ناشطة إنسانية إيرلندية التدخل العسكري يزعزع استقرار الشرق الأوسط
تحالف أوقفوا الحرب يتظاهر أمام داوننغ ستريت احتجاجاً على ضربة عسكرية ضد سوريا
كنيسة بريطانية تحذر كاميرون من التسرع بالحكم على الأزمة
لندن ــ الفاتيكان ــ الزمان
تظاهر تحالف أوقفوا الحرب امس أمام مكتب رئاسة الحكومة البريطانية 10 داوننغ ستريت مساء امس، احتجاجاعلى مهاجمة سوريا.
وقال التحالف إن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا تتجه لارتكاب تدخّل عسكري كارثي آخر ، معتبرة أن أي هجوم على سوريا سيؤجج فقط حرباً أهلية كارثية ويزيد من مخاطر جر قوى إقليمية أخرى لها، بصرف النظر عن الخسائر التي لا مفر منها .
وأضاف أن معظم الناس في بريطانيا تعلموا الدروس من كوارث العراق وأفغانستان وليبيا، ويؤيد 9 منهم فقط دعم إرسال قوات بريطانية إلى سوريا، و16 فقط إرسال المزيد من الأسلحة إلى هناك، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة.
وكان تحالف أوقفوا الحرب وجّه رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، احتج فيها على تزايد تدخّل حكومته في سوريا، واعتبر مستقبلها أمراً يقرّه الشعب السوري وحده، محذراً من أن هذا التدخّل سيؤدي فقط إلى مفاقمة الوضع في سوريا. وقالت الرسالة مخاطبة كاميرون إن حملتك لزيادة دعم المعارضة السورية بالأسلحة رداً على مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية لا معنى له، وليس هناك دليل واضح على أن هذه الأسلحة قد استُخدمت .
من جانبه حث رئيس اساقفة كانتربري رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الا يتعجل الحكم فيما يتعلق بالعمل العسكري في سوريا محذرا من ان ذلك قد يكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها في انحاء العالم الاسلامي.
نشرت تصريحات رئيس الأساقفة جاستن ويلبي في صحيفة ديلي تليجراف قبل اجتماع مجلس الامن القومي البريطاني اليوم برئاسة كاميرون.
وسيناقش البرلمان اليوم ا الخميس رد بريطانيا على هجمات بالاسلحة الكيماوية في سوريا وذلك بعدما قطع كاميرون عطلته ودعا مجلس العموم للانعقاد لبحث القضية. وقال ويلبي زعيم الكنيسة الانجيلية التي تضم 80 مليون عضو ان على اعضاء البرلمان التأكد من الحقائق قبل التصرف ازاء وضع حساس وخطير حقا . الامور التي سيتعين على النواب وضعها في اعتبارهم فيما سيكون نقاشا بالغ الصعوبة هي اولا هل نحن متأكدون من الحقائق على الارض؟ ثانيا هل من الممكن اذا كنتم متأكدين من الحقائق على الارض ان يكون هناك رد محسوب بعناية بما في ذلك القوة المسلحة لا يكون له عواقب لا يمكن التنبؤ بها في انحاء العالم العربي والاسلامي؟ . وسلم بأن من هم خارج الحكومة بمن فيهم هو نفسه لا يعرفون ما هي حقيقة الوضع في سوريا. واضاف الحكومة والامريكيون يطلعون على معلومات للمخابرات لا يطلع عليها احد اخر. اعتقد ان علينا ان نحذر بشدة التعجل في الحكم . وتابع ان الوضع بالغ التعقيد مشيرا إلى مشاعر المسيحيين في انحاء المنطقة. وقال اعتقد ان الاحساس الطاغي هو احساس بالخوف مؤثر ورهيب بشأن ما قد يحدث في الاسابيع القليلة المقبلة . وذكر ان التأثير على الاشخاص غير المشاركين بشكل مباشر في القتال لا يوصف وفظيع . من جانبها قالت ناشطة ايرلندية في مجال حقوق الانسان إن التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة أو قوات حلف شمال الأطلسي لن يحل مشكلة سورية ، بل من شأنه أن يؤدي إلى موت آلاف السوريين وتدمير البلاد فقط. وفي تصريحات لوكالة أنباء فيدس الفاتيكانية امس، حذّرت الناشطة ميريد مغواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1976، من أن ما سلف ذكره يعني هروب مزيد من السوريين إلى الدول المجاورة، وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وترك المنطقة في براثن العنف وخارج نطاق السيطرة ، موضحة أن شعب سوريا يصرخ مطالبا بالسلام والمصالحة والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في البلاد ، والتي لا تزال تُغذيها قوى خارجية، تقوم بتمويل آلاف المقاتلين الأجانب لأجل مصالح سياسية خاصة وفق ذكرها. وأضافت مغواير التي كانت في مهمة سلام بسوريا في أيار الماضي، أنه حتى في ظل الحرب الأهلية الدائرة، التقيت العديد من الأشخاص والجماعات التي تعمل على بناء السلام والمصالحة في البلاد ، مطالبة في ظل السيناريو الحالي، وحول مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية، أن يتم تسليط الضوء على مجريات الأمور بشكل يتيح لمفتشي الامم المتحدة التأكد من الحقيقة من خلال أدلة دامغة ، وناشدت وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا بـ احترام رغبة الشعب السوري بالسير على طريق الحوار والتفاوض كوسيلة لحل النزاع حسب قولها.
وإذ ذكّرت بفشل العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان وليبيا، خلصت الناشطة الايرلندية إلى القول إن العنف ليس هو الحل، فدعونا نمنح فرصة للسلام على حد تعبيرها.
AZP02