نكران الذات
هو الفرق بين الانانية من جهة والتضحية والايثار من جهة اخرى. فالانانية تقود الانسان الى حب الذات الذي يقوده الى اتباع اهواء نفسه ويصبح اسيراً لرغباتها فيخسر اخلاقه وينعدم عنده الضمير ويتبع شهواته وينمو في داخله حب اشباع لذّات نفسه وهذا يقوده الى الجشع والاستبداد والطمع كما وصفهم الامام علي (ع) (دينهم دنانيرهم وقبلتهم نساؤهم).
اما نكران الذات فهو من الاشياء الرائعة فالانسان الذي يعرف ذاته يعرف قدرها يتقدم نحو الخطوة الاولى على طريق نكرانها حيث قال الرسول محمد (ص) (رحم الله امرء عرف قدر نفسه) ولكن كيف لبعض الناس ان ينكر ذاته وهو لم يعرف نفسه!
كما ان نكران الذات يؤدي الى التواضع ويرتقي بالانسان الى اعلى مستويات العقل والاخلاق والثقة بالنفس وبذلك فالانسان يعرف ميزات نفسه الجيدة ويعرف عيوبها، ايضاً فيصبح محباً لميزاته الجيدة بدون غرور لمعرفته بعيوبه.
والانسان الذي يفضل غيره على نفسه هو الافضل بين الناس، لأن الناس هم الذين يثمنون ما يضحي به وقال جبران (ان كان بقائي يوجب فناء سواي فالموت اذن الذ لدي واحب).
ما يحدث في عراقنا الحبيب وبعد مضي 9 سنوات على خلاصنا من الدكتاتورية المقيتة هو حب الذات بالنسبة للفرد او الحزب او الكتلة عكس ما يبديه الشعب المظلوم من نكران الذات فأي شعب في العالم محروم من ابسط سمات العيش الكريم في ثاني بلد نفطي احتياطي في العالم يتوسل الى الحكومة والمعارضة في السلطة وخارج السلطة لنبذ الخلافات وتقاسم السلطات والوزارات والاموال وهو فقير، وأي شعب في العالم تقطعه المفخخات، مازال يتوسلهم بالمصالحة وأي شعب يجوع ولا يشهر سيفه بوجه السلطات.
وفي النهاية نستنتج ان افضل الطرق لحل النزاعات هو الحوار بدل السلاح والتنازل من كل الاطراف عن بعض مطالبها بدل التعنت ونكران الذات وبدل الانانية والتفرد بالرأي والاستهانة بالآخرين.
عارف السيد – بغداد
AZPPPL