دعوة عاجلة للتنقيب عن آثار ميسان
مواقع تضيع دون أثر و 361 بإنتظار المنقبين
ميسان – الزمان
صدر بمبادرة من محافظة ميسان كتاب بعنوان (تلول ميسان الاثرية: شواخص حضارتها دراسة تاريخية – جغرافية – اجتماعية) تاليف ثلاثة باحثين من ابناء محافظة ميسان وهم الدكتور كريم علكم الكعبي والدكتور حميد حسن طاهر وهما استاذان في جامعة ميسان كلية التربية الاساسية، ويشاركهما في تاليف الكتاب عدنان هاشم الهاشمي وهو باحث في دائرة اثار ميسان.
والكتاب المذكور يتالف من ثلاثة فصول، خصص الاول للحديث عن تاريخ ميسان وجغرافيتها ، اما الفصل الثاني فقد تم فيه استعراض موقع التلال الاثرية بحسب مناطقها في الاقضية والنواحي في حين كرس الفصل الثالث للتلول التي تم التنقيب فيها.
ويرى المؤلفون في مقدمة الكتاب : (ان دراستنا هذه تعد الاولى في الكشف عن هذه التلول ومواطنها املين الانتباه، لما ثبتناه للالتفات لهذه الثروة المهملة، وتشكيلي فرق تنقيب تمارس عملها في هذه التلول خشية تعرضها للكوارث الطبيعية وعمليات الانسان العبثية وما اكثرها) ولم يتطرق المؤلفون الى ما خسرته هذه التلول من قطع اثرية، خلاصة وان اغلبها دون حراسة، ولكنهم يذكرون (بسبب الكوارث الطبيعية، واهمال السلطات للنواظم والسدود، غطت المياه الارض، وتحولت الى اهوار، ومسطحات مائية واسعة، فصارت مكانا لغابات القصب والبردي، وتربية الجاموس، وزراعة الرز، ومأوى للطيور والاسماك ولم يبق من الياسبة الا تلول (يشن) مفردها (ايشان) ويعني التل في السومرية، وشكلت هذه (اليشن) سلسلة امتدت من شرق العزير في شرق دجلة الى هضبة سيد احمد الرفاعي غرب دجلة، ويردد سكان مناطق التلول: انها تضم كنوزاً من الذهب والفضة والمجوهرات، وبما انهم يعجزون عن الحصول عليها، بسبب كثافة غابات القصب والبردي وانها موطن للجن كما يعتقدون، فذهب خيالهم بعيداً الى انها مصانة ومحفوظة في تلول وهمية (حفيظ) حتى نسجوا اساطير عن الجن (الطناطل) سكان هذه التلول، وان بعضاً من هذه التلول محاطة بقطع من الطابوق مربع الشكل المشوي في (كور) خاصة، فضلاً عن تناثر قطع الخزف الملون، وبخاصة الازرق، والاخضر فوقها وعلى جوانبها، ولقد حفرت في مناطق بعض التلول مشاريع اروائية فضلا عن حفريات التنقيب عن النفط وعمليات الجيش العراقي السابق، وكانت هذه الحفريات وسيلة للحصول على لقى كثيرة متنوعة من الاثار، الا انها كانت من جانب اخر عبثاً في هذه الثروة لتعرض الاثار الى التهشيم والعشوائية باخرابها).
وعلى اساس ذلك فان من المفترض ان تكون بعض هذه التلول قد فقدت محتوياتها وتعرضت للتهشيم والنهب وبعضها المختفي نهائياً تحت المياه، وقد يكون ذلك قد حصل للقسم الاكبر من التلول، فيما تذكر الاحصاءات الرسمية وجود (361) موقعاً اثرياً نقب عن القليل منها ومسح منها ما يقارب المئة مسحاً اثرياً دقيقاً، وتتوزع هذه التلول بين اقضية ونواحي المحافظة حسب الارقام التالية:
– مركز قضاء العمارة 11 تلاً.
– قضاء علي الغربي 116 تلاً.
– قضاء المجر الكبير وناحية العدل 9 تلول
– قضاء قلعة صالح 12 تلاً.
– قضاء الكحلاء 22 تلاً.
– قضاء الميمونة 25 تلاً.
– ناحية ام عبيد 75 تلاً.
– ناحية السلام 24 تلاً.
– ناحية المشرح 38 تلاً.
– ناحية علي الشرقي 15 تلاً.
– ناحيتي العزير والخير 51 تلاً.
– ناحية الطيب 28 تلاً.
وهذه التلول حسب توقعات الاثاريين تمتلك اهمية كبيرة لان اصلها يعود الى ما يلي:
– بقايا معابد للالهه من السلالات السومرية، والسلوقية والغرثية والساسانية.
– اماكن تراثية حقيقية للسلالات السابقة والسلافة.
– بقايا مدن قديمة ، اندثرت بسبب الكوارث الطبيعية.
– بقايا (كور) مفردها (كورة) لشوي اللبن للحصول على الطابوق والفخار.
– مرتفعات صناعية للسكن ودفن الموتى.
ويقول مؤلفوا الكتاب المذكور : (خلال عهود ماضية لم تشهد محافظة ميسان اي تنقيبات اثرية، لاعتقاد الحكومات السابقة المتعاقبةبان اثار ميسان تعود الى السلالات الفريثية والساسانية، وبعد التغير الذي حصل في العراق عام 2003 انجزت اعمال تنقيب، وعلى قلتها ثم تنقيب ثلاثة مواقع اثرية لموسم واحد للمدة من 2007 ولغاية 2011، وهي تل (ابو شيجة) في منطقة الطيب عام 2007 وتل (الكبات) على طريق البتيرة قرب مركز مدينة العمارة عام 2010، تل (العكر) في ناحية الخير- منطقة الصحين، في قضاء المجر الكبير.
وكتاب (تلول ميسان الاثرية- شواخص حضارتها – دراسة تاريخية – جغرافية اجتماعية) يقدم معلومات مهمة عن تاريخ ميسان وسكانها والعشائر الساكنة فيها، واقتصادها مركزاً على التلول الاثرية، داعيا بالحاح الى التنقيب بما تبقى منها بسرعة، قبل ان تكون فارغة من محتوياتها، او تجرفها وتطمرها المياه والكوارث الطبيعية، ويفقد العراق قسما مهما من اثاره الحضارية والتاريخية.