هجرة الطيور وعودتها – جبار النجدي

هجرة الطيور وعودتها – جبار النجدي

تصوم الطيور بكل أنواعها مدة (20) يوما  ليخف وزنها استعدادا لرحلة العودة الطويلة والقاسية  إلى بلدانها شمال الكرة الأرضية في مثل هذه الأيام بعد أن هاجرت لبلادنا في بواكير الشتاء لتطرز سماءنا بتشكيلاتها وفقا لخرائط السير ، يتردد ليلا صوت الطائر الدليل الذي يتقدمهن وهن يصطفن خلفه  على صورة رقم سبعة (7) مقلوبة ليكون من بين القوى المحركة لوجود الطائر في السماء بحثا عن مياه الأهوار ولكي لايتحولن إلى أسراب تائهة ، يتلبس  هيأة الطيور الحذر الشديد ويطوى كل شئ  تحت صخب اجنحتهن وخلاف ذلك سيكون  الحتف مصيرهن وبالمقابل يتحول المزاج لدى الصيادين بشدة نحو رغبة الصيد وقراءة طوالعهم.

 يبذل الصيادون جهدا في الترقب ونشر شباكهم الخادعة  ولا يفارق أذهانهم هتاف شبحي وأقدار لا يحل لغزها سوى الصيادون الذين مارس أسلافهم مهنة الصيد ففي موسم الهجرة لا يهدأ لهم بال يسألون العون  نادبين  حظوظهم ومتطلعين لطيور السماء التي تلمع كأنها شهب تخشى الطيور من رهاب الصدمة المباغتة سيما وهن في بيئة غادرة ومن شأن ذلك أن يحفز لديهن  حاسة الشم بصورة فائقة واكتشاف رائحة البارود عبر مسافات شاسعة توخيا من الصيد وقبل، أن تعرض في المدن مقتولة على الأرصفة لبيعها.

تهاجر الطيور من شمال الكرة الأرضية من روسيا وآسيا وشمال أوربا وتصل حتى خط الأستواء بأنواعها المختلفة ومن البط بأحجامه وهناك (12) نوعا من الدول الأوربية وحدها (مثل الكوشر والبربش والحذاف والغرنوق ودجاج الماء وطائر ابو سبيله والهربان وطير الملحة والخضيري) الذي يمتلك ذكره جمالا أخاذا تستطيع الطيور الطيران في طريق العودة قاطعة أكثر من عشرين الف كيلو متر تبيض من 5 الى10بيضة أثناء العودة إلى موطنها في شهر نيسان حيث موسم التكاثر في حين يعمل لها الصيادون في العراق من أجل صيدها مساحات مائية  اصطناعية تسمى ( البركة) بواقع 600 متر لكل (بركة) مغمورة بالمياه تنصب فيها الشباك وتوضع فيها كميات من الحنطة والشعير لجلب الطيور نحوها ومن ثم تسحب الشباك بطريقة  تضمن الانطباق التام عليها وصيد اكبر كمية ممكنة منها بينما في أوربا فإنها تشعر شعورا شديدا بالأمان وتعـــــيش وتأكل مع الناس من دون قلق وخوف .

مشاركة