معارضة ثقافية
مهرجان إسطنبول العالمي للأدب 13 وإختيارات المترجم – علي الشلاه
أعادني مترجم نصوصي للغة التركية الى قصائد قديمة كتبتها قبل اكثر من ثلاثين عاما حيث اقتصر بترجماته على ديواني شرائع معلقة وكتاب الشين الثاني / العباءات والاضرحة على الرغم من نسياني لاحضار تلك الدواوين اصلا ، وكان علي ان اعتمد ذاكرتي الصدئة اثناء قراءتي الاولى اول امس في افتتاح مهرجان اسطنبول العالمي للادب 13 الذي ترعاه وزارة الثقافة التركية في واحد من اقدم مسارح اسطنبول وسط المدينة القديمة بحضور شعري ومتلق للشعر كبير ومميز يديره الشاعر الكبير عدنان اوزر .
أكتشفت بعد هذه التجربة اشياء جميلة عدة من بينها ان هذه النصوص لم تفقد شيئا من حضورها الشعري بل زادت القا ومعان جديدة ، ومنها ايضا ان ذاكرتي المسعفة لم تطغ على حسي النقدي لنفسي فغيرت كلمة في النص طالما كانت قلقة بنظري في ايام الكتابة الاولى اثناء انشادي للنص دون ان انتبه لذلك ، ومنها ايضا ان الاتراك يشبهوننا الى حد كبير في العلاقة بالشعر وهمومه وطريقة انشاده وانهم يحملون الموروث ذاته في نصوصهم قبل اندلاع الحداثة الشعرية لديهم مثلنا تماما .
أكتب ذلك الان واعيده لأني احببت تذكير اصدقائي الشعراء بضرورة الاصغاء للمترجمين وشعراء اللغة الاخرى في اختياراتهم للقراءات الشعرية في الدول التي تمتلك لغة اخرى غير العربية وان يستمعوا للمبدعين من ابناء تلك اللغة اعتمادا على خبرتهم مع اللغة والجمهور في بلدانهم .
وأخيرا فجميل ان تصغي الى نفسك بلغة اخرى ولا ادري لماذا كانت سعادتي باللغة التركية مختلفة ومثلها باللغة الفارسية في ديواني ( وطن كامرأة عاشقة) اكثر من كل الترجمات الاوربية الاخرى وكأن الشرق روح تسكننا وان غربتنا الثياب .