نظام الأنتخاب بالأغلبية
لقد تعامل البعض مع مفهوم (نظام الانتخاب بالاغلبية) بل الكثير من طبقات الشعب المثقفون وغير المثقين والموالون لاحزابهم ، بالعواطف اكثر مما يعني المفهوم اعلاه ونظام الاغلبية ليس شيئا جديدا او طارئا على المجتمعات القديمة والمعاصرة التي اوجدت (الدساتير).
فنظام الانتخاب بالاغلبية علميا وقانونيا يعني تحديد الفائز بالانتخاب سواء كان مرشحا واحد (الانتخاب الفردي) ام عدة مرشحين (الانتخاب بالقائمة) حيث يحصل على عضوية البرلمان من حصل على اغلبية الاصوات اذا كان مرشحا فرديا، وتحصل اغلبية اصوات الناخبين ولنظام الاغلبية صورتان هما اغلبية نسبية واغلبية مطلقة الاغلبية البسيطة (النسبية).
وفقا لهذه الصورة يفوز بالمقعد او المقاعد المخصصة للدائرة المرشح، او مرشحوا القائمة التي اكبر الاصوات بصرف النظر عن باقي الاصوات التي حصل عليها المرشحون القائمة التي نالت اكبر الاصوات التي حصل عليها المرشحون الاخرون.
هذا ويتميز نظام الاغلبية النسبية بالبساطة والوضوح وبسرعة اعلان النتائج حيث يمكن اعلان النتائج الانتخابية في نفس اليوم الذي جرت فيه الانتخابات، ويؤدي الى تضخيم فوز الاحزاب القوية، حيث يزداد عدد المقاعد التي حصل عليها فضلا عن استقرار الحكومة والتقليل من الصراعات السياسية والحزبية، لان هذا النظام يعتمد في الغالب نظام الثنائية الحزبية.
وقد طبق هذا النظام في الدول (الانجلو سكسونية) وفي مقدمتها انكلترا والولايات المتحدة الامريكية، وقد اخذت النظم الانتخابية في العراق حتى عام (2003) بنظام الاغلبية البسيطة، حيث يفوز في الانتخابات من حصل على اكثر الاصوات عددا على التوالي، وذلك في حدود المقاعد المخصصة للمنطقة الانتخابية، الاغلبية المطلقة: لغرض فوز المرشح او القائمة في الانتخاب يجب الحصول على اكثر من نصف الاصوات الصحيحة المعطاة اي اكثر من خمسين بالمئة ومهما كان عدد المرشحين، وفي حالة عدم حصول احد المرشحين على الاغلبية المطلقة في الدور الاول، تعاد الانتخابات بين المرشحين الذين حصلوا على اكبر عدد من الاصوات، ويفوز في الانتخاب من يحصل على الاغلبية البسيطة وهذا الاسلوب مطبق في فرنسا ومصر، ومن عيوب هذا النظام استغراقه وقتا طويلا مما يستلزم بذل جهود مضنية وانفاق اموال كثيرة وكذلك يؤخذ عليه عدم تكوين اغلبية برلمانية قوية، حيث يتعذر في الغالب حصول حزب على الاغلبية المطلقة في البرلمان مما يدفع الاحزاب الى تشكيل حكومة ائتلافية وهو ما يؤدي الى عدم الاستقرار السياسي وذلك لصعوبة المحافظة على الانسجام بين القوى المؤتلفة، هذا او لم يسلم نظام الاغلبية وبصورته (البسيطة المطلقة) من النقد، حيث ذكر بانه يؤدي الى ظلم الاقليات السياسية اذ لا يعطيها تمثيلا يتناسب مع القوة العددية للاصوات التي حصلت عليها من ثم لا يقيم وزنا للاصوات التي اعطيت لتلك الاحزاب مما يؤدي الى اهدارها وهذا يعني التنافي مع مبدأ العدالة وبهذا ادعا البعض من الفقه الدستوري الى الاخذ بنظام التمثيل السياسي القائم على اساس الاخذ بنظام الانتخاب بالقائمة حيث توزع المقاعد المخصصة لكل دائرة انتاخبية على القوائم المتنافسة وعلى اساس نسبة الاصوات التي صوتت لكل منها.
عامر سلمان