من يسكن الأراضي الزراعية ؟

من يسكن الأراضي الزراعية ؟
نتيجة للاحداث التي شهدها العراق بعد2003 من تدمير للبنية التحتية والانسانية والديموغرافية التي جلبتها الديمقراطية ، احداث جعلت البلد يسير الى طريق مجهول لا احد يستطيع التنبؤ بمصيره خصوصا وان ربانه كثر والبحر هائج، كل هذه الاوضاع وغيرها مما لا يسع ذكرها خلقت مشكلات كبيرة وخطير بعضها يمكن حلها بوقت يسير، وبعضها لايمكن حلها او لا يوجد اليوم من يستطيع حلها لان المنبرين لحلها هم اصل المشكلة، وبين هذه وتلك تبرزمشكلات متوسطة من هذه المشكلات الاراضي الزراعية التي اصبحت بمرور الوقت ظاهرة وامرواقع وصل حداً استرعى التركيز عليه والبحث عن حلول له ،كونه يمثل شريحة ليست بالقليلة ،هذا ما كنت اتكلم به مع صديق لي لم اره منذ ثلاث سنوات مضت ، والذي اخبرني انه اشترى بيتاً جنس ارضه زراعي ومنذ ان اشتراه ولليوم لم يرى الراحة التي ينشدها اي شخص بعد ان يمن الله عليه بهذا الرزق، فالسكن كما يقال وطن،فاستغربت متسائلا عن سبب ذلك ؟ فقال لي رادا على تساؤلي اننا هنا ساكني هذه الاراضي الزراعية نعتبر انفسنا قادمون من المريخ لسنا من سكان الارض الاصليين او نعامل هكذا، في حين ان سكان الاراضي السكنية هم سكان الارض الاصليين ، فالمواطن من كوكب الارض يستطيع ان يبيع ويشتري اما مواطن المريخ فلا يقدر لان التسجيل العقاري حجز ارضه الزراعية تخوفا من ان السكان القادمين من المريخ سيستولون على كوكب الارض ،او يتحجج باننا -سكان الاراضي الزراعية- نقوم بتخريب معالم الكوكب الجميل فضحكت ساخرا اسكان الاراضي تلك هم حقا من يخربون معالم بغداد وغيرها من محافظات العراق التي حصلت فيها هذه الظاهرة !! فأجابني بألم هكذا يقال عنا، قلت ومن انتم ليقال عنكم كل هذا فاردف قائلا نحن مواطنون نعيش على هذه الارض الطيبة اضطرتنا الظروف التي عصفت بالعراق والتي كان من ابرزها الاحداث الطائفية وعمليات التهجير القسري والتهديد بالقتل ، اضطرتناالى ترك منازلنا على كوكب الارض وشراء قطع ارض ومنازل على كوكب المريخ، و فينا الطبيب، والمهندس والمحامي والاعلامي والمدرس والبقال والنجار والكثير من النخب المثقفة التي همها خدمة العراق، حقيقة شعرت بمدى الظلم الذي يتعرضون له خصوصا بعدما اخبرني ان ابسط الخدمات الانسانية لا تتوفر في كثير من هذه الاراضي منها المجاري التي يقول اننا من يشقها ونحن من يحضر الماء وينصب اعمدة الكهرباء.
وهنا اقف لحظة للتعليق على هذا الحيف الذي يلحق بهذه الشريحة التي تمثل عينة خيرة من ابناء هذا البلد المعطاء والغني بموارده وكفاءاته ،التي تتبوء اليوم ارقى المناصب في دول العالم المتحضر، في حين ان البلد بحاجة ماسة لهم ، من المسؤول عن توفير ابسط الخدمات لهم لماذا لا يبادر اصحاب الشأن بذلك لماذا هذا الصمت لماذا لايتم تفعيل الموافقات الرسمية التي استحصلها سكان هذه الاراضي لمد الكهرباء وشق المجاري وايصال الماء الصافي لمنازلهم لماذا ولماذا ؟؟
اسئلة كثير لكن لامجيب ، وهنا سألت صديقي عن الحل لهذه المشكلة اجابني بنبرة ساخرة ، نحن الان نجري مشاورات من اجل قرار مهم ومصيري يقول ذلك وملامح المزاح واضحة على وجهه قلت له ماهو هذا القرار المهم قال نحن الان ندرس جملة من المطالب التي يجب على اصحاب الشان في الحكومة الاستجابة لها، والتي منها رفع الحجز عن اراضينا كي يتسنى لنا بيعها وشرائها وتحويلها الى اراضي سكنية ، وتوفير الخدمات لنا اسوة بسكان الارض قلت وان لم تتم الاستجابة على مطالبكم ماذا ستفعلون قال عندها لن يتركوا لنا سوى خيار واحد وهو الاعلان عن انشاء اقليم الاراضي الزراعية مثل الاخرين.
مصطفى فليح العبيدي
بغداد
/6/2012 Issue 4227 – Date 16 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4227 التاريخ 16»6»2012
AZPPPL

مشاركة