مواجع بغداد

مواجع بغداد
إلى بغداد الحزن الطارئ، وفدٌ من حفاوة القصيدة
(الشاعر)
مدينة تعبى
تنعى بأهل الزمانِ
حصونها
أين الألى ، كانوا
هنا للأنسِ أشبالا
أين الضياءُ وقد
تعالى موجهُ
والناس قد بذروا
الأمانَ فتفتحتْ بركاتهُ
بسنابل ، ومضى الربيع
مقبلا منها الرجاء
واليوم قد جارَ
الخريف على مرافئ
سعدها
كم لوعةٍ بزفيرها
تتوسلُ الكربا!
مدينةٌ تعبى
عهدي بها فتانةٌ
كعروسةٍ، للفاتنات مثيرةٌ
أودى بها عبثُ
الزمانِ فأصبحت ملهاة
أشباحٍ ، والنجوم بليلها
مرعوبةٌ بسطوعها
ومضى الشبابُ ودفؤه
فكأنها بكهولةِ الأيامِ
تحبو ، وكأنها بجمالها
لم تعشق الحبا!
مدينة ٌتعبى
نعق الغرابُ على
طيورِ سنائها
فأحالها لفراق عشقٍ
آمنٍ ، البعضُ من
عشاقها ركبوا الرحيل
في هجرة
لم تلتفت لورائها
فبحكمةِ الحب تقيدتْ
والبعض ظل بحبها
; يسقي الجراح
ويصون عهدا
بجزافِ وحشتها
قد أوقد الحربا!
***
مدينة تعبى
فالأمسُ منها يبكي
على شذرات صبح
آمن ، وخيالُ امسكَ
سارحٌ في الذكرياتِ
كم بسمةٍ مادام
منها ضاحكٌ ، فتحولتْ
لجدارِ خدشٍ ورصيفِ
حفرٍ ، هذي الجراحُ
تضجرت ْعلّ النزيف
يهابُ منها كبرها
أو يحسنُ الخطبا!
مدينةٌ تعبى
في شارع (السعدون)
زوبعةٌ ، تنعى حفاوةَ
مجدها، إذ كان من
قمرِ الليالي بسمةٌ
قد شعشعتْ بروائها
واليومَ في حُفرِ
الظلامِ تعثّرتْ عبراتها
وقضاؤها قد
ناوأ الدربا!
مدينة تعبى
ودمُ العراقِ كأنهُ
إحرامُ فجرٍ
أنذرت قبساتهُ :أن
النجومَ تظلّ تندبُ
هديها ، وكأنها بعلوها
تأبى، ولا تأبى!
مدينةٌ تعبى..
بقصيدتي قد اورقتْ
كي تنشدَ الحبا
رحيم الشاهر- كربلاء
AZPPPL

مشاركة