نعمة يسعد بغناء للناصرية ويقول لـ (الزمان):
وتر الذاكرة أعاد لي وهج حضور الفنان العراقي في الخليج
الموصل – هدير الجبوري
كشف المطرب الرائد حسين نعمة الى (الزمان) عن مشاركته مؤخرا في برنامج (وتر الذاكرة) وهو أحد البرامج الثقافية والفنية التي تهتم بتوثيق تجارب وأصوات الروّاد في العالم العربي والذي يعرضه تلفزيون الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال نعمة إن(مشاركته في هذا البرنامج كانت تجربة استثنائية، شعر من خلالها بقيمة الفن العراقي الأصيل ووقعه الكبير في وجدان الجمهور العربي، لا سيما في الخليج)، مشيراً إلى أن (الاحتفاء الذي قوبل به هناك لم يكن احتفاءً به كشخص فقط، بل بالفنان العراقي الذي بقي رغم الغياب الطويل محط تقدير واهتمام).
وأضاف: (ذهبت إلى الشارقة وأنا أشعر بالزهو، فحتى وإن كنت مبتعداً عن الساحة، إلا أنني أدركت أن الفنان العراقي لا يزال حاضراً في ذاكرة العرب، ومحل احترام قنوات ما زالت تؤمن بدوره وإرثه، وهذا ما أشعرني بالفخر والانتماء).
واوضح نعمــــة تفاصيل الدعوة التي تلقاهـــــا من تلفزيــــون الشارقة فــي دولة الإمارات العربيــــــــــة المتحـــــــــدة، والتي جــــــاءت ضمن برنامــج فني توثيقي يحمل عنوان (وتر الذاكرة) وقال نعمة: (تلقيت اتصالا من أحد المنتجين العاملين في القناة منذ 19 عاماً، يعرض عليّ المشاركة في البرنامج، فأوضحت له أنني في حكم المعتزل، ولا أزاول الغناء كما في السابق، لكنه طمأنني بأن طبيعة المشاركة لا تتطلب أداء غنائيا كاملا، بل هي حوار توثيقي يتناول مسيرتي الفنية وأبرز محطاتي الغنائية، مع ذكر بعض أعمالي، ويمكنني إن رغبت أداء مقاطع قصيرة من بعض الأغنيات بدون مصاحبة موسيقية).
موقع تراثي
وأضاف أن (اللقاء كان مميزا من حيث الإعداد والمكان، إذ تم تصويره في موقع تراثي خاص اختير بعناية ليضفي على الحلقة طابعــا فنيا بصريــــا جذابا. واستغرق التصوير يومين كاملين، شاركت خلالهما بأداء أغان تراثية خليجية)، موضحا أن ذلك جاء وفق طبيعة البرنامج وليس من باب التحيز للأغنية الخليجية أو التقليل من شأن الأغنية العراقية التي تبقى الأقرب إلى قلبه على حد تعبيره.
وتابع: (ما أسعدني في التجربة انه طُلب مني أداء أغنية للناصرية، وهو طلب ترك في نفسي أثرا عميقا، لأن هذه المدينة تعني لي الكثير؛ فهي مسقط رأسي، وذاكرتي الأولى، وأجمل الأمكنة التي ارتبطت بطفولتي وشبابي).
وأشار نعمة إلى أن اللقاء تخللته لمسات موسيقية حية أضافت إليه طابعا خاصا إذ رافقته عازفة شابة على آلة القانون، أضفت بعزفها حضورا مؤثرا وخلفية جمالية للعرض.
وفي ختام حديثه لـ(الزمان)، عبّر نعمة عن شعوره بالامتنان الكبير لما لقيه من حفاوة وتقدير منذ لحظة وصوله الى الشارقة قائلا: (الاهتمام الذي قوبلت به منإجراءات السفر والإقامة وحتى تفاصيل التصوير جعلني أشعر أن للفنان العراقي مكانة محترمة في ذاكرة الشعوب العربية، وأن أثره حاضر حيثما حل).وقال (اريد ايضا ان أجدّد شكري الدائم وامتناني لجريدة الزمان العريقة، التي كانت وما زالت مساحة محبة ووفاء للفن العراقي الأصيل، واختياري لها لنشر هذا الخبر نابع من مكانتها الرفيعة في قلبي وثقتي العميقة بدورها الثقافي والإعلامي النبيل).
ويعد نعمة من أبرز الأصوات الغنائية العراقية التي أثرت الذاكرة السمعية بنتاجات فنية راسخة طوال اعوام عديدة، وهو من جيل الروّاد الذين تركوا بصمتهم في الأغنية العراقية والعربية على حد سواء).