مهرجان كلاويز الدولي ينطلق لإزالة الأقنعة
عاصمة الثقافة تحتضن حواراً إبداعياً ثلاثي الأبعاد
السليمانية – احمد الأمين
انطلقت في السليمانية صباح امس الثلاثاء فعاليات مهرجان كلاويز الثقافي الدولي بدورته الرابعة والعشرين بحضور ادباء ومثقفين وسياسيين من اقليم كردستان والمحافظات، فضلاً عن حشد من الفنانين والادباء الايرانيين.
وقالت الدكتورة ابتسام اسماعيل قادر في الكلمة الافتتاحية للمهرجان الذي يستمر لمدة ثلاثة ايام انه (برغم الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات الاربعة والعشرين الماضية والمطبات التي واجهت مجتمعنا بقي مهرجان كلاويز السنوي مستمراً من دون انقطاع وانطلقت منه عشرات الاقلام الادبية الشابة التي اثبتت جدارتها وقدرتها على التواصل والابداع وتألقت فيه اسماء ادبية لامعة في الوسط الادبي الكردي، علما ان هذا المنبر لم يكن محصوراً بالاسماء الكردية بل تعداها الى مئات الاصوات المعرفية للاثنيات الاخرى كالعربية والفارسية والتركية والارمنية والالمانية والفرنسية).
دعم بارز
وحيت ،بكلمة ترحيب حارة، ضيوف المهرجان والمشاركين فيه، وعدت حضورهم دعما بارزا للثقافة وحرية التعبير والحقوق الاخرى.
وكان المهرجان قد اقيم وسط تحديات تواجه الاقليم، بينها انتشار جائحة كورونا، التي فرضت قيوداً وتدابير وقائية تمثل بعضها في محدودية الدعوات التي وجهت للشخصيات الادبية من داخل العراق وخارجه، لكنه اتسم بتكثيف نوعي للفعاليات واتساع نطاق علاقة الثقافة بالشعوب المجاورة.
وعدت وزارة الثقافة في الاقليم المهرجان، رسالة محبة وقناة للحوار الوطني. فقد بادر الوزير محمد حمة سعيد الى ارسال برقية تضمنت التمنيات بالنجاح والتغلب على صعوبات تنظيم المهرجان.
وانتقد مشاركون في المهرجان، وزارة الثقافة الاتحادية ،لغيابها عن المهرجان بوصفه نشاطا ثقافيا بارزا ينطوي على منطلقات تصب في صالح تعزيز الهوية الوطنية والشراكة العربية الكردية.
والقت نائب محافظ السليمانية ليلى عمر ،كلمة تحدثت فيها عن الافق التاريخي والثقافي لمدينة السليمانية ووصفتها بـ (المبدعة في مجال الادب والجسر نحو حوار ثقافي منتج مع العالم). واكدت ان (السليمانية تحافظ على الفكر الحر والابداع الحقيقي)، فيما شدد محافظ حلبجة ازاد توفيق على الابعاد الثقافية لمدن الاقليم، وطالب بـ (توسيع نطاق الفعاليات لتشمل مدن حلبجة وشهرزور وهوزان بوصفها موطن الابداع الشعري والتاريخ الثقافي في كردستان)، مشيرا الى انه حضر المهرجان لايصال اهتمامات حلبجة وشواغرها الى الراي العام).
وتحولت كلمة رئيس مركز كلاويز والسياسي البارز الملا بختيار ،الى تحليل سياسي واجتماعي معمق شمل الاوضاع المحلية والدولية، متتبعا مسيرة المهرجان منذ عام 1996 سنة الاقتتال الداخلي مرورا بالسنوات التي شهدت التحولات الكبرى في العراق والمنطقة.
واكد بختيار ان (مهرجان كلاويز هو الوحيد الذي لا يحظى برعاية اي سلطة، ما يميزه عن مهرجان الشرق الاوسط برمته) . ثم عرض رؤاه بشأن تمدد جائحة كورونا في العالم وتهديد الثوابت التقليدية للكتلة الليبرالية)، مؤكدا ان (الخمسة عشر عاما المقبلة لن تبقي المشهد السياسي العالمي على حاله ، وان معاقل الديمقراطية الليبرالية ستتعرض الى هزات وتحديات حاسمة).
محاربة الفساد
وعرج في كلمته، للحديث عن مشروع محاربة الفساد والوضع الناجم عن تكرار الوجوه السياسي في المشهد العراقي ، ذاهبا الى القول ان (ايران ستكون محور الصلح في الشرق الاوسط )،وان اي( انتفاضة شعبية تنفجر نتيجة تراكمات وصعوبات تثقل كاهل المواطنين). ثم عرض الاسباب التي دعت المهرجان الى تكريس دورته هذا العام للـــثقافة الايرانية ، مختتما بالقول ان (مهرجان كلاويز حدث ثقــــافي مهم ومستمر وسيشهد تطورا كبيرا في دوراته المقبلة).
والقيت في جلسة الافتتاح ايضا كلمات وفدي المثقفين العرب والايرانيين وقصائد بالفارسية والعربية والكردية ،قدمها كل من شوكا حسيني وحسن عبد الحميد وادريس علي وشيركو عبد الله.
وشهد المهرجان وصلة استغرقت نحو ساعة كاملة، تضمنت اغاني كردية قدمتها فرقة ازوان من مدينة سنندج غربي ايران. واختتمت مفاجأة مشاركة المطرب سعدون كاكي من مدينة خانقين ، في غناء اطلق العنان للاحلام القومية والتآخي الوطني ، بالتحليق في سماء قاعة فندق راداو التي ضجت بالحاضرين.
وافتتح معرض للكتاب اقيم على هامش الجلسة الافتتاحية ،احتضنته المكتبة المركزية العامة في السليمانية. اما الجلسة المسائية فكرست للقراءات الشعرية للمشــــــــــاركين في مسابقة المهرجان الادبية التي حملت اسم الشاعرة الكردية الراحلة مهاباد قرداغي.
ودأب المهرجان على تقديم جوائز متميزة باسم (كردستان) الى مبدعين عرب واكراد. ففي دورتها الاولى منحت الى الشاعر السوري ادونيس عام 2009 وفي دورتها الثانية منحت للروائي الالماني من اصل كردي شيركو فتاح عام 2014 وفي دورتها الثالثة منحت الى الشاعر الالماني فولكر براون من برلين عام 2015.