من قتل من .. الأبرياء أم الجيش ؟

من قتل من .. الأبرياء أم الجيش ؟
حيرة وراء مشاعر الإحباط
تسلح الجيوش وتحديث الإمكانات العسكرية في كل بلدان العالم للدفاع عن أبناء البلد ومكتسباته وخيراته وأرضه والحفاظ على أمنة . وهذه الفلسفة ليست بالجديدة وإنما يعرفها أهل الأرض منذ ألاف السنين ولا يمكن إن يعتدي المعتدي مهما كان توصيفه أو مبدئه أو صفته إلا بالعار كونه يمثل جانب الباطل لان الحق من يعتدي عليه.
وفي العراق الجديد اليوم انقلبت فيه الموازين وسقطت الأقنعة عن التصريحات التي تطلقها بين الحين والأخر حكومة المالكي بأنها المدافع الأول عن العراقيين بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم وأنسابهم وأقلياتهم والحفاظ على المكتسبات التي تدعي الحكومة من نواب وقادة دولة بأنها الديمقراطية لان ما حدث في الفلوجة أزاح الغبار عن غلاف خطير لمجلد اسمه الاعتداء على المواطن الأعزل . ولو لم تكن هناك في ساحات الاعتصام والتظاهر كاميرات وصحافة وفضائيات وصور توثق ما حدث بين بضعة شبان لا يحملون سوى علم العراق العظيم وبين قوى عسكرية تحمل الموت والنار وتطلق الرصاص الحي بطريقة عشوائية غير حضارية على شباب التظاهر في مدينة المساجد الخالدة المجاهدة الفلوجة الباسلة وهي معادلة غير متوازنة .
كشف لنا إن هذا الجيش الذي صرفت عليه المليارات وسرقت منه مليارات أخرى يشبه الجيوش المعتدية على العراقيين الأبرياء العزل .
ولا ادري لماذا تتعامل بعض القوات الأمنية العراقية من إفراد الجيش والشرطة التابعة لها بنشر الفوضى والعبث بأرض الرافدين وتشريد أبناء شعب العراق الصابر .
هل كان من الضروري إن تكون قاسيا إلى تلك الدرجة بقتل أبناء شعبك في الفلوجة مجرد التظاهر والمطالبة بحقوقهم الشرعية .. والسماح لدول الجوار يمرحون ويسرحون في محافظات جنوب وشمال العراق ..؟
وهل بهذه التضحية بكل أولئك البشر لكي تصنع عراق أخر موجودا في مخيلتك ..؟
هل كان من الصحيح إن تقيم نظاما شموليا في العراق الجديد يقضي على أحلام وحياة ملايين الناس كما يحدث ألان في بلاد الرافدين اقصد بلاد الناريين .. ؟
هل تعلم إن لدول الجوار في العراق يتعاملون مع العملاء والفاسدين والمقاولين والمتسلقين وصناع فجر الاستثمار اقصد الاستعمار الجديد في سرقة أموال الشعب العراقي ليقبضوا بالعملة العراقية ،وهذه حسنة طيبة يجب إن نذكرها لك تصل اسرهم عن طريق مكاتب بغداد والنجف وكربلاء والبنك المركزي العراقي .. ؟ هل تدري إن الديمقراطية والحرية والشفافية والمصالحة الوطنية والستراتيجية وكواتم الصوت توزع الآن على الاسر العراقية حسب البطاقة التموينية ..؟
هل تعلم أن عدد الشهداء في العراق بلغ أكثر من مليوني شهيد بسب جارة العراق ..؟
هل تعلم إن دولتك المبجلة شاركت في عودة العراق مهد الحضارات إلى عهد ما قبل التاريخ ..!
وهل تعلم يا سيدي العزيز إن الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق بعد الاحتلال البغيض أعدمت وقتلت العشرات والمئات من العراقيين كونهم ديمقراطيين .. ؟
كلنا يمكن إن نتفلسف في تقديم الأجوبة ..!
