نيران صديقة (1)

نيران صديقة (1)
رواية الضحك بلا سبب
الباب الشرقي رواية الضحك بلا سبب كتاب طبع غلى نفقة وزارة الثقافة بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 احتوى الكتاب على اكثر من مائتي صفحة من الحجم المتوسط بغلاف سقيل انيق . شاء خضير الزيدي طائر الجنوب ان يمسي مغردا”بصوت هادىء عذب وسط بغداد ، انفرد ليتميز فقدم عملا” مبهرا”خط طريقا”وعرا”وافصح عن ذات الفنان الماهر المبدع ، ترك بصمات واضحة تشير الى جهد مغامر أقتنص فرصة لم تسنح لغيره من ابناء بغداد ، فكان هو الأول ، زج نفسه في مكان معلوم ملغوم وبرغبة في احتضان عالم غريب ساخر نضحك .. ونضحك .. عن طريق دموع ضحكنا نتعلم ، ويزيدعمق احساسنا بما حولنا من تناقضات واوضاع مقلوبه ، تصرف الكاتب بشكل ذكي احاط أجوائه نكهة خاصه تسحب القارىء حلاوتها الممتعة في دروب شائكة محفوفة بالمخاطر ووجع النفس وتشوش المواقف ، ما كان طريقه مأهول بما يدعم التأمل وحقائق زمن ومكان لابد من خوض مبارات على ارضه لتحقيق الافضل في الرؤيا ، ورواية الضحك بلا سبب ليست الخطوة الاولى بل سبقتها خطوات واعمال عديده فالرجل القادم الى بغداد لغرض مهني او ثقافي من مدينة الناصرية الواقعة عند تخوم مدينة ( اور ) السومريه ذات العمق الحضاري والثقافي ، فالزيدي له فضل السبق في اجتراح هذا اللون من الوان الكتابة القصصية ، ولهذا فالشكل القصصي غير مفتعل او مفترض ، الحقائق التي وضعها على مائدة القارىء ، حلقات لا يدركها غير من تعايش على قاع الباب الشرقي وخفاياه ، في مقدمة الكتاب يتسائل ويجيب ( هل كان الباب الشرقي مركزا لبغداد ؟ ام انه هامش ؟ ام انه هامش الهامش ؟ الاجابة على هذه الأسئلة بحاجة الى جهد أدلة وبراهين وثوابت لاوعي او ذاكرة فاعلة ، بحاجة الى كتاب للوصول الى قناعة ما .. ) ص18 اكد الراوي بفطنة ونظرة ثاقبه على هذه المجاميع انها حلقات انتظمت شيئا فشيئا حتى عرف ان اولئك كما يصفهم ليست مخلوقات عاديه خلقت من لحم ودم ، بل قوى شيطانيه تعمل في الظلام وتلف شباكها بشأن الاشخاص الوافدين الى الباب الشرقي ، ولعل الكثير منهم ينسون شرائع السماء وما اوحي بالكتب المقدسه ، يضمن الكاتب نكتة منقوله من التراث ص53 ( مرة اشتهيت طعاما من الكبد المشوي وانا ببغداد عند منطقة منطقة الباب الشرقي انذاك .. فاذا انا برجل من المحافظات يسوق بالجهد حقيبته ، ويطرف بالعقد ازاره ، يطوي جريدة تحت ابطه .. فقلت : صيد مضبوط هذا طير المحافظات سيحط في شبكتي ،..
_ حياك الله أبا زيد ، من أين اقبلت ، وأين نزلت ، ومتى وافيت ؟ هلم الى البيت.
فقال : لست بأبي زيد ، ولكني أبو عبيد ، فقلت : نعم ، لعن الله الشيطان وابعد النسيان ،انسانيك طول العهد ، واتصال البعد فكيف حال ابيك ؟ أشاب كعهدي أم شاب بعدي..
فقال : قد نبت الربيع على دمنته وأرجو ان يصّيره الله الى جنته
فقلت : انا لله وانا اليه راجعون ، ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم ، ومددت يد البدارالى الصدار أريد تمزيقه فقبض السوادي على خصري بجمعه ، لماذا لم يخبرني أحد النسبان ؟
قال : نشدتك الله لامزقته ..أصبحنا في مرىء النظر عند الباب
فقلت : هلم الى البيت ناكل طبيخا من غذاء ، او الى السوق نشتري شواء الكبد ، الباب اقرب ، وطعامه أطيب .
عبد الحسن علي الغرابي – بغداد

AZPPPL

مشاركة