هجرة ولجوء وصراع
سلوك داخلي
هجرة ولجوء وصراع في عراق القرن الحادي والعشرين فقر وعقدة وعوز ثم تطفل وعبث ومكابرة حال المراثي اليوم. يحكي لنا التاريخ ان ابا ملسم مولى ابو موسى السراج والي خراسان وصحاب دعوتها في 126هـ فتى مضطهد مضروب يشكو قوت يومه ان لم يضع السرج لسادته احب فتاة من علية القوم وحينما اقبل على الزواج بها ضحك ابوها وقال لا تكررها ثانيا ولكن اصحاب الدعوة العباسية وجدوا فيه من الحنكة و العقل ما لم يجدوه بالغير حتى اصطحبه سليمان بن كثير لتأتي برقية على تنصيب ابراهيم قائدا للدعوة في خراسان وعندما اقبل طلب يد الفتاة مجددا حتى قال ابوها: بلا اذن يا سيدي ولكن للشرع ناخذ رأي الفتاة فوافقت وبعدما بلغ مراد ما بلغ كاد يمسك السوط على من احب فؤاده فقد بلغ العلا فكان له المال و الجاه والسلطان حتى قالت لو رضيت بك مولا لا وآل حال الشاب اليوم اقرب الى حال ابو مسلم ويقولها اما ابويه مجاهرة (مو اشتغلت شتردون بعد) وهذا وللاسف مما جعل الفة الاخوة تصل الى حد القتل والشتم بهتك الاعراض وهذا جانب بسيط للسيكلوجا الداخلية التي يواجهها الشباب وللأسف .
ثمة ضغط نفسي يواجه خريجي الجامعات حيث كابوس النوم وضغظ الأهالي الذي يجعله اكثر عقدة في مجابهة المصير ولم نتحدث عن حالهم الان بل ان هذا الامر مما اكل عليه الناس وشرب في الاعلام والشارع والمقهى بل وحتى في حديث الحب وفطرة الاطفال (ها خالو تخرجت؟ وبعدين) _هوووف_ نستغرب لوضع افريقية والتي حينما نذكرها ننعتها بالمجاعة ولا نعرف ان الجزائر كدولة من دول افريقيا ان تخرج طلابها هيآت لهم الفرص حيث تملأ استمارة ليخصص للطالب الواحد فرصة للعمل تناسب وضعه ووفق ما احصى الطالب من تقدير بمراعات المواهب وهذا ان تمعنا فيه وجدناه علاجا نفسيا قبل ان يكون فرصة للعمل (يعني يقبل بميتين دولار والي تساوي مئات الدنانير عندهم طبعا) وبالعراق لا تخصص العقود لحل الازمات النفسية بالخصوص ناهيك عن نسيان المادة العلمية بل يصل حد البطالة الجامعية لاحدى عشرة سنة _اوووو_ (عمي الله وكيلكم يقبلون بـ300 الف بالعراق طيب سفروهم احسن ما يضلون يومية بحزب وينغبشون يعني شتريد من الحزب مثلا ذو اغلبية طبية هندسية هي الناس ما لاكية شغل وين تروح يعني للكهوة هم بيهة فلوس).
مرحلة تغيير
وبالتالي فسايكلوجية السلوك الداخلي للانسان بهذه المرحلة تتغير الى (مسحاة قبلية ان قطعت الماء عن ارضها انتفضت وقتلت فبضنها نلت من الكرامة ناهيك عن ما انتج الدهر من عي دموي ومرض بصر وقولون لماذا لان اللاوعي الجمعي (نايم يا شليف الصوف) توبيخ بتوبيخ والله اعلم هل ان ذلك ضروري لبعضهم كما قنا بين قوسين؟ ولكن لعل نشاط الانسان لا يقف عند نيل البكالوريوس والدبلوم وانتظار فرص للتعيين بل ان خريج الرياضيات بامكانه العمل وتنشيط مهنة اخرى كالطب مثلا ولكن هنا الحكومة ستقف موقف الحازم المتشبث وتصل لحد الاعتقال وطلب الإجازة أو ما شابه ولكن بامكان الفرد المتخرج خصوصا العمل إلى اي جانب سيما من احب طموحا وان كان الطب نفسه ولا يعتبر خرقا برأيي لان العمل فريضة (يابة اشتغلوا وين الرقابة والله اعرف خريج عربي مضمد وعندة عيادة) ولا عيب ولا ضير ان تمهنت ذلك وكثيرا ما نسمع بظاهرة العنوسة وحديث شاشات التلفاز للبنات في العراق وننسى حال الشاب العراقي اليوم و الذي خالف قول محمد بن عبد الله (حصنوا انفسكم بالزواج) كاننا نخطئ في تحديد هوية الاسلام فالقانون يتطلب متبينات وقاعدة عتيدة وحزم وهذا ما كان للغرب قياس بنعش اسلام المشرق المُدْمى .
وتذهب الايام الجميلية لتحل لعنة الوسادة التي كانت ولا زالت العبء الأكبر على الشاب العراقي (خطية) ففي الثلاثين او دون ذلك يستنشق رائحة المائة الف وهو في اولى مراتب العلم والتفكر ولكن لله الامر من قبل ومن بعد ياخذ ويعطي فله لملك كله فلا حب بنينا ولا علم اخضنا واردد بيني وبين نفسي قولي دائما:
فلا علم بنينا من حديد ولا حب أصبناه السديدا
حفل زفاف
حكى لي زيد انه دعا صديقا ما على حفل زفاف اخيه واعتذر وهو من اعز الاصدقاء او لالا بل لم يعتذر اطلاقا ولم يرد اطلاقا ولم يهنئ فقال استغربت فاتصلت فلم يرفع الهاتف علي فمرت الايام وهو لا يزال يذكر تلك المحنة فنقل لي انه اطلقها وهو يسلم علي وهمس في اذني (اعذرني والله ملابس ماكو)_ اوووو_ فمثل هكذا امور تصنع احساسا داخليا لدى الفرد الواحد بانه في اول عمل له سوف يفعل كذا وكذا واولى بذراته الانتقام ولكن بغطاء اخر من حيث لا يشعر وهذا تنبيه وتنبه كي يسيطر سيما الطلبة المحدثون فالتصرف والسعى ومجابهة المصير فقد تهيأ له الفرصة في اولى ايام التخرج ولكن نعم : يجب ان يحث (شليف الصوف) والسعي معاه لا عليه فانه مهموم.
يوسف الأبيض- بغداد