هجوم على الرقة يواكب عمليات الموصل وطريق داعش نحو سوريا لايزال سالكاً

لجنة عراقية تحقق في المقبرة الجماعية بحمام العليل

782a24d715

حمام العليل – بيروت – الزمان – (أ ف ب)

تتزامن عملية الهجوم على الرقة معقل داعش في سوريا مع الهجوم العراقي المستمر لاستعادة الموصل معقل التنظيم في العراق. وتحاول مليشيات الحشد الشعبي الاحاطة بغرب الموصل وقطع الطريق على داعش كي لا ينسحب نحو سوريا الا انه بالرغم من مضي عشرة ايام على عملية الحشد لا تزال النتائج متواضعة والطريق لا يزال مفتوحا بين الموصل والرقة .وفرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها الكاملة على بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل في العراق الثلاثاء، على وقع تقدم قوات سوريا الديموقراطية باتجاه معقل داعش في مدينة الرقة السورية.وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الثلاثاء إن بلادهتريد ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد داعشالمتشدد من الرقة وإن العملية ستبدأ في غضون أسابيع.

وأضاف تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات -في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية- ستشارك فقط في حصار الرقة دون أن تدخلها. والرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

لكن الوزير أضاف أن تركيا بدأت في «اتخاذ إجراءات» بعدما لم يتمكن شركاؤها من الوفاء بتعهدات سابقة في مدينة منبج السورية التي طالبت تركيا مرارا بانسحاب وحدات حماية الشعب منها. فيما أجرى المحققون العراقيون عملية كشف أولية الثلاثاء لموقع المقبرة الجماعية التي تم اكتشافها في منطقة جنوب الموصل استعادت القوات الأمنية السيطرة عليها مؤخرا.

وكانت الشرطة العراقية أعلنت الاثنين أنها عثرت على المقبرة الجماعية داخل كلية الزراعة في حمام العليل، مشيرة إلى أنها سترسل محققين إلى المكان.

ولاحظ صحافي من فرانس برس في المكان وجود أشلاء وعظام داخل القمامة في موقع المقبرة الجماعية المتواجدة في أرض صحراوية غرب البلدة.

وأشار إلى أن ثلاثة رجال بلباس القوات العراقية سحبوا جثتين باستخدام الحبال، إحداهما مقطوعة الرأس، وانتشلوا أيضا رأسا مقطوعا، ثم طلب منهم إعادتها إلى مكانها.

وقال محمد طاهر التميمي، رئيس غرفة عمليات الأمانة العامة لمجلس الوزراء التي تنسق وتشارك في الدعم اللوجستي لفريق التحقيق «اليوم، الفريق قام بكشف أولي».

وأضاف «ما أستطيع أن أقوله أن هذه الجريمة ترقى إلى أنها مجزرة، ارتكبت بحق مدنيين معصوبي العينين وموثوقي اليدين والقدمين، وبعضهم للأسف الشديد مقطوع الرأس، والبعض الآخر مهشم الرأس، والبعض حقيقة منهم ترك في العراء لتنهشه الحيوانات».

وكانت قيادة العمليات المشتركة أشارت الاثنين إلى العثور على «مئة جثة مقطوعة الرأس للمواطنين»، من دون تقديم أي دليل على الأرض.

وسبق ان قدمت القوات العراقية تقديرات عن أعداد ضحايا في مقابر جماعية قبل أن يتم سحبها وتعدادها.

وفي هذا السياق، أوضح التميمي «ما شاهدناه هذا اليوم، أعتقد أنه يقارب 25 جثة ظاهرة. ولكن هذا لا يعني أن هذا هو العدد الكلي. نعتقد أن هناك أعدادا كبيرة جدا».

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء (8 نوفمبر تشرين الثاني) إن مقاتلي داعش خطفوا 295 من أفراد قوات الأمن العراقية السابقين قرب الموصل وإنهم أجبروا أيضا 1500 أسرة على الانسحاب معهم من بلدة حمام العليل.

ووقعت عمليات الخطف في الأسبوع الماضي في الوقت الذي واصلت فيه القوات الحكومية العراقية وقوات البشمركة الكردية وجماعات شيعية هجوما لاستعادة الموصل من داعش  بدعم جوي بقيادة الولايات المتحدة.

