مهنة الإنسانية أم الجشع ؟

مهنة الإنسانية أم الجشع ؟

ربما يكون العنوان قاسياً ، ولكن هذا ما لمسته بام عيني ، والتمسته بعشرات بل مئات الادلة والشواهد ، كلنا يعلم ان المهن الصحية (الطب ، الصيدلة ، الخ  ) هي مهن تتصل بالجانب الانساني ، ويطلق عليها الفاظ واعتبارات انسانية بحتة ، ملائكة الرحمة ، رسل الرحمة ، مهنة الانسانية ، وغيرها من الالفاظ التي تدل على ان هذه المهنة (يجب) ان تكون المهنة الوحيدة التي يكون العامل الانساني متصدر فيها ويشكل علامتها البارزة ولاسيما في الازمات يجب ان تتكاتف الجهود وتبرز لمحاربة الازمات الخانقة خاصة ان كانت ازمات من نوع وباء كورونا. ورغم الجهود النسبية المقدمة من الكوادر الصحية الا ان بعضهم  برزت نبرات التوحش لديهم وسلوكيات استغلال الازمات واضحوا كما التجار يستغلون الازمات من اجل (الربح) وهذا ما اتضح خلال ازمة كورونا حيث اصبحت المواد الصحية او الوقائية تباع بمبالغ طائلة ويصل علاج المصاب بكورونا الى اكثر من الف دولار احيانا للشخص الواحد من اجل التشافي ، فمن اين يجلب المال الفقير ليشتري هذا الدواء الغالي جدا؟ فضلا عن سلوكيات بعض الاطباء مع المصابين والمرضى .

وصفة دوائية

شخصيا سمعت طبيب يقول لمريض مصاب بنسبة متوسطة (انت منتهي…انت بعد ما تفيد)   وعبارات اخرى لمرضى !(لن اتحمل مسؤولية الضرر والتلف في رئتيك ارجع لطبيبك المعالج!) (اذهب من هنا الى المستشفى! لا استطيع استقبالك ) وطبيب اخر يستخدم بروتوكل مختلف وعندما يرى علاج المريض الذي اشتراها ب مئات الالاف يقول (عليك العباس اترك هذا الدواء و خذ ذه الوصفة التي سأكتبها واضمن لك الشفاء مئة بالمئة فقط اجلب هذ الدواء وارجع لي!) طبعا يصل سعرها ايضا لمئات الالاف!  وغير متوفر الا في الصيدلية قرب العيادة ! واذا جلبت الدواء من مكان اخر سيقول لك هذا من غير شركة ربما لن يعمل!!! فكيف لطبيب ان يتبجح بمهنته امام المريض!علما ان المريض يحتاج الى مناعة عالية وحالة نفسية مستقرة!  فان قلت له انك ستموت ؟ فاي معنويات ستبقى؟واي جسد عليل سيقاوم العلاجات او يتناول الطعام ثم لماذا لا توفر وزارات الصحة ومديرياتها ومستشفياتها بروتوكول العلاج؟ الذي يرهق كاهل المواطن والذي يعاني من شظف العيش والمرض معاً؟! فالعلاج الذي يعطيه الطبيب في عيادته يشفي وبسعرٍ غالٍ جداً ! لا اتوقع ان المستشفى توفر هكذا ادوية!!! ف بالتاليهي تجارة مربحة للصيدلي والطبيب وهذا امر ليس ب جديد!

ولا اريد التعميم بهذا الكلام فهناك اطباء وصيادلة كنت اود تقبيل ايديهم احتراما وتقديراً على انسانيتهم وتعاملهم وخدمتهم ومواقفهم..

وايضا هناك امر بغاية الاهمية وهو موضوع اعلان الاحصائيات فيمكن القول ان ليس جميع الاحصائيات تدخل ضمن المعلنة الرسمية لأن هناك فحوصات تجري بصورة غير رسمية وهناك فحوصات تجري في المختبرات الاهلية عبر ( المفراس) او (فحوصات الدم) وكذلك الامر بالنسبة للتشافي وهذه نقطة تسجل على الصحة وبالتالي شاعت عن عملية نقل البلازما انه يقتل المريض! والسبب اخذ البلازما بصورة عشوائية لعدم معرفة وقت التشافي والمدة المحددة للنقاهة لدى المتشافين و ربما تم اخذ البلازما حتى من المصابين!

تفاقم الاوضاع

كما ان الصحة لم تدر الملف الصحي الوبائي بحرفية عالية واكتفت باجراءات عادية لم تكن استثنائية لذلك تفاقم الوضع بالمستشفيات واصبح المواطن يفضل ( الحجر المنزلي) على الحجر بالمستشفيات وذلك لقلة ثقته بالصحة واود كذلك ان اتحدث قليلا عن موضوع الاستثمار بالقطاع الصحي لماذا لا نعيد تطبيق تجربة الهند (الفقيرة/ النامية) فهي اعتمدت على الاستثمار بالقطاع الصحي واصبحت قبلة للبلدان لكي يتعالجوا فيها لماذا رؤوس الاموال لدينا جبانة ! يستثمرون في (مولات) ولا يبحثون عن الاستثمار بالقطاع الصحي !ماذا لو بنى لنا مستثمر مستشفى عملاق باجهزة حديثة مستوردة من ارقى البلدان وتكون الاموال المصروفة في الهند ولبنان والاردن موظفة للصرف على المريض بهذا المستشفى الذي يكون في بلدنا ومحافظاتنا؟ اسئلة تدور في مخيلتي على اهمية القطاع الصحي وانا اكتب هنا بحكم معرفتي ومتابعتي للواقع الصحي والمواقف التي عشتها اثناء اصابتي بالوباء! وتناولت السلبيات لئلا نفقد الكثير من الارواح وبخاصة نحن نمر باحرج مرحلة في تاريخ العراق الحديث!

نور كريم الطائي- البصرة

مشاركة