من يدق ناقوس الخطر ؟ – كمال جاسم العزاوي
شهد بلدنا العزيز بعد 2003 متغيرات وتداعيات كثيرة أنتجت حالات شاذة لم يألفها مجتمعنا من قبل فالجيل الذي نشأ مع تلك الأحداث وما بعده قد لا يمتلك الحصانة الكافية ليجتاز المنزلقات الخطيرة التي تواجهه فبعدما فتحت الحدود على مصراعيها وغابت الرقابة والقوانين الصارمة على الصادرات والسلع المهربة أصبح الشباب اليوم يتعاطى من السموم ما ينقله الى عالمه الخاص وينسيه واقع حياته المرير دون ادراك منه الى أين سيودي به هذا السلوك الخطير تشير التقارير الاخبارية الرسمية الى انتشار تعاطي المخدرات وتجارتها في عموم البلاد مع اختلاف المناطق ونسب التعاطي بعد أن كانت تمر عبر أراضيه فحسب ولا حاجة للدخول في هذه النسب والأرقام الدقيقة أو التخمينية فسنذكر أهم الأسباب والنتائج التدميرية لهذه الآفة ولو بحثنا في الأسباب لوجدنا أنها تنحصر بما يلي
– غياب الارادة الحقيقية لدى المسؤولين لوقف هذا النشاط أو تحجيمه ان لم يكن البعض منهم مساهم فعّال في هذه التجارة المغرية
– ضعف السيطرة على المنافذ الحدودية وغياب الرقابة المشددة على النشاط التهريبي للسلع الداخلة للبلد والخارجة منه
– مرونة القوانين وتساهلها بحق المتهمين بترويج هذه السلعة والاتجار بها وعدم تفعيل العقوبات المغلّظة بحق مرتكبي هذه الجرائم
من جانب آخر فالمسألة لا تقف عند حد الضرر الآني وما يتبعه من تداعيات بل أن الادمان على هذه السموم ينشيء جيلاً من الشباب الفاشل الغير
قادر على بناء اسرة رصينة أو ارساء القيم النبيلة التي تحمي المجتمع من الانهيار والسقوط في مستنقع الرذيلة لأن ادمان تعاطي المخدرات يعني فتح الباب لاختراق الخطوط الحمراء وفعل كل المحرمات والجرائم والتي ستشكل طامة كبرى ومعضلة تعجز كل المحاولات عن التعامل معها أو حلّها لأنك ستتعامل مع شريحة وليس أفراد وحين نتكلم عن الادمان فلا نغفل عن ادمان مافيات الاتجار بهذه السموم على هذه التجارة المغرية لا يمكننا الاستسلام للمشكلة واظهار العجز عن التعامل معها وهي في مهدها فالحلول ممكنة قبل استفحال الأمر وقد تجدي بعض الاجراءات
المقترحة للحل وهي :
– الاسراع في ضبط المنافذ الحدودية وتفعيل الرقابة الصارمة على السلع باستخدام أحدث المنظومات العالمية
– التنسيق مع المسؤولين في الدول المجاورة وتوقيع الاتفاقيات بشأن مطاردة القائمين على هذه التجارة عبر الحدود المشتركة
– اصدار القوانين المشددة لردع كل من يتعامل مع هذه السموم سواءً بالتعاطي أو الاتجار بها من عصابات أو أفراد
– التوعية الصحية والاجتماعية والتحذير من تداعيات التعاطي بهذه المادة وهذا له أثر كبير في انخفاض أعداد الضحايا من المتورطين فيها وهي
الخطوة الاولى في طريق الحل
وأخيراً نقول أن أمانة المسؤولية تحتم على من يمتلك الصلاحيات والتشريعات اتخاذ الاجراءات العاجلة لوقف هذا الانهيار والشرخ الحاصل بالمجتمع
قبل فوات الأوان وقبل وصول السيل الى دياركم وقد تكون الضحية من الأقرباء والاعزاء على قلوبكم فتصبح الخسارة مضاعفة لأن تعاطي المخدرات تقترن بها وتتبعها أفعال الشر والجريمة وهي معادلة واضحة لا تحتاج الى بحث أو تنظير فهل سيستجيب الضمير للواجب واستشعار هذا الخطر الداهم ومن سيبادر الى الحل ومن سيدق ناقوس الخطر ؟؟