هجوم نيس أسوأ كوابيس الأمن

هجوم نيس أسوأ كوابيس الأمن

 يشير استخدام إرهابي لشاحنة من أجل دهس عشرات الأشخاص في منطقة سياحية في مدينة نيس الفرنسية، إلى تحقق أسوأ الكوابيس التي يمكن أن يتوقعها مسؤولو الأمن في أوربا، وهي أن تصبح أي شاحنة أو سيارة تهديدا محتملا.

نعم انه اسوأ الكوابيس عندما يلجأ التنظيم الارهابي في تنفيذ هجماته لاستخدام وسائل لا توقفها اجهزة كشف المتفجرات ولا كلاب بوليسية ولا عمليات تفتيش عن اسلحة ومتفجرات، اساليب مبتكرة تدل على تطور الفكر الارهابي وسعيه الدائم لايجاد وسائل جديدة بعيدة عن توقعات خبراء الامن ومكافحة الارهاب، فمن الذي كان يتوقع هجوما ارهابيا ان ينفذ بتلك الطريقة التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية، وكيف لاحدنا بعد هذا الحادث ان يأمن لشاحنة او سيارة وهي تسير في الشارع وتمر عبر نقاط تفتيش توجد فيها اقوى اجهزة كشف المتفجرات!!

تطور الفكر الارهابي بهذا الشكل الذي يبتكر وسائل جديدة لتنفيذ الهجمات الارهابية، يضع مسوؤلي الامن ليس في اوربا وحدها بل في دول العالم كافة امام تحد كبير، تحدٍ يتطلب تغيير خطط المواجهة ويؤكد على ضرورة ان يدرك العالم ان الحرب على الارهاب ليست في الجبهات والمواجهات العسكرية والامنية وانما في المدارس الفكرية التي تغرس شهوة القتل والكراهية في العقول، التحدي الجديد الذي تواجه جهود مكافحة الارهاب على المستوى العالمي يتطلب العمل على ان يكون الجهد الاستخباري العالمي مشــــــتركا، يضع ضمن اولوياته محاربة داعمي الفكر الارهابي من منظرين وخطباء يعتلون المنابر ويقيمون الندوات تحت مسميات مختلفة في اوربا وغيرها، الجهد العالمي المطلوب – بعد هجوم نيس غير التقليدي الذي حمل اسلوبا من الصعب مواجهته – لا بد ان يكون جهدا مختلفا تماما يعي حجم التحدي الجديد.

محمد الشمري

مشاركة