ميشيل يو تدخل تاريخ السينما كأول آسيوية تفوز بلقب أفضل ممثلة

لوس‭ ‬انجليس‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬دخلت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬تاريخ‭ ‬السينما‭ ‬الأحد‭ ‬بفوزها‭ ‬بجائزة‭ ‬أوسكار‭ ‬أفضل‭ ‬ممثلة‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬الغريب‭ “‬إفريثينغ‭ ‬إفريوير‭ ‬آل‭ ‬أت‭ ‬وانس‭”‬،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬الممثلة‭ ‬الماليزية‭ ‬أول‭ ‬آسيوية‭ ‬تفوز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭. ‬وقد‭ ‬أبهرت‭ ‬الممثلة‭ ‬البالغة‭ ‬60‭ ‬عاماً‭ ‬أعضاء‭ ‬أكاديمية‭ ‬الأوسكار‭ ‬بأدائها‭ ‬لشخصية‭ ‬إيفلين‭ ‬وانغ،‭ ‬وهي‭ ‬صاحبة‭ ‬مغسل‭ ‬تتنقل‭ ‬بين‭ ‬عوالم‭ ‬موازية‭ ‬كثيرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬عدوة‭ ‬قوية‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬المغامرة‭ ‬الغريبة،‭ ‬تعيد‭ ‬وانغ‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬تقويم‭ ‬زواجها،‭ ‬وتتقرب‭ ‬من‭ ‬ابنتها‭ ‬وتحاول‭ ‬حل‭ ‬مشكلات‭ ‬ضريبية‭.‬

وأصبحت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬أول‭ ‬ممثلة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬آسيوي‭ ‬تفوز‭ ‬بهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬جوائز‭ ‬الأوسكار‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬حفلة‭ ‬توزيعها‭ ‬الأحد‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬دولبي‭ ‬في‭ ‬هوليوود‭ ‬بنسختها‭ ‬الخامسة‭ ‬والتسعين‭. ‬وقالت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬بتأثر‭ ‬ظاهر‭ ‬لدى‭ ‬تسلمها‭ ‬الجائزة‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ “‬لجميع‭ ‬الفتيان‭ ‬والفتيات‭ ‬الذين‭ ‬يشبهونني‭ ‬ويشاهدونني‭ ‬هذه‭ ‬الليلة،‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬تشكل‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬وفرص‭”‬،‭ ‬مضيفة‭ “‬نحن‭ ‬نكتب‭ ‬التاريخ‭”. ‬وتوجهت‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الأوسكار‭ ‬إلى‭ ‬النساء‭ ‬قائلة‭ “‬لا‭ ‬تدعن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يخبركنّ‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬مراحل‭ ‬العمر‭ ‬باتت‭ ‬خلفكنّ‭”.‬

وتفوقت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬على‭ ‬كيت‭ ‬بلانشيت‭ (“‬تار‭”)‬،‭ ‬وأنّا‭ ‬دي‭ ‬أرماس‭ (“‬بلوند‭”)‬،‭ ‬وأندريا‭ ‬ريسبورو‭ (“‬تو‭ ‬ليسلي‭”)‬،‭ ‬وميشيل‭ ‬ويليامز‭ (“‬ذي‭ ‬فيبلمانز‭”).=‬

وكان‭ “‬إفريثينغ‭ ‬إفريوير‭ ‬آل‭ ‬أت‭ ‬وانس‭” ‬للمخرجين‭ ‬دانيال‭ ‬كوان‭ ‬ودانيال‭ ‬شينرت،‭ ‬الفائز‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬أمسية‭ ‬المكافآت‭ ‬الهوليوودية‭ ‬الأبرز،‭ ‬إذ‭ ‬حصد‭ ‬سبعة‭ ‬أوسكارات‭ ‬بينها‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فيلم‭.‬

وحصدت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬الثناء‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬لشخصية‭ ‬مهاجرة‭ ‬صينية‭ ‬تزداد‭ ‬نضجاً‭ ‬وعمقاً‭ ‬مع‭ ‬تنقلها‭ ‬بين‭ ‬عوالم‭ ‬موازية‭ ‬واكتشافها‭ ‬جوانب‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬حياتها‭.‬

رغم‭ ‬بعض‭ ‬اللمسات‭ ‬العبثية‭ ‬في‭ ‬الفيلم،‭ ‬بينها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وجود‭ ‬شخصيات‭ ‬لديها‭ ‬نقانق‭ “‬هوت‭ ‬دوغ‭” ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الأصابع،‭ ‬أو‭ ‬تحول‭ ‬شرطيين‭ ‬إلى‭ ‬قصاصات‭ ‬ملونة،‭ ‬أو‭ ‬تبادل‭ ‬صخور‭ ‬ذات‭ ‬عيون‭ ‬بلاستيكية‭ ‬أحاديث‭ ‬عن‭ ‬معنى‭ ‬الحياة،‭ ‬يركّز‭ ‬الفيلم‭ ‬على‭ ‬ثابتة‭ ‬أساسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬الروابط‭ ‬الأسرية‭ ‬وقوتها‭.‬

