من هو رئيس الوزراء القادم؟ – جواد العطار

من هو رئيس الوزراء القادم؟ – جواد العطار

كثر الحديث الاعلامي والتسريبات خلال الأسبوع الماضي حول اسم رئيس الوزراء القادم ، فمنها من اقر اسماء ذات طابع عسكري تشغل مناصب مهمة حالية وفقا لرغبات أمريكية ، ومنها من ذهب إلى ان الاسم قد تم اقراره وتكليفه وهو غير مطروق بين الاسماء المعروفة ، بينما ذهب فريق اخر الى أبعد من ذلك من خلال اقحام مقام المرجعية الدينية في النجف الاشرف في الموضوع بدخولها في مفاوضات حول شكل الحكومة القادمة بل البعض اقر بترشيحها لشخصية نجفية لتسلم منصب رئاسة مجلس الوزراء القادم.وبين هذا الاتجاه والآخر ان صدق؛ يضعنا ويضع المواطن امام سؤال مهم ومحير: لماذا ننتخب اذا كان الامر محسوما خلف الكواليس؟.والحقيقة ان هذه التسريبات ان صدقت ، فهي لاغراض بحثية اولا؛. ولجس توجهات الرأي العام في العراق ثانيا؛. ومحاولة فهم مزاج الشارع ثالثا؛. اي انها دراسات تتعلق بالمستقبليات ليس اكثر ولا اقل ، وتدار داخل اروقة ومطابخ مراكز البحوث والدرسات الأمريكية والغربية وتسرب الى المنصات الاعلامية ، وهي خطيرة جدا جدا على الوضع العام في هذا الظرف الحساس… لانها تؤثر في خيار الناخب وقراره بالمشاركة اولا؛ على اعتبار لماذا أشارك اذا كان القرار قد حسم قبل الانتخابات. وثانيا؛ تؤثر في توجهات الشارع وتحاول تهيئته لامر ما قادم. والاهم في ثالثا؛ انها تدخل سافر في العملية الديمقراطية.

ان اسم وصفة رئيس الوزراء القادم لن تحدده امريكا او مراكز البحوث او بقرار من الخارج ، بل تحدده العملية الديمقراطية عبر الانتخاب غير المباشر لمرشحين وقوائم يرشح الفائز الاكبر منها (الكتلة الاكبر) رئيسا لمجلس الوزراء بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية وخلال ١٥ يوما من انتخاب رئيس الجمهورية وفقا للمادة (76) اولا. من دستور جمهورية العراق النافد لعام 2005… وكل ما يتداول من أسماء ما هو إلا ضرب من التنجيم قد يصدق او لا ، لكنه لن يتحقق الا بإرادة الناخب والمشاركة الواسعة بالانتخابات التشريعية القادمة.

مشاركة