مون يدعو شركاء العملية السياسية إلى إنهاء أزمة الأنبار

مون يدعو شركاء العملية السياسية إلى إنهاء أزمة الأنبار

نيويورك – مرسي ابو طوق

بغداد – خولة العكيلي

حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الآثار المدمرة للتحديات السياسية والأمنية في العراق، مشيرا إلى أن مصداقية الانتخابات يمكن أن تتأثر إذا ما استمر انعدام الثقة بين الأطراف السياسية الرئيسة، داعيا إلى الدخول في شراكة لإعادة إرساء القانون والنظام في الأنبار ومساعدة النازحين من المحافظة.

وقال مون امس في التقرير الفصلي الذي قدمه أمام مجلس الأمن الدولي عن الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق للمدة من تشرين الثاني 2013 إلى آذار 2014 إن (أعمال التحضير للانتخابات البرلمانية تسير في مسارها الصحيح إلى حد كبير على الرغم من الحالة الأمنية المتدهورة)، مبيناً أن (36 ائتلافاً سياسياً سيشارك في انتخابات مجلس النواب العراقي التي ستقام في الثلاثين من نيسان المقبل). وأضاف أن (ممثله الخاص في العراق عقد سلسلة من الاجتماعات مع القادة السياسيين شدد خلالها على أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد في أنحاء العراق كافة، والامتناع عن أي إجراءات أو بيانات يمكن أن تؤخرها أو تقوضها)، مشيراً إلى أن (مصداقية العملية الانتخابية يمكن أن تتأثر سلباً إذا ما استمر انعدام الثقة بين الأطراف السياسية الرئيسة في العراق).

وحذر مون من (خطورة التحديات السياسية والأمنية في العراق التي ما لم يتم التصدي لها سريعاً قد تؤدي إلى آثار مدمرة ودائمة بالنسبة لاستقرار البلد على المدى الطويل)، معرباً عن (القلق العميق إزاء تدهور الحالة الأمنية في العراق لاسيما في محافظة الأنبار ما أدى إلى موجة جديدة من النزوح الداخلي في البلاد).

ودان مون بشدة (عمليات القتل العبثي للعراقيين الأبرياء من النساء والأطفال والرجال على يد الإرهابيين وجماعات المعارضة المسلحة الأخرى)، مبدياً دعمه (التام للحرب التي تشنها الحكومة العراقية ضد الإرهاب). ودعا مون (المؤسسات والجهات الوطنية الفاعلة إلى ضرورة الدخول في شراكة لإعادة إرساء القانون والنظام في الأنبار)، مؤكداً أن (360 ألف شخص نزحوا من الأنبار، ما يتطلب مساعدتهم وإغاثتهم من قبل الجهات والمنظمات الإنسانية). وأشار مون إلى أن (العراق شهد تدهوراً ملموساً في الحالة الأمنية، حيث استشهد فيه ما لا يقل عن 2221 مدنياً وأصيب 4157 آخرين، خلال المدة من 14 تشرين الثاني 2013 إلى الأول من آذار 2014 الحالي)، مؤكدا أن (سنة 2013 المنصرمة كانت الأكثر دموية منذ سنة 2008، حيث سجلت بعثة الأمم المتحدة في العراق استشهاد 7818 شخصاً وجرح 17 ألف و981 شخصاً آخرون). الى ذلك حذر رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفريّ من فتن قد تواجه العراق قبل الانتخابات تهدف إلى زعزعة الصف وإحداث الفرقة، وشدد على ضرورة المشاركة في الانتخابات المقبلة لتغيير الحال واستبدال الشخصيّات الفاشلة والإتيان باخرى نزيهة. ونقل بيان امس عن الجعفري قوله خلال استقباله وفداً من شيوخ ووجهاء محافظة بغداد من الضروري (المشاركة الفاعلة في الانتخابات؛ لأن المواسم الانتخابيّة فرصة لتغيير الحال ممّا هو عليه إلى مُستوى الطموح من خلال استبدال الشخصيات التي فشِلت في خدمة المواطِن والإتيان بشخصيات كفوءة ونزيهة من شأنها أن ترتقي بواقع البلد). وأشار الجعفري إلى ضرورة (وعي التجربة السابقة، ووعي الأهداف المعطلة، ووعي ثروة البلد، ووعي البرامج الانتخابية، وكذا وعي المرشح الصادق الذي يمكِن أن يطبق برنامجه الانتخابي بهدف عدم تكرار الأخطاء، وتوظيف الموارد التي يتمتع بها العراق لصالح أبنائه).

مشاركة