وأجوبتنا غالبا ما تكون قاطعة وحاسمة اليوم .!
ومن مرتفع الخراب والدمار اليوم الذي يحل في العراق فما من جوابك يا سيادة الحكومة.
الشــــك والحيرة المليئة بمشــاعر الخزي هي جـــوابي الوحيد على تلك الأســــئلة ربما كـــنت تســــتحق الإجابة عليها إمام العالم اليوم وأتمنى أن تجيب على هذه الأسئلة في مؤتمر صحفي مباشر يبث لجميع الفضائيات إذا كنت تمتلك الشجاعة وإنني أتحداك. عندما تنظر يا حكومة اليوم والبارحة إلى اللصوص الذين ورثوا سلطتك في العراق والخونة من بعض الساسة العراقيين التابع لحكومتك الذين امتطوا دبابات جيش أمريكا المغوار ليركبوا على ظهر العراق من الخلف والطائفيين الذين دخلوا من الجارة الحنونة الذين يقتلون الناس بالجملة والمجرمين الذين يمارسون أعمال التعذيب والإرهاب في السجون العراقية السرية والأهلية والرسمية من خريجي معاهد ودورات مريدي وحي التنك في رصافة الموت الطائفي ألا يخطر لك يا سيادة الرئيس المحبوب لدى الشعب العراقي أن تسأل وتجيب للعالم من أين خرج الآلاف من هؤلاء من اللصوص والوحوش والمشبوهون ثم ألا يخطر لكل معارض ســــياسي شريف ذي ضمير أن يسأل من أي خزي جاء كل هؤلاء النصابين من أية غابة خرج هؤلاء لينهبوا ويدمروا ما كان يفترض انه بلدهم .. ؟
وهل بقى شرف للقادة السياسيين في العراق اليوم ومن يمثل الحكومة العراقية منهم وأعضاء البرلمان السابق والجديد انظر إليهم وسترى ؟
يا سيدي اعذرني أقول لك سيدي تستطيع إن تعرف من هو الدكتاتور وهل تستطيع إن تقول إمام العالم المتحضر المتبختر المتعلم المنافق انك ديمقراطي أم دكتاتور والسؤال هنا يطرح نفسه هل الديمقراطية المزعومة تبني بلدا في العراق أم الدكتاتورية ..؟
وانأ اعرف قبل غيري إن جوابك يقول أن مجتمع الدكتاتورية هو بطبيعة الحال خراب يغمره العنف ووحدته الزائفة ليست سوى غطاء مهلهل لشروخ وتمزقات وتشوهات إنسانية وأخلاقية لا سبيل إلى حصرها وأحب أن أزيدك علما أن فلسفة الثقة واليقين تشكل الأساس الذي ترتكز عليها ثقافات الشعوب وكذلك ما بين إفرادها في تعاملاتهم الطبيعية اليومية ،ويأتي ذلك في ضوء ثقافاتهم التي تتأسس على احترام الذات واحترام الأخر والتسليم بحقه في العيش بحرية وكرامة وحياة لائقة . والحديث هنا عن الشعوب والأفراد في المجتمعات ذات الثقافات العريقة . بيد إن المجتمع الجار وبحكم تشكله المعروف يفتقد الثقة بغيره من الجماعات كما أن الجيران اليوم في العراق قد يشكون في نيات الآخرين إلى الدرجة التي قد يفتح بعضهم النار علي الآخرين لمجرد الشك .. ! وتسوغ القوانين لدول التي تسمح بحرية تداول وحيازة الأسلحة في المجتمع آية جريمة تنجم عن مثل هذه التسهيلات بما يسمي (ثقافات السلاح في الجوار اليوم) وتحويلها إلى موضع أخر أسمته (اختلافات الثقافات) بين جوارين ومواطنين من شعوب أخرى أنهم عرب ومسلمين .
خالد القرة غولي- الانبار
AZPPPL

مشاركة