مهلاً ياقدر – قابل الجبوري
مهلاً ياقدر…
ها انا اسمع صراخ ابني
تحت الركام
فدعني اقبله القبلة
الأخيرة
هاا هو يستنجد بي ماما…ماما
وانا استنجد برحمة الله
ونحن الاثنين تحت خيمة
الركام
نتنفس الكميات الأخيرة
مما امتلأت به رئتينا من الهواء
واحد يستنجد بالآخر
واثنينا لاحول لنا
الركام ثقيل ،ثقيل ٌ جداً
لم نتمكن من رفعه ابداً
بدأت قوانا تنهار
بدأ صوت ابني يقل
بدأ يتقطع
هاا هو أوشك على النهاية
وانا بين حيرتين من امري
الاولى …ابني
والثانية…نفسي
كلنا نلفظ انفاسنا الأخيرة
ولا من منقذ !
اصيح باعلى صوتي
انجدوني…انجدوا ابني
لكن بدون جدوى
لااحد يسمع صوتي
اعتقد إن الركام يحجبه
او إني لم اعرف اذا خلت
المدينة من باقي الناس
الهي…
هل اصبح الجميع تحت
الركام مثلنا ؟
ام فر الباقون خوفاً؟!
الهي…
تلاشا صوت ابني عن
مسامعي
وبدأت اشهق انفاسي
بصعوبة
بدأت اتنفس رائحة التراب
وجفت شفتي
ولساني بدأ ينعقد
وانحجبت الرؤيا تحت التراب
اللهم ربي استودعك
ابني ونفسي
خذنا اليك
فأنت أشفق من
يرحم بنا .