نينوى – نص شعري – جميل الجميل

نينوى – نص شعري – جميل الجميل

أنتظر شحوب الضوء

 ستجلُس الأرضُ مسترخيةً على جبينكِ

الكلُّ يتسابقُ عليكِ

يقفزُ النهارُ على وقتٍ آخر

وتنظرُ الأهوارُ لعينيكِ البائستين

يخرجُ رأسٌ من بئرِ أعمى

يدندنُ كالقطار

يسحبُ حقيبةً ويخبّئُها بالإنتظار

فتبقين كلّك إنتظاراً للوقت

يعشعشُ الليلُ

إلتماسَهُ بضفيرتكِ الحبلىَ بالمكان

تشتاقين لسريرٍ غاصَ فيَّ

لا جدوى من ماءٍ

لم يلتمس جيدكِ المكسّر

كنتُ برزخاً أحملُ صمتك وأرحل

*****

أتهلل حينما ينتظرني غيابك

أفتح سطرا كبيييييييييرا

جُودَكِ يقتله الإنهيال

يسافر عنك دمع الخطايا

يأخذك الغروب / وتمرّ من جيبك النكبات

في الطرق يحلو صوتك

سأضحك ما طاب الغياب

لم أحتفِ بالإنسكاب

لأنك كنت داخلي وإنسكبنا معا

*****

أنتِ كالهائم في الرحيل

تمسكين خيوط المطر

ونفسي أمرّرها لآخر النبتات لاحقا بكِ

أنتِ إرتواء للتطويبات

طوبى لك يا وجه اللاشيء

خذيني نحو الصحراء

لنورقها خضارا بنا

*****

كلّ ضوئكِ المنتظر كان شاحبا

والفراغات تشحنني

أمرّر وجهي لغيمة عابرة

آراها متوجّهة نحو فيضان ما

يا وجه الوقت افرك شحوبك

شذّب زندك

إغترف موجا تناثر لغة

كأنك تتشظّى كادحا يسرق وجنة أمّه نهاراً

يا هذا الضوء …

إعتكف لحظة توقف عتمك على سيارة تتسارع مع الوقت

لئلا يجرّنا من سنواتنا

يا هذا الضوء …

كن متلاشيا كقطعة خبز إلتقطها العصفور

 وكان الصيّاد ينتظره ممتلئا بالحنطة

يا هذا الضوء …

دع الشمس تسحب أحلام الصخور

فالصخور وحدها إنبثقت من أردافك

يا هذا الضوء …

دع الوقت شاحبا كإنتظاري الشاحب.