميع أئمة الجمعة للنظام لاسيما أئمة الجمعة في طهران ومشهد وكبريات المدن الايرانية الأخرى حيث يؤكدون صراحة ولآكثر من مرة من نكث العهد الأمريكي مما يعكس خوف وهلع النظام من الضغوط المستقبلية من قبل أمريكا ووقوف الأخيرة أمام تدخلات النظام الايراني وسياساته التوسعية.
- هل ترى ان قيام قاسم سليمانى بالاشراف والتنسيق مع الحشد الشعبى فى معارك الموصل يهدف الى تغيير التركيبة السكانية ؟
الميليشيات العراقية في واقع الأمر هي العناصر الخارجية للحرس الثوري وفيلق القدس. انهم ومنذ سنوات لم يتورعوا من ارتكاب أية جريمة بحق الشعب العراقي. فجرائم الميليشيات الموالية للنظام الايراني وحسب تقارير دولية قد فاقت جرائم داعش. كل قادة هذه القوات من أمثال هادي العامري وابومهدي المهندس وأكرم الكعبي وقيس الخزعلي و… كلهم ترعروا في أحضان قوات حرس الإيراني وخريجو مدرسة قاسم سليماني. فأعمال القتل الواسعة والتعذيب الوحشي والاغتصاب والنهب وحرق بيوت الناس و… التي ارتكبها الميليشيات التابعة لقوات القدس في العراق كلها تعد جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية حسب تعريف الحقوق الجزائية الدولية.
انهم يواصلون الجرائم نفسها في الموصل. ولكن هذا ليس بمعنى تغيير ديموغرافية السكان لأن ذلك آمر مستحيل في مدينة بأبعاد الموصل. الموصول هي أهم مدينة عراقية بعد بغداد وعندما يتم تطهيرها من داعش فان العشائر العراقية الأصيلة وأبناء المدينة سيقومون باعادة بناء مدينتهم موحدين ولا مجال يبقى للنظام الايراني ليحقق مآربه الخبيثة هناك. بالطبع ان أهالي الموصل سيواجهون مشاكل ولكن هذه المشاكل ليست بمعنى الخضوع لمطالب النظام الايراني.
- كيف تنظرون الى قيام الحوثيين بضرب مكة هل ترى ان هناك مخططا ايرانيا لغزو السعودية انطلاقا من اليمن؟
استهداف مكة المكرمة بالصواريخ ليست فقط اعلان حرب ضد المملكة العربية السعودية وانما اعلان حرب ضد جميع العالم الاسلامي. والواقع أنه كما قالت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية اطلاق الصاروخ باتجاه مكة بمعنى اطلاق الصاروخ باتجاه قلب أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم. سبق وأن استهدف الحوثيون الذين هم ربيبو الحرس الثوري وتابعون لهم مرات عديدة أراضي المملكة والشعب العزل. ولكن اطلاق صاروخ باتجاه مكة والكعبة يذكر بقصة أبرهة الحبشي قبل الاسلام وحجاج بن يوسف الثقفي بعد الاسلام اللذين أرادا تدمير بيت الله الحرام.
وبعد هذا العمل القبيح من قبل نظام ولاية الفقيه والذي كان آخر قشة قصمت ظهر البعير بخصوص الدول الاسلامية كان من المفروض أن يتم اخراج نظام الملالي من منظمة التعاون الاسلامي ويجب أن تقطع جميع الدول العربية والاسلامية علاقاتها الدبلوماسية مع هذا النظام.
مع الاساءة الى حرمة بيت الله الحرام، لا تبقى أي حرمة أخرى. لذلك يبقى الحل المناسب الوحيد أمام هذه الاساءة في اتخاذ عمل مشترك من قبل الدول العربية والاسلامية ضد ولاية الفقيه. كما انه يعزز ارادة الشعب الايراني المسلم لاسقاط هذا النظام المجرم أكثر مما مضى.
- ما هى مطالبكم من مصر والعالم العربى فى المرحلة القادمة؟
ما تطلبه المقاومة الايرانية من دول المنطقة لاسيما مصر والدول العربية هي أن لا يعيروا أهمية بما يفعله النظام الايراني من خلق زوابع في فنجان وأن يقفوا بوجه تدخلات هذا النظام العائد الى قرون الظلام. المطلوب من منظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي وجميع الجهات العربية أن يعزلوا النظام الايراني. نظام طهران يحكم ايران منذ 38 عاما بممارسة القمع. واذا تخلى هذا النظام عن الاعدام ولا يقمع الشعب فان عمره سيصبح قصيرا جدا. المقاومة الايرانية لها تنظيمات والقدرة اللازمة لاسقاط نظام الملالي وادارة الحكومة المقبلة حتى اجراء انتخابات حرة. .
