معارضة ثقافية
موازنة التناقضات ومكانة الشهداء – علي الشلاه
لا ادري ان كان الخلاف على موازنة العراق 2021 سينتهي قريبا ، لكنني واثق ان مشكلات العراق كلها قد حضرت وتحضر في قانون الموازنة وكل يغني على ليلاه فيها ، والانكى انهم جميعا يرسمون مطالبهم – لاسيما في عام الانتخابات المبكرة هذا – بلباس وطني جميل ومقدس أحيانا ، وان كانت مغرقة في المصالح الشخصية ومصالح الاثنيات والعرقيات والطوائف والملل والنحل والاحزاب والتيارات والحركات والتجار والبنوك .
ومع كل مناقشة للموازنة تعود الى الواجهة أكثر جراحات العراق التهابا ويشير كل الى قومه ممثلا دور البطولة ونظل غارقين في مناقشة ماذا نأخذ اذا اعطيناهم ، وعلى ماذا سيصوتون لنا اذا صوتنا لهم، والألعن من كل ذلك هو ادخال المقدس في نقاشات دنيوية ومصالح انتخابية ، فنحن الشعب الوحيد الذي نناقش ادخال ضحايا الكوارث الطبيعية و حوادث السيارات والمواصلات والنزاعات العشائرية في قائمة الشهداء التي ينبغي ان تظل بمنأى عن التلاعب السياسي والتقابل الاقتصادي .
هل تعلم السيدات والسادة المتحاصصون بان الشهداء رموز محترمة لدى جميع الامم والشعوب وان لفظة شهيد لا ينبغي ان تبتذل في سوق نخاسة سياسي ؟
هل هان لدينا شهداؤنا الى هذه الدرجة حتى صرنا ندخل عليهم من يعلمون ومن لا يعلمون ؟
ولماذا لا نسمي الضحايا بأسمائهم الحقيقية ونحيلهم الى التقاعد ضمن فقرة تستحدث كاملة بقانون هيأة التقاعد الوطنية فنسميهم ضحايا الكوارث الطبيعية والأوبئة ؟
ان تطيب خواطر جماهيرنا لا ينبغي ان يسيء الى مقدساتنا ويشير لانتحالنا لصفة لانمتلكها وهي ليست من حقنا بل ليست من حق البشر جميعا مادامت لا تخضع لسياق ديني أو وطني تواضعت عليه الأديان أو الشعوب والأوطان .
واذا ما قبلنا بهذا المنطق لا سامح الله فان منظومتنا القيمية كلها ستصاب باشكالية عمى حقيقية اضافة الى التحدي الذي تعانيه اساسا من هجوم التواصل الاجتماعي و تقنياته وقيمه التي اودت بثوابت عديدة كانت تحصن اجيالنا القادمة من بوابة المستقبل في العقود السابقة.
ايتها السيدات والسادة
انتم نواب منتخبون محترمون ولكنكم لستم انصاف آلهة .
علي الشلاه