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المفوضية «لدينا معلومات تفيد بأن تنظيم داعش في العراق والشام خطف ما لا يقل عن 295 من أفراد قوات الأمن العراقية السابقين خلال الفترة بين الأول والرابع من نوفمبر. 195 منهم خُطفوا من عدة قرى في تلعفر وفي منتصف ليلة 3 نوفمبر تشرين الثاني خُطف مئة آخرونمن أفراد قوات الأمن السابقين من قرية الموالي التي تبعد 20 كيلومترا غربي الموصل.»

وأضافت «يقوم التنظيم أيضا بنقل الأسر قسرا. ونُقلت نحو 1500 أسرة من حمام العليل باتجاه مطار الموصل وهذه هي المعلومات المتوفرة لدينا.» وقالت إن مصير المدنيين غير معلوم.

وتعد استعادة السيطرة على بعشيقة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، بعد ثلاثة أسابيع من بدء القوات العراقية عملية عسكرية ضخمة لدخول ثاني أكبر مدن البلاد.

وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن القوات الكردية فرضت «سيطرة كاملة» على بعشيقة.

وأضاف ياور ان «قواتنا تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل»، مشيرا إلى «مقتل 13 إرهابيا كانوا مختبئين داخل بعض البيوت وحاولوا الهروب عن طريق جبل بعشيقة (…) وعثر على خمسة آخرين داخل أنفاق».

وأشار ياور الى استعادة كامل المناطق المحيطة بالموصل من شمال شرق المدينة وحتى جنوب شرقها، وقال إن «قوات البشمركة أكملت تحرير كل المناطق المحددة ضمن خطة تحرير الموصل، ومهدت الطريق في كل المحاور للجيش الاتحادي للعبور وتحرير مركز مدينة الموصل».

وفي هذا السياق، أكد ياور «أن مركز المدينة هو من واجبات الجيش الاتحادي والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب، لن تدخلها لا البشمركة ولا فصائل الحشد الشعبي» التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران.

وقال مسؤول الإعلام في البشمركة العقيد دلشاد مولود لفرانس برس «نقوم بعمليات تنظيف بيتا تلو بيت. هناك قسم من المباني بداخلها انتحاريون وقناصون. بعضهم (الداعشيون) يستخدمون الأنفاق».

وأوضح القائد المحلي للجيش الرابع في البشمركة اللواء سيد هزار أن «خمسة في المئة من البلدة تقريبا لا تزال تحت سيطرة داعش».

في المقابل، يتواصل تقدم قوات سوريا الديموقراطية في اتجاه الرقة في شمال شرق سوريا. وكانت هذه القوات المؤلفة من تحالف فصائل عربية وكردية مدعومة من الولايات المتحدة، بدأت مساء السبت وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية واسعة لطرد داعش من ابرز معاقله في سوريا.

وقالت جيهان شيخ احمد، المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات»، وهو اسم العملية التي أطلقتها قوات سوريا الديموقراطية، الثلاثاء لوكالة فرانس برس «تقدمت قواتنا 14 كيلومترا جنوب شرق بلدة عين عيسى» التي تبعد خمسين كيلومترا عن الرقة.

وتبعد قوات سوريا الديموقراطية حاليا 36 كيلومترا من الجهة الشمالية للمدينة، بحسب شيخ أحمد.

وتخطط قوات سوريا الديموقراطية للتقدم باتجاه مدينة الرقة ثم عزلها وتطويقها قبل اقتحامها لاسقاطها. ويرجح محللون ومسؤولون غربيون أن تكون المعركة طويلة وصعبة.

وترجح تقديرات غربية وجود اكثر من عشرة الاف من المقاتلين الجهاديين الاجانب مع افراد عائلاتهم في مدينة الرقة التي تشتبه اجهزة الاستخبارات الغربية بانها المكان الذي يخطط فيه التنظيم لتنفيذ هجمات خارجية. بينما تقدر اعداد الجهاديين في الموصل بما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف.

مشاركة