هاوي الشطرنج – ثائر علوان

هاوي الشطرنج – ثائر علوان

في العاشرة مساءً،وجد نفسه منهار الأعصاب فاقد السيطرة على توازنه حد الثمالة،أخذ التفكير المظلم منه حيزا،راح يرمق السماء بنظرة تشي بالكرب،تأمل غيمتان  تعانقن بعضهما بشغف مثل عاشقين انهكهما الشوق،على الجانب الآخر لاحت له غيمة كأنها فتاة ممشوقة القوام، جميلة القسمات، بهية ومبتهجة بعمق ،شعر باللذة المسكرة ،انزلق بصره الى قطع أخرى من الغيوم كإنهن دينصورات يراقصن بعضهن ويستفزن السماء،عاد بصره لمنحوتة الفتاة،حدق بها بتمعن،رأى السواد الذي إكتسى وجهها فجأة!شعر بألم ساحق ،افاقته قطرات المطر من توقد خياله، تراجع  مذعورا، دلف غرفته،اتجه صوب الكنتور مد يده المرتعشة ليفتحه، لمح وجهه في المرآة ، جفل الى الوراء لشدة مارآه، وجد نفسه هزيل الجسد شاحب الوجه مثل سجين ضامه الدهر دوما، كانت عيناه ذابلتان تحتهما بقع كالزيت المحترق،شعره خفيف فاقد لمعانه ،اشفق على نفسه،رغب في البكاء ،فتح الباب ،اخرج رزم النقود مكث يعد بها ،زفر كأنه ينفث هموم الدنيا برمتها،دندن(لولا السعاده حشي بردي لاتحزم واحش الهور وحدي)عاد الرزم اوصد الباب ،استلقى على سريره شعر بالارهاق المضني غفى وجهاز الايفون بكفه ،شاهد في منامه شريطا متنوعا من الاحلام، بادئها كأنه راقد على شجرة وسقط منها، تل ساقه الايسر ،اهتز السرير، تشويش، دخان يتصاعد، صخب يرن في رأسه، قطعة شطرنج امامه، تفكير عميق ،نقلة ذكية ،مات الشات! انقطع البث، تش، عاد البث،فتاة جميلة بالقرب منه،يرقص بعصى  بين جمهرة من الناس على ايقاع خفيف: تك تك تك، فز من نومه،ظلام حالك ،افاق تماما، وكان التيار منقطعا، اشعل ضوء الهاتف، السقف يخر!خرج الى الفناء متململا ،شعر بالتقزز حيال الرطوبة التي انقضت عليه ،امسك بالممسحة وارتقى السلم مرتبكا ،وصل الى السلمة الاخيرة، نظر الى الاسفل، خيل له انه على قمة جبل شاهق، شعر بالرهبة ثم كاد ان يسقط ،اعاد توازنه بمكابدة، ثم أكمل ارتقائه، شاهد على السطح إجتماع المياه على شكل بقع مستديرة ،لبث يمسح بها، شهق عميقا كلم نفسه :المطر جميل بالرغم من كل العراقيل التي تفقده جماله، ترنم: (احبك ليش ماادري) عاد يكلم نفسه، وددت لو تعود الايام الخوالي كي أتسكع بالازقة والشوارع مغازلا الفتيات بعيدا عن جحيم الاخرين، في الوقت الراهن لا استطيع التخلي عنهم بحكم مهنتي خوفا ان ينفكوا عني كزبائن، احتملهم مرغم واستمع لترهاتهم وتفاهاتهم ،القردة يقصون شعرهم  ولايقصوا السنتهم عن قذف الناس بالموبقات ،يطلون لحاهم مثل مايطلوا قبح انفسهم ،يحددون سالفهم ولايضعوا حدود لتطفلهم على الاخرين ،شطح تفكيره ماهذا الولع بهذه اللعبة اللعينه التي  بت احلم بها باليقضة والمنام حتى ان النقلة الواحدة  تسنزفك تفكيرا عميقا ، تذكر اللعب مع الاصدقاء في المقهى الليلة الماضية ،مستغرقا بسلوك رفيقه الذي بجانبه كان مسترخي الاعصاب متحمسا للعب ويرصد الخطوات الخرقاء للاعبين الذين كانا يلعبا، ويلمح  لاحدهم ان ينتبه لأخطائه وحينما جاء دوره مني بهزيمة نكراء،  تكلم بصوت مرتفع مالني في استنفار عصبي،مالني كالقرد الضائع؟ لابد من مرأة اشاهد بها ذاتي ظل يتشدق لرؤية صديقه، هبط السلم، ذهب مسرعا قاصدا بيت صديقه،كانت الشوارع معتمة موحلة ،وصل بمشقة،طرق الباب خرج صديقه مرحبا به، تأسف له عن مجيئه في وقت كهذا،دخلا البيت، ولجا غرفة الاستقال،جلسا بالقرب من المدفئة، ارتشف شايه قائلا  لصديقه اغبطك لشجاعتك وجرأتك  في هذا المجتمع الذي يعزف على الة العود فيه ينعتونه بالغجري ،وانت ضربت كلامهم بعرض الحائط ،من اين لك هذه الشجاعة التي تتمتع بها ،مسك عوده عزف وغنى بصوت هادئ(كلام الناس لابيأدم ولايأخر كلامك الناس ملامه وغيره مش اكثر)افرغ من غائه حضن الة العود تكلم بنبرة تشي بالاعتداد بالنفس احمد مايهمني هو دوزنة اوتار روحي فليذهب الاخررون للجحيم ،انك لاتستطع ان ترضى جميع الناس، فإذارضيت عليك فئة سخطت الأخرى، افعل مايحلو لك ودعك من القطيع ،كلمه احمد مقاطعا  ليس كل شيء ينفتق يرتق ويعود الى سالف عهده ،عزيزي احمد لابد ان تكسر التابوهات، لاتكن بيدق لافكار بالية ومهترئة،اقتل الشات العتيق صاح احمد منذ زمن وانا اخطط لقتل الشات غدا اعلن خطوبتي ياصديقي ،لبث صديقه يطبل على قفى الة العود (ياشمعة الصبياني)في هذه اللحظة دخلت والدة صديقه موبخة إياهما والغضب يملأ عينيها وهي تتساءل مالكم تتشبهون بالغجر آخر الليل، أجابها احمد: غدا خطوبتي ولبثت تزغرد.

مشاركة