من قال بصدق الأميرة بديعة ؟ – شامل بردان

من قال بصدق الأميرة بديعة ؟ – شامل بردان

سواء صرحت الاميرة بديعة(1920-2020) بشذوذ شقيقها الملك غازي (1912-1939) بتسجيل او بحديث شفة لأذن او بكتابة، فذلك- ان صح انها صرحت- ادعاء، والادعاء شيء واثباته شيء اخر.

اقول في العنوان” من قال بصدق بديعة” ؟ و في المتن قلت عنوانا اخر اعني به اساس التصريح من الاساس، فأنا امام استفهامات عدة: هل كان غازي شاذا جنسيا؟ وهل بديعة تعرف بشذوذ اخيها؟ وكيف عرفت وكيف تأكدت، رأي عيان ام تحليل ام نقلا عن مشاهد او اكثر شاهدوا او سهلوا او كانوا ضحايا للملك؟ وهل يعرف غيرها بشذوذ الملك؟ فأن كان فلم صمتوا؟

غازي، كان الذكر الوحيد لفيصل الاول”1883-1933″ ووالد الابن الوحيد فيصل الثاني” 1935-1958″، عاش فترة مع جده حسين بن علي، وعلاقته بعمه عبدالله بن الحسين امير ثم ملك الاردن لم تكن جيدة، وصفه من عايشه انه هزيل الجسم ضعف البنية، قد يكون كان فيه ميل لتناول الكحول وقد يكون ممن افرط في تعاطيها، غير ان مواقفه السياسية التي انتهجها ربما تكون وراء هذا الاتهام المتأخر الذي قيل ان بديعة صرحت به، وايضا ربما لم تكن علاقته مع بعض اسرته جيدة، ولا يوجد ما يمنع ان يتهم فرد فردا من اسرته او غير اسرته بشيء سواء صح الاتهام او كان باطلا، فوضع الضمير امام اللسان امر قد يعلمه كثيرون و يفعله قلة…

كون الاتهام- ان صح انه صدر عن بديعة- جاء من اخت، فلا يرقى حتى الى مجرد الشك، ولا اريد الطعن في تقدم العمر للاميرة- اكرر ايضا ان صح تصريحها- لكن ثقافة الاتهام تأتي دائما بحسب معيبات المجتمع متقدمة على روادع الدين، ففي مجتمع يكره تكرار زواج الانثى بأكثر من زوج سيسهل اتهام فاعلته بعشق الفراش، وفي مجتمع لا ينظر للمثلية على انها معيبة فيما يعيب حفظ العذرية سيجري اتهام العذراء بعقدة نفسية…

جاء غازي من مجتمع مكي، فيه شيء من بداوة، وكان العراقيون ذلك الوقت وغير العراقيين لا يقيمون للوطنية القطرية شرطا لتولي الحكم، ولذا فمجيء فيصل ملكا كان الى حد كبير امرا اعتياديا، وللملك رفاهية مهما قلت الموارد، ويكفي ارضاء غرور ان يتزعم الناس فرد بأرث اجداده.

اعرف عن غازي هوسه بالاذاعة، بالطيران، بأكلات المطبخ العراقي، بحبه للقطط، للصيد، وربما للخمر، اما ان يقال ان اخته صرحت بمثليته، فذاك امر يحتاج لأثباتين، اثبات انها صرحت وحينها لا يجب تبني تصريحها وكأنه دليل ادانة، واثبات اتيان الملك الفعل، ليعاد تقييمه تاريخيا…

ليست كتابة التاريخ يسيرة…

الكلمة اعلاه رأي شخصي لا قصد منها الا التعليق على اطلاق العنان لكل مسموع و اعادة بثه بما يؤذي الحي و لا يصل الى الميت..

مشاركة