نموذجان: الخامنئي والسيستاني – شامل بردان

نموذجان: الخامنئي والسيستاني – شامل بردان

في اللغات غير العربية و تحديدا التي تستخدم الحروف العربية ابجدية لها، فلا وجود ل” ال التعريف الداخلة على النسب” فهما فيها يكتبان خامنه يى و سيستانى و بالفارسية يكتب اسه خامنه اى و سيستاني يبقى بلا تغيير املائي.

ولد خامنئي بمشهد سنة 39 والسيستاني ولد قبله في نفس المدينة كما تقول سيرتهما المنشورة.

الاثنان مواطنان من نفس الدولة وفي النسب يلتقيان قبل علي بن الحسين بعلي الاصغر جد للخامنئي و الحسين الاصغر جد للسيستاني.

لم يهاجر كلا الرجلين برغم ان المعروف عنهما عدم رضاهما بالنظام السياسي الذي حكم بلدهما ايران تحديدا الخامنئي، اما السيستاني فقد جاء للعراق طالبا و لم يغادره او يجري تسفيره من العراق.

يختلف الخامنئي عن مواطنه السيستاني بدخوله المبكر للعمل السياسي متنقلا بين خطيب للثورة ثم مقاتلا ورئيس جمهورية و ولي عهد ثوريا بعد اقالة المنتظري ثم خليفة للخميني الذي كسر التوجه العقائدي الشيعي بتحقيق نظام حكم اسلامي رافضا فكرة التحريم بحجة الغيبة الكبرى.

اما السيستاني فهو ارثوذكسي في التشيع ظهر للمرة الاولى للاعلام حين ادى الصلاة على جثمان الخوئي، ثم مالبث ان صار خليفة غير مكتمل التبعية من شيعة العراق بوجود محمد صادق الصدر، مجتهدا في اطالة تصور الحكومة العراقية بعدم تبدل سيرة مرجعية الخوئي غير المتصادمة.

شخصيا كنت التقيته لمرتين، مرة قبل سقوط النظام بسنوات طويلة و اخرى بعد سقوط النظام بفترة قصيرة، كذلك كنت التقيت شخصيا بمحمد صادق الصدر، و يمكن للعين ان تتذكر الفرق بين الادائين و الجمهورين من اول لحظ.

محمد الصدر و بعيدا عن زخم اسم اسرته، شعبي اكثر حروك اسرع لا حواجز يقبلها تمنع طالبه، السيستاني قبل السقوط كان بلا حواجز لكنه لم يكن ممن يذهب للناس و لا يمنع الناس من الوصول اليه، لكنه وربما لتكوينه النفسي ليس بنكهة محمد صادق التي يحتاج جمهور تلك الايام لها، ايام الحصار و البراءة الاجتماعية العراقية.

لم يعتد الناس معرفة رأي الخامنئي بالسيستاني من زاوية ان الاول حاكم مطلق ببلده و الثاني محكوم ببلد بينه و بين الاول ما صنع الحداد كما يقال، كذلك لا يصرح السيستاني برأيه بنظام ولاية الفقيه في دولة مواطنته لا دولة توطنه.

تقدمت قبل الان بأكثر من طلب لاجراء مقابلة مع علي الخامنئي وقدمت اسئلتي التي تبحث عن اجابات عن فترتين فترة الحرب بين البلدين و فتزة تبدل النظام العراقي و كيف هي العلاقات بين نموذجين من بلد واحد احدهما يحكم ايران ثوريا و الثاني يُحكم  بأسمه روحيا على قطاع شعبي واسع و سياسي مؤثر في العراق، لكنني لم اتلق ردا و اعتقد انني لن اتلقى ردا قريبا.

مشاركة