من جرّد الورد؟ – نص شعري – كاظم عبد الله العبودي

من جرّد الورد؟ – نص شعري – كاظم عبد الله العبودي

إلى كل شهداء الوطن ولا سيما شهداء (سبايكر) في الذكرى الأولى لتغييبهم

أنا على قلم يستعذب الوجعا

وأنت فوق دم يسترهب الفزعا

إردف رؤانا لنرقى الفرقدين معاً

ولو لهثن على أعقابكم تبعا

شتان مابين أقصى الجود تمنحه

طوعاً إلى وطن أقدمت فأمتنعا

وبين حرف وإن تهدر مدافعه

يظل مهما توالى رعدها سجعا

لقطرة أنفاً من نحرك إنتفضت

أزرت بفيض دما من هان أو خضعا

وقطرة من جبين أنت رافعها

بأنف من لسوى الكرسي ما ركعا

ورعدة أطلقتها غيرة غضبت

بألف رأس حنت هاماتها جشعا

وعين نادبة هلت عليك أسى

بكل عين تنزى جفنها بدعا

وذرة من تراب عفرت حزناً

خداً ألا ليتها أودت بمن خنعا

لكل ثدي تشكى يتم راضعه

نفدي أرضعت غدراً ومرتضعا

****

مسرى (الفراتين) أقسمت من ظمأ

أن ترتوي من دم الفتيان مجترعا

بعض طفت فوق سطح الماء جبهته

أحلى من البدر- رغم الموت- مطلعا

والبعض ضاقت بترب القبر هيبته

كبراً فضاق بها من حيث ما إتسعا

حتى إذا هيل ذاك الترب ما دفنت

له ولو إصبع بل للسما رفعا

وآخر ظللته الصقر إذ فرشت

جنحاً يقيه لهيب الشمس إن سطعا

وآخر وسدته السبع لبدتها

ألا يمس الحصى جنباً فقد هجعا

من جرد الورد من شوك يصد به

إن مد جان له كفاً أم إقتطعا

ومن أحل ولوغ الذئب في دمها

ومن أحال عرين الأسد منتجعا

والله ما شرفت أي الثرى قدم

إلا الشهيد له حتى الخلود سعى

والله لو رد ناع ما يحب لما

تقدم البرق نبض القلب حين نعى

***

ونافش ريشه لا الريش نافعه

فكلما رام تحليقاً به إتضعا

بئسا (لمطرة) أن باعت، بضاعتها

من سلموها زمام الركب مجتمعا

لمّا وهبنا لها داراً وساكنها

فضيعت دارها والساكنين معا

ولابس من قناع الأمس أبشعه

حيث إرتدى حلة الشيطان أم خلعا

ليلاً تسلل والناطور عن عمد

أغضى وصلى صلاة الصبح ثم دعا

حتى تسلق والأسوار صارخة

لكنما شاور العراف من سمعا

من كل فج أتى تلقاءنا شبح

مقصراً شأن ذيل العنز ممتقعا

هذي النطيحة جالت في مرابعنا

وذلك المتردي صال مدرعا

ونحن نعلن أنا سوف نردعها

فمن رآى مرة من (سوف) مرتدعا

ويح القلاع التي لم تحم حارسها

ويل لحارسها لما إختفى جوعا

***

فيا شهيداً بعمق الجرح ظلّ لهُ

جرح يحل شغاف القلب منذ وعى

لو بعض من أنجبته الدار أغمد في

أظلاعها خنجراً وإحتز مقتلعا

وظنّ أنّ يد الآتين تعصمه

فقطعت عبثاً أوصاله شيعا

ما قال إلاك لا للمستبيح ذرىً

وليس إلا دماك اليوم من صدعا

بمثل زندك تبقى الأرض هاتفة:-

لا بد أن يلفظ الشيطان ما إبتلعا