نزيهة .. العراقية القدوة

يحق للشعب العراقي ان يفخر برموزه الوطنية التي ناضلت بصلابة من اجل رفعته وسموه وتركت بصمة في تاريخ العراق والبشرية وهم كثر لا حصر لهم ومما يملأنا فخرا واعتزازا بشكل خاص المرأة العراقية التي لم ينحصر فضلها وسمعتها الطيبة في العراق بل اصبحن اقمارا منيرة في سماء الكرة الارضية منهن المغفور لها الدكتورة نزيهة جودت الدليمي من مواليد العاصمة بغداد عام 1923 اكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في بغداد ودخلت كلية الطب عام 1941 لحصولها على معدل عالي فرض قبولها في تلك الكلية بعد ان كان القبول محدد لابناء النخبة الحاكمة ومن والاهم تخرجت عام 1947 وفي عام 1948 انضمت الى الحزب الشيوعي العراقي وحصلت على عضوية الحزب في نفس العام تعتبر رائدة الحركة النسوية في العراق وتعتبر من المؤسسات الاوائل لرابطة المرأة العراقية واكبت النضال الوطني اكثر من 50 عاماً بعد تخرجها عينت في المستشفى الملكي ببغداد ثم نقلت الى مستشفى الكرخ وقد تعرضت خلال ذلك الى ملاحقة (الامن العامة) كانت تستقبل الفقراء مجانا في عيادتها في محلة الشواكة في الكرخ بعدها نقلت الى السليمانية وتنقلت في عملها الى كربلاء والعمارة وغيرها من المدن العراقية استدعاها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الى وزارة الدفاع لاستيزارها وزيرة للبلديات بصفتها الوطنية وليست ممثلة للحزب الشيوعي ويقال انها استقلت باص الامانة للوصول الى وزارة الدفاع لها دور كبير في انشاء مدينة (الثورة) التي وزعت على الفقراء كما وزعت الاراضي في مدينة الشعلة للفقراء اول امرأة تصبح وزيرة في العراق والعالم العربي بذلت جهودا كبيرة من اجل اصدار قانون الاحوال الشخصية في العراق رقم 188 لسنة 1959والذي يعتبر من القوانين الاكثر تقدما في الشرق الاوسط من حيث الحقوق التي منحها للمرأة ترأست رابطة المرأة العراقية عام 1952 مثلت الرابطة في مؤتمر النساء الديمقراطي العالمي في كوبنهاكن عام 1953 واصبحت الرابطة العراقية عضو في اتحاد النساء الديمقراطي العالمي اصبحت نائبة لرئيسة اتحاد النساء الديمقراطي العالمي عضو مجلس السلم العراقي وعضوا في مجلس السلم العالمي عضو اللجنة العليا للدفاع عن الشعب العراقي التي تأسست في براغ بعد انقلاب شباط الاسود مع شاعر العرب الاكبر الجواهري اصبحت في اواخر السبعينيات عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي غادرت العراق في مطلع السبعينيات الى المانيا كان اخر نشاط لها عام 1999 في حضورها الندوة التي عقدت في مدينة كولون – المانيا – حول المرأة العراقية توفيت في 9 تشرين اول 2007 في المانيا عن عمر ناهز 84 عاما ودفنت في مقبرة الشيخ معروف الكرخي بناء على توصيتها في عام 2009 اصدر مجلس الوزراء توجيه الى اقامة تمثال لها وبهذا تعتبر اول امرأة يقام لها تمثال رحم الله هذه المرأة العراقية المناضلة واسكنها فسيح الجنان والخلود لكل عراقي وطني شريف.

خالد العاني – القاهرة