مواء

قصة قصيرة

مواء

كانت القطة التي خرجت من تلك الفتحة الصغيرة التي كانت تستخدم في السابق لتسريب المياه الآسنة إلى النهر المجاور للبيت الذي تداعى ذات يوم شتائي مكفهر.دققت القطة النظر في الأشياء المحيطة بها.. درج نصف منهار وضعت على درجاته المثلمة صحون سود وملاعق تجمد الدهن المكسو بالغبار على حوافها.. رمشت عيناها بأتجاه عجوز كسول وضع بجانبه قدح فخاري تلون بآثار أصابع قذرة مرتعشة.. شعر العجوز بخرخشة قريبة من قرصة الخبز اليابسة التي تشممتها القطة برغبة عابرة ثم عادت تتلمس طريقها صوب سمكاته الصغيرة التي تسللت رائحتها إلى شهيتها الجائعة.. لم يبال العجوز بالقطة التي كانت تناور في الأقتراب منه ومن سمكاته التي شعر بأنها لم تعد تغري معدته التي تغلي مثل جحيم أزلي.. كان عليه أن يتناول كمية من الماء قبل أن تتبخر البقية بفعل حرارة الشمس التي اخترقت سقف الغرفة الصفيحي. رفع القدح الفخاري إلى فمة لم تكن هناك سوى قطرات مجة بللت شفته المتشققة ارسل شخيراً ورذاذاً أشبه بقذائف فولاذية أرتعش القط وحاول العودة من الفتحة التي دلف منها غير إن إغماضة العجوز جعلتها تقترب من السمك. وبحذر وارتعاش ظهر واضحاً في ذيلها لمست ذيل السمكة كان العجوز قد سمر نصف بصره عليها.. قرر مع نفسه أن لا يدع القطة تستولي على سمكاته فهي في كل مرة تسطو على نصف طعامه الضئيل.. اقتربت السمكة قضمت العظم الناتئ هو سحب خيطاً كان يستعمله في الصيد.. ضغط بقوة محاولاً تخليص السمكة من اسنان القطة التي اجهزت على نصفها.. ابتعدت القطة وهي تعلك ما في فمها ثم صوبت بصرها من جديد نحو السمكات التي أصبح العجوز بعيداً عنها حيث إنه صب لعناته على السمكة العملاقة التي أخذت تسحبه إلى وسط النهر وهو من جانبه لم يبد مقاومة كان يعرف أن قواه لا تتواءم وحجم هذه الكائن النهري.ورغم ذلك أصر على أن يبقى الخيط في يده  غاص إلى وسطه في الماء وقبل أن يغطس عميقاً افاق وعاد يحملق بالسمكات التي اختفت. بحث في ارجاء المكان وصوب بصره الى القطة التي تسللت من الفتحة وهي تموء رافعه ذيلها بأنتصاب واضح.

مشاركة