نظرة عن كثب
النظم السياسية
الأنظمة السياسية العالمية تشكلت وتكونت منذ القدم وتحديدا في اثر نشوء الدولة البسيطة بعد عصر القبيلة بمعناه المحدود قبل آلاف السنين ضمن منظومتها السياسية والقانونية والإدارية التي تغلبت عليها علامات البساطة ولكن ديناميكية التطور قد حفزت فيها عناصر الانسجام مع ما هو جديد في إطار المواكبة الحتمية لماهية التحضر المستدام ، لقد تعددت أوصافها وأشكالها وأنواعها والنتيجة واحدة من حيث الصيرورة المكونة لقواعدها الأساسية كنظم سياسية تمتلك مقومات القيادة واتخاذ القرارات تجاه شعوبها أيا كانت العواقب والنتائج ، بالرغم من انعدام هيكلية القوانين على وفق المفهوم الحضاري الدارج والتي تتحكم بعموم المسارات الحياتية المنظمة لشؤون الناس بمن فيهم الحاكمين والمحكومين ، هذه لمحات سريعة عزيزي القارئ عن مراحل النشوء والارتقاء لمعنى السلطة والحكم وكيفية المواصلة والديمومة مع إرهاصات الأزمان الصعبة المواكبة للمسيرة الإنسانية ، وفي نظرة عن كثب بشأن التقييم العام لهذه النظم أن العديد منها قد طوت عليها صفحات التاريخ بالنسيان بعد ان وضعتها في مزابلها المنبوذات غير المخلدات والملعونات عبر الملاحقة المتواترة للأجيال بسبب تصرفاتها وقراراتها وتوجهاتها المتعارضة مع مصالح شعوبها ، ولم تعثر أيادينا ونظراتنا أو تحقيقاتنا بشأن الخفايا المستترات في بطون التاريخ عن نظم حاكمة طائفية أو عنصرية تضطهد مكوناتها المجتمعية وتقتل أبرياءها بالملايين عدا ما يسمى بالثورة البلشفية الروسية والنازية الهتلرية إبان القرن الماضي وما حصل في العراق تحت الاحتلال الأمريكي حتى يومنا هذا ؟ ان الوصف العام لهذه الأنظمة الدموية حددته المصطلحات السياسية المعاصرة (بالفاشستي ) على وفق الرؤى التي أقرتها القوانين الدولية بإجماع شعوب الأرض من خلال إقرارها للعهود والمواثيق الضامنة للحقوق والحريات الأساسية لبني البشر ، ان هذه الأنظمة في منظار الشريعة والقانون يحرم التعامل معها أو مسايرتها أيا كانت الأسباب أو تكون كونها مغموسة في الإجرام وليست الإصلاح للرعية بل الصواب الأخلاقي مقاومتها ورميها مع مثيلاتها السابقات في موبقات العصور الغابرات ، فالحوادث الإجرامية والإرهابية التي شهدتها الساحة العراقية بعد الغزو الأمريكي تحتم علينا الوقوف عندها وتعظيم أمانة البيان على مستوى القلم النظيف والرأي السديد دون خشية من قرار جائر أو قتل ظالم يمارسه عنصر خائر في ثنيات البقاء أو حائر بين أكوام الأوهام ، فالبقاء للأصلح كما اجتهد به العلامة داروين وغيره من المنظرين المبدعين ممن سبقوه وجاءوا بعده من إبداع وحكم وعبر وفلسفات قل نظيرها ، ان النظرة القريبة لمجريات الحوادث التاريخية هي التي تفرز أشجان الحديث عن السياسة ورجالاتها ومآثرهم أو العكس ما تركوه من مخجلات لا تستحق الذكر أو الثناء بل اللعنة تعد مكانها الطبيعي في إطار المستحقات التي لا ترقى الى مصاف الأعمال النبيلة ، ومن منا يريد ان يكون اسمه وشرفه العائلي والعشائري في اللعنات أو مكانه الدرك الأسفل لا سمح الله . وإذا ما أجرينا المقارنات والاستبيانات وأراء المحكومين منذ الأزل عدا أولئك الأموات سوف نجد ان النظام السياسي في العراق بعد عام 2003 قد سبق الأولين والسابقين واللاحقين وفاق الجميع وتميز عنهم من حيث الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الاضطهاد المذهبي لا سيما أعمال العنف الطائفي والإرهابي الذي فقد السيطرة والتحكم عليها وانعدمت لديه أسباب العدالة للمسوغات ذاتها ؟ ولهذا فشريكه يعد شريكا بالجرم . والله المستعان ؟
سفيان عباس – تكريت
AZPPPL