نصر وولادة- ميادة حمزة الحسيني

نصر وولادة

ميادة الحسيني

حين كنت أسير في المدينة وهي قابعة تحت ظلام وعذاب وتبجح قوات الشر كنت انظر للراية التي أجبرنا على رؤيتها في كل يوم كانت سوداء مظلمة معتمه تقبض الروح والنفس، حين تنظر اليها كأنك تعيش في عصر قديم من عصور  الجهل والظلم التي مرت على الارض ذات يوم .

كنت أتذكر اياما مضت  وأنا أنظر لسماء مدينتي  الجميلة  لأشاهد عناق الشمس لراية ملونة يتوسطها لفظ الجلالة ( الله اكبر ) ، كانت تريح النفس تمنحك الدفء والأمان حينها عرفت انها ليست مجرد قطعة قماش بل انها حياة.

مع كل رفة لراية العراق الحبيب  ينبض القلب بقوة لتعلمنا  معنى الانتماء وحب الوطن .

من كان ينظر للمدينة وأهلها كان يعلم محال أن  تعود الحياة فيها  كما كانت، حتى وإن عادت فمن سوف يعيد من رحل ومن استشهد دون ذنب ومن سوف يعيد الفرح الذي سرُق من مدينتنا ومن يعيد مَن هُجر مِن أهلها .
ومن يزيل اثار الحرب والركام والدمار والخراب الذي حل في كل مكان .

خمس سنوات تمر على ذكرى تهجير ونزوح اهالي محافظات الموصل والانبار وصلاح الدين، خمس سنوات استطاع فيها الفرد العراقي الذي كان محاصرا لسنوات ثلاث أن يعود ويواكب الحياة من جديد .
و ها هي الموصل ام الربيعين بفضل الله وسواعد حماة الوطن من ابطالنا من كل الصنوف العسكرية استطاعوا أن يعيدوها لأحضان الوطن و يعيدوا لنا الحياة
الموصل اليوم عادت وعاد  اطفالها الى المدارس وكتابها وأدبائها للكتابة وعلمائها ومشايخها عادوا وأعادوا للموصل الأمل والصدارة والنجاح الذي عُرفت به  .
شوارع مدينتي دبت فيها الحياة من جديد وكأن الازهار نُثرت على جانبي كل الطرق بعد أن كانت حفنة تراب ورماد وبعد أن كان الركام في كل مكان صار الشجر على مد النظر يُزرع ويُروى بحب وبأمل كبير.
الموصل الأن تنتظر من ابنائها ومن أمهاتها ومن الأباء وكل من سكن فيها ويسكن فيها واستنشق عبير زهور  ربيعها وشرب من ماء نهرها  ان يقدموا لها افضل ما عندهم وان يبدعوا في كل المجالات ليعكسوا صورة الموصل الرائعة والجميلة صورة الموصل التي ولدت من جديد.
هو ليس يوم نصر عاديا انه يوم ولادة مدينة كان الحوت قد ابتلعها لسنوات ثم أعادها حيث كانت وعادت للحياة بعد طول انتظار .

مشاركة