وتشكّل‭ ‬العلاقة‭ ‬المضطربة‭ ‬بين‭ ‬الأم‭ ‬وابنتها‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬للفيلم‭. ‬ميشيل‭ ‬يو،‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬عالم‭ ‬الشهرة‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬عبر‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬حركة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬حياتها‭ ‬المهنية،‭ ‬قبلت‭ ‬التحدي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬أدائها‭ ‬بالتناوب‭ ‬لمشاهد‭ ‬معارك‭ ‬ضد‭ ‬أعداء‭ ‬فتّاكين،‭ ‬ثم‭ ‬خوض‭ ‬مواجهة‭ ‬عاطفية‭ ‬مع‭ ‬ابنتها‭ ‬جوي،‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬دورها‭ ‬ستيفاني‭ ‬هسو،‭ ‬ومع‭ ‬الأنا‭ ‬الأخرى‭ ‬للأخيرة،‭ ‬جوبو،‭ ‬صاحبة‭ ‬الشخصية‭ ‬المتمردة‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬كبح‭ ‬جماحها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحبة‭ ‬والتعاطف‭.‬

ويكرّس‭ ‬هذا‭ ‬الأوسكار‭ ‬موسماً‭ ‬استثنائياً‭ ‬زاخراً‭ ‬بالمكافآت‭ ‬للممثلة،‭ ‬إذ‭ ‬نالت‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬جوائز‭ “‬غولدن‭ ‬غلوب‭” ‬و‭”‬سبيريت‭” ‬و‭”‬ساغ‭” ‬‭(‬جائزة‭ ‬نقابة‭ ‬الممثلين‭ ‬الأميركيين‭). ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬الأخير،‭ ‬ألقت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬كلمة‭ ‬مؤثرة‭ ‬للغاية‭.‬

وقالت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحفلة‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭ ‬الفائت‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ “‬ليست‭ ‬لي‭ ‬فقط‭. ‬هي‭ ‬لكل‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬تشبهني‭”. ‬وقد‭ ‬برزت‭ ‬أهمية‭ ‬حضور‭ ‬الآسيويين‭ ‬في‭ ‬السينما،‭ ‬بصورة‭ ‬متكررة‭ ‬في‭ ‬مقابلات‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬قبيل‭ ‬حفلة‭ ‬الأوسكار‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭. ‬وهي‭ ‬أبدت‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لصحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ “‬الأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يُكسر‭ ‬هذا‭ ‬السقف‭ ‬الزجاجي‭ ‬اللعين‭ ‬تماماً‭” ‬خلال‭ ‬حفلة‭ ‬الأوسكار‭ ‬الخامسة‭ ‬والتسعين،‭ ‬وأن‭ “‬يستمر‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬ونرى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوجوه‭ ‬مثل‭ ‬وجوهنا‭ ‬هناك‭”.‬

وُلدت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬آب‭/‬أغسطس‭ ‬1962‭ ‬لوالدين‭ ‬صينيين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬إيبوه‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬مئتي‭ ‬كيلومتر‭ ‬شمال‭ ‬العاصمة‭ ‬الماليزية‭ ‬كوالالمبور‭.‬

وتدربت‭ ‬على‭ ‬الرقص‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬طفلة،‭ ‬وتخصصت‭ ‬في‭ ‬الباليه‭ ‬في‭ ‬إنكلترا‭.‬

وخلال‭ ‬إجازة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬بلدها،‭ ‬سجلتها‭ ‬والدتها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬ملكة‭ ‬جمال‭ ‬ماليزيا‭.‬

وقالت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬مازحة‭ “‬لقد‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬لأسكتها‭”. ‬وفازت‭ ‬باللقب‭.‬

واضطُرّت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬بسبب‭ ‬تعرضها‭ ‬لإصابة،‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬امتهان‭ ‬رقص‭ ‬الباليه‭. ‬وإثر‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬آسيا،‭ ‬بدأت‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬احترافي‭ ‬آخر‭.‬

بدأت‭ ‬حياتها‭ ‬المهنية‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1984،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬كان‭ ‬معظمها‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬أفلام‭ ‬الحركة،‭ ‬مع‭ ‬أبطال‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬جاكي‭ ‬تشان‭ ‬أو‭ ‬ماغي‭ ‬تشيونغ‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬حققت‭ ‬ميشيل‭ ‬يو‭ ‬شهرة‭ ‬عالمية‭ ‬بفضل‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬جيمس‭ ‬بوند‭ “‬تومورو‭ ‬نيفر‭ ‬دايز‭”. ‬ثم‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬حققت‭ ‬نجاحاً‭ ‬جماهيرياً‭ ‬بينها‭ “‬كراوتشينغ‭ ‬تايغر‭ ‬هيدن‭ ‬دراغن‭” ‬و‭”‬ميموارز‭ ‬أوف‭ ‬إيه‭ ‬غيشا‭” ‬وأخيراً‭ “‬كريزي‭ ‬ريتش‭ ‬إيجنز‭”.‬

مع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬فيلماً‭ ‬في‭ ‬رصيدها‭ ‬خلال‭ ‬أربعة‭ ‬عقود،‭ ‬تحضّر‭ ‬الممثلة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬حوالى‭ ‬عشرة‭ ‬أعمال‭ ‬سينمائية،‭ ‬بينها‭ ‬أجزاء‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ “‬أفاتار‭”.‬

مشاركة