نداء عاجل .. (1)
أرض الأنبار ليست للبيع
رأيت صاحبي متألما . فقلت أي المواجع تؤلمك . قال ما أراه اليوم من طعنات الطائفية التي أخشى أن تكون مقدمات حرب أهلية . قلت لا شك انه موجع قاس . ولكن هذه الطعنات ليست أهلية حتى تكون حربا بل هي من صنع الساسة الذين رأوا إن لا مقبولية شعبية لهم بعد أن كره الناس الأحزاب وما ذاقوا من ويلاتها ورأوا ان العاطفة الدينية قوية لدى هذا الشعب فراحوا يلعبون لعبة الطائفية إن الحرب الأهلية أو الطائفية فلن تكون . قال صاحبي وعلى أي شئ استندت في هذا . قلت ، انظر إلى عمق التاريخ واعتبر . هل تجد حربا أهلية أو حتى فواصل طائفية . قال نظرت ، فوجدت إن مظاهر الطائفية تجاوزت وقست حتى سوي مرقد الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالأرض وجامع أبي حنيفة رحمه الله والشيخ عبد القادر وأصبحا مربط خيل الغزاة . ولكني وجدت أن من فعل هذا آت من الشرق أو من الشمال الشرقي وليس من أبناء الوطن. فإذا زال احتلاله زالت مظاهره الطائفية وعاد الشعب موحدا واختفت تلك الروح البغيضة . قلت. لقد أجابك التاريخ وصدقك . وحدثك بما هو حقيقة ينبغي أن ننتبه إليها . وان نستخلص منها إن مظاهر الطائفية حين أطلت برأسها. أطلت من خلال الغرباء الغزاة وأطلت من خلال القادة السياسيين وليس من الشعب . ولا يفوتنا ان ننحى باللائمة على من ركب الموجة لتحقيق إغراض وصولية وليس لهم من التدين او المذهب شئ . وهذا ما حدث اليوم أيضا وما صدرت من تصريحات إعلامية من قبل المسؤولين الجدد لمحافظة كربلاء حول مدينة النخيب التابعة إداريا الى محافظة الانبار وعلى العاقل في هذا البلد أن يعي جيدا لما يحيط به وبما يراد به وان الوطن والمواطن اغلي من الدخلاء أصحاب الرايات الطائفية أو أصحاب الأغراض الوصولية لإرضاء الجارة إيران .
قلت لصاحبي ، لا تقلق ان النخيب مدينة عراقية لا فارسية . ولا يمكن التفريط بها فلن تجذر الطائفية في عراقنا لان موانع قوية قال وما هي . قلت، أبناء كربلاء المقدسة والانبار يشاركون في الحفاظ عليها في الوقت الذي تنادي كل الأصوات الخيرة في هذا البلد من أبناء الشعب إلى وحدة العراق ونبذ الطائفية وتنادت أبناء العشائر العراقية العربية بوجه خاص إمام المد الإيراني في المناطق التي تجاور العراق من الحدود الشرقية وكذلك تدخل اللوبي الإيراني في مفاصل بعض محافظات الجنوب التي باتت تشكو الان من الاحتلال الإيراني ، فقد ظهرت تصريحات غير مسوؤلة ومسبوقة من بعض أعضاء الحكومة الجديدة لكربلاء من هذا النوع يطالبون بضم مدينة النخيب والرحالية إلى محافظة كربلاء . ومن هنا نحب ان نقول وعليهم إن يعرفوا إن محافظة الانبار هي وأرضها ليست للبيع ومطالبة الحكومة العراقية بضم النخيب وبعض ومن مناطق الحدود العراقية السعودية التابعة لمحافظة الانبار منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد الآن ، ونقولها للتاريخ ومن موقع المسؤولية الإعلامية والصحفية والوطنية بأننا لم ولن نفرط بشبر من ارض الانبار وارض كربلاء العزيزة . وأبنائها الطيبون أخواتنا الأعزاء والعراق بوجة عام ولن نسمح بان تكون هذة المنطقة أرضا لصراعات الدول الإقليمية والمؤامرات الأجنبية ولن نسمح بان تكون مناطق النخيب وحدود السعودية او غيرها من المناطق المتنازع عليها ونحن أبناء الانبار نحذر من يريد ان يبيع الانبار وكذلك الذي يريد ان يشتري بمؤامرات وخيانات خبيثة وسيأتي اليوم الذي نكشف هذه الإطراف ، وأننا نقولها بصوت عال مدو لكي يعرفها العدو قبل الصديق أو من يريد ان يتجاوز حديقة الانبار النخيب ستقطع يده قبل أن نقلم أشجارها وسنسقيها بدماء أبنائها ونحرسها بعيوننا وان حدودها وحدود السعودية خط احمر وستكون مقبرة لكل من تسول له نفسه ، وستكون تلك الخطوة هي الأخطر على مستوى الصراعات الداخلية لا سامح الله وفي هذا الوقت نهمس في إذن محافظ كربلاء الجديد وكافة أعضاء مجلس كربلاء الشرفاء ان لا تنجرف هذه إلى الخطوة وهذا المشروع ضمن الخطة الجديدة للعراق الجديد وان الدستور والقانون وإرادة شعبنا وقبل كل هذا ان الله معنا فان للعراق خارطة وحدود علينا أن نحافظ عليها ومن هنا نطالب الحكومة ومجلس الوزراء وأعضاء البرلمان العراقي وكافة القوى السياسية العراقية والعربية بمساندة محافظة الانبار . ولو نظرنا لهذه المدينة تاريخا وجغرافيا لوجدنا أن للصحراء حكايات وأسرارا تدفنها الريح في يومٍ مغبر، تتفنن الواحات بدعوة المرايا إلى نورٍ فضي ونخيلٍ أسهب سرداً عند أولِ ممرٍ لقطيعٍ تائه يبحث عن سهلٍ قديم . أؤشر بمبضعٍ ناعم وطريقٍ رمادي على كل الخطوات التي مرَّ بها أجدادنا بدءاً من هذه القطعة المخضبة بالحنين وحتى الرمادي . من هنا أشدُّ ذكرياتي إلى مياسم اقتضبها رَوح الكيصوم والشيح وسدر الواحات . النخيب قصص الأهل والأعمام تتدثر بأطلال المواقيت القديمة وهي تشمخ انتماءً وتشرفاً وتمسكاً بأنبار الخير والصبر.
نشأت النخيب قرية صغيرة على وادي الأُبيّض في منطقة البادية الشمالية وكانت تابعة الى قضاء الرطبة والتي تبعد عنه بمسافة تصل الى حوالي 270 كيلو متر وأكثر من 100 كم عن الحدود السعودية – العراقية . الموقع اكسبها أهمية لوقوعها على طريق الحج واستراحة الحجاج الى بيت الله الحرام والذي يعد منفذاً ومفتاحاً مهما لمحافظة الانبار مع المملكة العربية السعودية.
خالد القرة غولي – الرمادي
AZPPPL